تزخر مدينة شقراء بعدد من البيوت الأثرية يضاف إلى ما تمتاز به من آثار سياحية تزينها، وتجعل منها واحدة من المدن ذات المقومات الجاذبة للسياحة الداخلية، فيما يعد اهتمام أهلها بترميم بيوتها الأثرية قصة أخرى من الوفاء للعهد القديم، والتأكيد على أصالة البلدة، والحفاظ على ذكرياتها من الاندثار، ولذا طالت أعمال الترميم عدة بيوت أثرية داخل المدينة لتحكي تاريخ الأجداد لمن لا يعرفه من الأبناء، وقد أشرف على الترميم الدكتور عبداللطيف الحميد أستاذ التاريخ بجامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية، وذلك بالتعاون مع عبدالله المجيول رئيس لجنة الترميم بمحافظة شقراء، وبمشاركة الهيئة العليا للسياحة والآثار، وكذلك عدد من المخلصين من أبناء المنطقة. البداية كانت بترميم منزل عبدالرحمن السبيعي - رحمه الله - من قبل الجهات الحكومية حيث تم تحويله إلى متحف، الأمر الذي دفع ذوي عمر بن مقرن إلى ترميم منزلهم بجهود ذاتية عام 1413ه، ثم تم ترميم بيت حشر البواردي ضمن مسجد الحسيني والمناطق المحيطة به. ومن المنازل التي لا يجد الزائر للمنطقة بدا من الوقوف امامهم منزل لشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين - رحمه الله -، يقول محمد حفيد الشيخ: إن جده اعتنى ببيته كثيراً في حياته لأنه يحمل في جنباته العديد من الذكريات التي لا تنسى من تاريخ شقراء ، الامر الذي جعلهم في الجيل الحالي للعائلة يحملون على عاتقهم حفظ هذا الإرث والاهتمام به. ومن ضمن المنازل الأثرية الأخرى التي جرى ترميمها منزل الشيخ إبراهيم بن عبداللطيف، هذه المنازل كانت وما زالت حاضنة للكثير من الفكر والادب فمنزل الشاعر عبدالله بن محمد بن عبدالله الصبي (مبيلش) شاهد على الوفاء بين جيلين فالدكتور الصبي اخذ على عاتقه ترميم المنزل لما يحمله من ذكريات جميلة ولما يشكله من مرحلة مهمة في تاريخ الأدب والشعر. هذا الوفاء تجده واضحا ايضا في منزل العيسى حيث قام محمد بن حمد العيسى بترميم منزل حمد العيسى، كما يقوم حاليا برعايته وتطويره، وليس ببعيد عن ذلك يقف منزل الجميح شاهداً حياً على هذا التلاحم بين الأجيال فمنزل عبدالعزيز بن إبراهيم الجميح تحول مع مرور الأيام إلى دار خيرية لتفطير الصائمين بإشراف عبدالله البخيتي، ثم ابنه عبد العزيز، اهتمام العائلة بالتراث لم يقف عند هذا الحد بل وضعوا حجر الاساس لإعادة بناء سوق المجلس الشعبي بالقرية التراثية بشقراء وذلك بحضور محافظ المدينة محمد بن سعود الهلال. ويعد سوق المجلس من الأسواق الرئيسية ويسمى (الماقفه) ويقع غرب الجامع ولا يعرف تاريخ بنائه ولكن الوثائق تدل على أن عمر السوق قد يتجاوز مائتي عام، ويضم 60 دكاناً تمتد على مساحة 1500م.