أفزرت استضافة البرازيل الناجحة لبطولة كأس العالم لكرة القدم التي اختتمت منافساتها شعورا بالثقة بأن الدولة الأمريكية الجنوبية ستكون على مستوى التحدي عندما تستضيف مدينة ريو دي جانيرو دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2016. فبعدما كان القلق سائدا في الحركة الأولمبية قبل أشهر قليلة بسبب التأخيرات الشديدة في استعدادات ريو لاستضافة الأولمبياد الصيفي المقبل، بعث توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية برسالة أكثر إيجابية بكثير أثناء زيارته لبطولة كأس العالم. فقد أشاد باخ بالتنظيم البرازيلي للمونديال وأكد أن أولمبياد "ريو 2016" ستستفيد من "شغف وفاعلية" الجماهير، وبعد لقائه بالرئيسة البرازيلية ديلما روسيف قال باخ: "سعدت بسماع ثقة الرئيسة روسيف في الأولمبياد وفيما سيقدمونه، وكان من الجيد أن أسمع تأكيدها على أن الأولمبياد وما سيتركه من إرث بالبلاد سيكونان على قمة أولوياتها". وترى اللجنة الأولمبية الدولية، التي تساهم بمبلغ 1.5 مليار دولار من تكاليف "ريو 2016"، الآن أن ريو قطعت خطوة كبيرة إلى الأمام بعدما كانت هناك مخاوف من أن تكون المدينةالبرازيلية متأخرة في استعداداتها لاستضافة الدورة الأولمبية بنحو عامين. وقال باخ: "شهدنا خلال الأشهر القليلة الماضية ديناميكية رائعة في ريو، وخاصة من قبل العمدة والحاكم". وأضاف: "مازال الوقت يداهمنا، ولا يمكننا التفريط في يوم واحد. ولكن هناك تطورا ملحوظا بالتأكيد". ومن المقرر إقامة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في مدينة ريو دي جانيرو من الخامس من أغسطس وحتى 21 من الشهر نفسه بعام 2016 . وستضم ريو 35 موقعا للمنافسات الرياضية تتركز غالبيتها في المنطقة الإدارية الغربية "بارا دا تيجوكا" والتي ستقام القرية الأولمبية بها أيضا ، فيما تنتشر ملاعب أخرى في مناطق كوباكابانا وديودورو وماراكانا. وستكون هذه المرة الأولى في التاريخ التي تقام فيها دورة أولمبية بمدينة أمريكية جنوبية، وأكد باخ أنه "يجب على البرازيل والبرازيليين أن يفخروا" بطريقة إدارة كأس العالم، وتوقع ألا يحدث أي فتور في دعم البرازيليين للأولمبياد بعد خروجهم المأساوي من منافسات المونديال. وقال: "لقد شاهد العالم أن بطولة كأس العالم كانت منظمة على أفضل نحو ، وأن البرازيل دولة محبة للرياضة". ويتوقع الكثير من الإرث الرياضي الذي ستخلفه دورة "ريو 2016" وراءها لألمع النجوم الرياضيين وأكثرهم تواضعا على حد سواء وذلك بفضل الملاعب الرياضية الجديد التي تم بناؤها والمبادرات الناجحة مثل إنشاء مركز التدريب الأولمبي في بارا والذي يعد الأول من نوعه في أمريكا الجنوبية. وسيفتح المركز أبوابه أمام اللاعبين الرياضيين اليافعين الموهوبين من كافة أرجاء القارة الأمريكية الجنوبية كما أنه سيكون موطنا لتنمية مهارات المدربين وتعليم اللاعبين وعلوم الرياضة. هذا بالإضافة إلى تقديم برنامج تعليمي يستخدم الرياضة لتوصيل القيم الأولمبية إلى تلاميذ المدارس في أكثر من 500 مدرسة بالبرازيل. أما الإرث غير الرياضي الذي ستتركه دورة "ريو 2016" لأهالي المدينة فيتضمن خط مترو جديد إلى جانب تطوير شبكتي القطارات والحافلات.