بعد 28 عاماً على رحيل عبدالحليم حافظ الذي يُعد من أكثر المطربين المصريين شهرة وتأثيراً في القرن العشرين تتحول حياته إلى فيلم سينمائي بدأ تصويره أمس الاثنين ويقوم ببطولته الفنان المصري أحمد زكي. والفيلم الذي كتبه السيناريست المصري محفوظ عبدالرحمن ويخرجه شريف عرفة هو أول عمل فني عن حياة المطرب الذي لا يزال الأكثر شعبية في مصر. واحتشد عدد كبير من السينمائيين والموسيقيين في مؤتمر صحفي نظمته بالقاهرة شركة جود نيوز جروب منتجة الفيلم احتفاءً بنجمين أحدهما المطرب الراحل موضوع الفيلم وثانيهما بطله زكي الذي يظهر في مكان عام لأول مرة منذ أكثر من سنة. وتأجل تصوير فيلم (حليم.. صورة شعب) أكثر من مرة بسبب إصابة زكي بسرطان الرئة منذ أكثر من عام وخضوعه لنظام علاجي صارم بين مصر وفرنسا طوال العام الماضي. وصعد زكي المسرح وسط تصفيق الحاضرين بينما اصطفت على الجانبين فرقة موسيقية عزفت لحن أغنية عبدالحليم (أسمر يا أسمراني) وموسيقى فيلم (شارع الحب) الذي أُنتج عام 1958 ويُعد من أبرز أفلامه. وقال زكي إنه استعان في «معركة المرض الشرسة بحلفاء كثيرين من الزملاء (الفنانين) والجماهير. كل لحظة قاومت فيها المرض كانت حياة. هذه دعوة ونصيحة لنحب الحياة». وأضاف أن لحماسه لتجسيد شخصية عبدالحليم أسباباً فنية وشخصية منها التشابه بينهما في الإصابة بمرض البلهارسيا وموت أبويهما مشيراً إلى أن المطرب الذي نشأ يتيماً «استطاع أن يشق طريقه من الملجأ إلى أن أصبح سيداً للغناء العربي». وحضر المؤتمر بطلا الفيلم السوريان جمال سليمان وسلاف فوخراجي والمطربة اللبنانية ماجدة الرومي التي ستشارك في الفيلم بالغناء. وقال عبدالرحمن إن الفيلم كان حلماً وبسبب العثرات التي تعرض لها صار كابوسا إلى أن عاد حلماً من جديد ببدء التصوير. أما الموسيقي المصري عمار الشريعي الذي سيضع الموسيقى التصويرية للفيلم فأوضح أنه سيعتمد على روح موسيقى أغاني عبدالحليم قائلاً إنه سيحدث «انقلاباً في الموسيقى التصويرية في العالم». وقال الإعلامي المصري عماد الدين أديب الذي أدار المؤتمر إنه «لأول مرة في تاريخ السينما العربية سيتم إنتاج الفيلم ومعه مسلسل سينمائي في نفس الوقت عن حليم كما سيشارك في بطولة العملين ممثلون عرب في عودة إلى التعاون العربي المشترك». ويعد الفيلم الذي سيتم تصويره بين مصر وبريطانيا وفرنسا والمغرب وسيعرض العام القادم أضخم إنتاج سينمائي مصري حيث رصد له 18 مليون جنيه مصري (حوالي 3,1 ملايين دولار). ولعبدالرحمن أعمال سابقة في مجال السيرة الذاتية منها مسلسل (أم كلثوم) وفيلم (ناصر 56) الذي قدمته السينما المصرية منذ حوالي تسع سنوات. وكانت حياة عبدالحليم علي إسماعيل شبانة (1929 - 1977) أقرب إلى التراجيديا إذ ولد في أسرة فقيرة بقرية الحلوات بمحافظة الشرقية على بعد حوالي 85 كيلومتراً شمالي القاهرة. وكان أخوه إسماعيل شبانة أول من درس الموسيقى لعبدالحليم قبل أن يلتحق بمعهد الموسيقى العربية بالقاهرة عام 1941. وشهد عام 1952 بدايته حين غنى في إحدى الحفلات العامة من ألحان محمد الموجي. أما زكي فيعتبره سينمائيون أهم موهبة في فن التمثيل في مصر خلال الثلاثين عاماً الأخيرة من خلال أفلام منها (البيه البواب) و(سواق الهانم) و(أرض الخوف) و(شفيقة ومتولي) و(كابوريا) و(هستيريا) و(ضد الحكومة) و(الهروب). ويعد زكي من أكثر الممثلين المصريين تجسيداً لحياة المشاهير منذ قدم قبل أكثر من ربع قرن مسلسل (الأيام) عن حياة عميد الأدب العربي طه حسين (1989 - 1973) وجسد دور الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر في فيلم (ناصر 56) . كما جسد زكي حياة الرئيس المصري السابق أنور السادات في فيلم (أيام السادات) ومنحه الرئيس المصري حسني مبارك وساماً عن أدائه. وكان زكي مغرماً بتقليد السادات حتى في حياة الأخير.