تعد محافظة شقراء من المحافظات التي خطت خطوات سباقة في برامج السياحة السنوية والمناسبات السياحية التي يعقد فيها عدد من البرامج ذات الاثراء السياحي بالبلدة التاريخية في وسط المدينة القديمة كأسلوب جديد في مجال السياحة والآثار. ونتيجة لتلك المناشط والبرامج وتقديرًا من الهيئة العامة للسياحة والآثار فقد تم افتتاح مكتب للهيئة في محافظة شقراء ليشرف على أعمال الهيئة في المحافظة والمدن التابعة لها. وقد كان لبلدية محافظة شقراء ورئيسها السابق المهندس محمد بن حمد الزيد دور السبق في انطلاقة ترميمات التراث عندما بدأت البلدية بترميم السور الخارجي للمدينة الذي تكفل بنفقته المهندس عبدالرحمن بن عبدالله البواردي كما سارع اهالي شقراء ورجال الاعمال إلى المشاركة في اعمال الترميم والبناء كاعادة بناء مساكنهم ذات الطابع المعماري القديم والمبنية من الطين حيث أثبتت هذه المنازل ملاءمتها وفعاليتها كحلول تصميمية مناسبة للعوامل المناخية وملبية للاحتياجات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية للسكان والتي ثبت مع الزمن أنها الأنسب في ذلك الوقت من حيث التصميم ومواد البناء المتوفرة آنذاك مع ما صاحبها من خبرة متراكمة لأجيال عديدة من معلمي البناء المحليين عن طريق التجربة المستمرة مع العمل دائما على تجنب الأخطاء وتطوير الخبرات، فكانت بذلك نماذج تستحق الدراسة والإبراز. أعمال جبارة شملت ترميماً للأسواق والمساجد والمدارس القديمة ومواقع للنزل الريفية وحول المواقع الاثرية في المحافظة يقول مدير مكتب الهيئة العامة للسياحة والآثار في محافظة شقراء الأستاذ عجب بن محمد الثبيتي أن دلائل الاستيطان المبكر في المحافظة تظهر نتيجة للعوامل الطبيعية والبيئية المناسبة للاستقرار حيث كشفت أعمال المسح الأثري التي قامت بها الهيئة العامة للسياحة والآثار على وجود منشآت ودوائر حجرية ورسوم منفذة على واجهات الصخور تعود لفترات قبل الإسلام، ما يؤكد حاجة المنطقة لمزيد من الدراسة والاستكشاف. ويقول الاستاذ الثبيتي ان من اهم المعالم والأماكن االسياحة في شقراء بيت السبيعي والذي خصص كمتحف لشقراء وتشرف عليه الهيئة العامة للسياحة كما أن من مقومات السياحة المهرجانات والفعاليات مثل مهرجان صيف شقراء الذي يقام للعام السابع على التوالي دون توقف وكذلك مهرجان التمور الذين لقي نجاحا كبيرا وإقبال غير مسبوق مما جعل لجنة التنمية السياحية والآثار تعقد العزم على إقامة روزنامة للمهرجات المتنوعة على مدار العام بمتابعة واهتمام من رئيس اللجنة محافظ شقراء الاستاذ محمد بن سعود الهلال، كما أن هناك مجموعة من الفعاليات التي تقيمها لجنة التنمية الاجتماعية وبعض الجهات الحكومية والأهلية الأخرى كبلدية شقراء وادارة التربية والتعليم وجامعة شقراء والغرفة التجارية ومديرية الزراعة وغيرها من الجهات الاخرى والمكاتب السياحية التي تسير رحلات سياحية من العاصمة. من جهته قال رئيس لجنة التراث الاستاذ عبدالله بن ناصر المجيول ان أول وأبرز تلك البيوت التي تم ترميمها في شقراء التأريخية هو بيت الوجيه عمر بن عبدالله بن مقرن ورمم على نفقة حفيده عمر بن عبدالله المقرن وبيت أمير ينبع الأمير حمد بن عبدالعزيز العيسى ورمم على نفقة ابنه الشيخ محمد بن حمد العيسى وبيت آل الجميح على نفقة شركة الجميح القابضة وبيت العلامة البابطين على نفقة حفيده محمد بن عبدالله البابطين وبيت قاضي الوشم إبراهيم بن عبدالله العبداللطيف على نفقة حفيده صالح بن عبدالعزيز العبداللطيف وبيت الشاعر عبدالله بن محمد الصبي (مبيلش) على نفقة ابن عمه سليمان بن عبدالرحمن الصبي وبيتي حشر وسعد البواردي على نفقة المهندس محمد بن سعد البواردي وبيت التاجر محمد بن عبدالله الدحيم الذي استفيد منه كمقر للمعهد العلمي ومن ثم لمدرسة البنات وذلك على نفقة حفيده المهندس محمد بن عبدالعزيز الدحيم وبيت التاجر عبدالله بن سليمان الزيد على نفقة سبطه المهندس عبدالعزيز بن عبدالله الزيد وبيت محمد الحسيني على نفقة ابنه الشيخ عبدالله بن محمد الحسيني وبيت عبدالعزيز الحسن على نفقة أبنائه وأحفاده وبيت عبدالعزيز الحمّاد على نفقة ابنه وأسباطه، كما أن هناك بيوتًا تحت الترميم مثل بيت العبدالكريم في حي المدينة وبيت الصايغ في حي الحسيني وبيت العبدالكريم في حي حايط علا. كما قام الأستاذ يوسف بن عبدالعزيز المهنا بشراء أحد البيوت القديمة وإعادة تأهليه وتأثيثه ليكون مضافة لزائري البلدة التاريخية. كما أن لمجلس الأهالي ممثلا برجال الأعمال وبإشراف أمانة المجلس ولجنة التراث وبعض اللجان الأخرى جهود في تنمية وتطوير البلدة التاريخية بترميم وإعادة بناء ومعالجة عدد من المواقع التاريخية كالأسوار والأبراج الحربية والبوابات التاريخية والمساجد الطينية ومدارس الكتاتيب والطرق والممرات في الأحياء القديمة والآبار والمزارع التراثية والأسواق التجارية. وقام المهندس محمد بن سعد البواردي بترميم كامل مكونات حي الحسيني كالمسجد وكتاتيب المطوع ادريس والمطوع السليمي والمطوعة ادريسة وسور الحفر بما فيه من مقاصير وأبواب كمقصورة الزيد وحشيرة والمترك وباب العقدة وبعض الحيطان كحويط الجماعة وحايط لولوة وحوش الخيل وبعض المساقي كمسقاة لولوة والحسيني وجريبيعة والفداوية وكامل ممرات الحي بمافيه من سوابيط وغيرها. كما قامت شركة الجميح القابضة بإعادة إعمار سوق المجلس القديم والذي يشمل أكثر من 45 دكان ومدرسة ابن حنطي والمسقاتين الشمالية والجنوبية ومسقاة دخن ودار الغرباء. كما قامت اللجنة بإعادة بناء المدرسة الاولى على نفقة شركة عبدالرحمن ومحمد السعد البواردي والتي أوقفها الأهالي قبل 75 عاماً لمديرية المعارف آنذاك كنواة للتعليم الحكومي، كما قامت الشركة بشراء متحف يضم العديد من القطع الاثرية القديمة بأكثر من 1.2 مليون ريال والذي يجري العمل فيه على قدم وساق ليكون وجهة للضيوف والزائرين في القريب العاجل ان شاء الله تعالى حيث يقع المتحف في مكان مناسب من سوق حليوة القديم. وقد تلقت اللجنة تبرع عدد من الأهالي ببعض القطع التراثية الشخصية التي أبرزت بأسماء متبرعيها حيث أهابت لجنة التراث ببقية المواطنين بالتبرع بما لديهم من قطع تراثية حيث ستحفظ الحقوق لأصحابها. كما قامت مؤسسة بيت الأمن للأستاذ عبدالرحمن بن محمد العودان بالتبرع بشبكة متكاملة للمراقبة من كمرات أو أجهزة إنذار وحساسات وأجهزة حاسوبية. وكان للمهندس عبدالرحمن البواردي مساهمات في ترميم السور الجنوبي وما حوله من مزارع وآبار ومعالم كمسجد وبئر الحميدية (أم عينين) وبئر حايط إبراهيم ومقاصير وبوابات السور الجنوبي شملت باب الطلحة ونقبة القراين ومقصورة الجاسر والطويلعة والحميدية والطبيّب ومقصورة السلاما التي تحمل تكاليفها الاستاذ عبدالكريم بن عبدالله السليمي. كما أن لجنة التراث ستقوم بمعالجة وترميم المساجد الحديثة تراثيا خصوصا ما يقع في البلدة التاريجية كالجامع القديم وذلك على نفقة أسرة الحصيّن بمتابعة المهندس فهد الحصيّن والمسجد الجنوبي (شيحان) على نفقة أحفاد وأسباط الشيخ إبراهيم الشيحة. كما قامت لجنة التراث بتنفيذ ميدان تراثي به (مدفع) معبر يحكي قصة صمود شقراء في وجه غزاة إبراهيم باشا كما أن العمل جار لإحياء سوق حليوة بتفعيله والبدء في تأجير محلاته وإقامة بعض المزادات الدورية والفعاليات الموسمية فيه. ومما يجدر الإشارة إليه قيام اللجنة بالتنسيق مع بعض رجال الأعمال لتبني مركز الوثائق والصور والذي يقع شمال سوق حليوة لتكتمل المنظومة التراثية دينيا واجتماعيا وعمرانيا وتجاريا وزراعيا وتعليمياً. الجدير بالذكر أن تلك الجهود الجبارة في مجال التراث وقف خلفها وآزرها عدد من رجال الاعمال الذين لهم مساهمات جليلة، كما أن هناك رجالًا آخرين وعدوا بمساهمات أخرى مثلهم كمثل رجال الاعمال الذين قدموا دعما سخيا لبرنامج (ثمين) للمحافظة على التراث والذي تشرف عليه الهيئة العامة للسياحة والآثار ورصد له أكثر من 12 مليون ريال من قبل رجال أعمال شقراء خلال لقاء عقدوه في منزل آل الجميح بالرياض بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وذلك كنواة أولى لبرامج الجمعية التعاونية للسياحة والآثار والتي هي في طور الإنشاء. الأمير سلطان بن سلمان يفتتح أحد المشاريع التراثية سوق حليوة تم ترميمه وتجهيز(75) محلًا ومتحفًا أثريًا على نفقة شركة البواردي. قصر السبيعي التاريخي (بيت المال في شقراء) حولته السياحة لمتحف الأمير سلطان بن محمد ونجله زارا بيت آل الجميح والعيسى في البلدة القديمة كبار السن خلال إحدى الفعاليات سوق المجلس أعيد بناؤه على نفقة شركة الجميح