أتوقف دائماً أمام من يبسّطون الحياة حسب رؤيتهم.. ويبنون على ثقافتهم ووعيهم بالأمور.. وليس على واقع البشر..! لا يلفتهم العالم المتغير.. ولا تعكر النفوس وتلك الأسوار التي تحجب الكثير من البياض.. ولا تقبل الا صورة الظلال الغامقة..! طبعاً لايعني أنني أعقّد الصور.. وأغلق نقاط الالتقاء.. ولكن لم أتعود أن أطلق العنان لتخيلات لا تصل لمرتبة الواقع..! فمثلا قرأت لأحدهم عن "قواعد السعادة "وقد حددها بسبع.. 1- لاتكره أحداً مهما أخطأ في حقك.. 2- لاتقلق أبداً.. 3- عش في بساطة مهما علا شأنك.. 4- توقع خيراً مهما كثر البلاء.. 5- أعط كثيراً ولو حرمت.. 6- ابتسم ولو القلب يقطر دماً.. 7- لا تقطع دعاءك لأخيك بظهر الغيب..! إذا تأملت في هذه القواعد السبع البسيطة ستجد أنهاعلى الورق ككلمات تضع نهاية لكل شيء مؤلم.. وهي أيضاً سهلة وبسيطة وغير مكلفة.. كما يعتقد هو.. فمثلاً لماذا عليك أن تقلق؟ ويكملها بالمنع الكامل من القلق.. فهل من الطبيعي ألا يقلق إنسان طبيعي في هذا الزمن غير الطبيعي؟ ابتسم ولو قلبك يقطر دماً.. كيف يكون ذلك.. هل مطلوب منك أن تمنع نفسك من الألم وتصدر ابتسامة كاذبة وباهتة.. على حساب أعصابك وجروحك..؟ لماذا ترضي الآخرين ليكونوا الصحيح سعداء ولست أنت السعيد؟ لا تكره أحداً ربما أتفق معه في عدم الكره لأنني لم أعرفه طوال حياتي ولكن من يخطئ في حقي تتغير قواعد معاملتي معه.. ولم ولن يعد أولوية في التعامل.. أو التقييم ذلك أن الكره حالة أو إحساس تجاه ذلك الآخر.. وعندما تكرهه تمنحه أهمية لأنه يظل موجوداً.. لكن السعادة هنا تكمن في قلب الصفحات.. وأحياناً إحراق الكتاب كاملا ً.. وقذفه في النار.. وعدم الوقوف لمتابعة الرماد.. وهي هنا أيضاً لاتدخل في مفهوم السعادة ولكن الحياة بهدوء واطمئنان.. ربما تكون هذه القواعد غير متطابقة مع أنماط إنسانية متعددة فكثيرون يلازمهم مرض العصر القلق.. والتوتر.. ومن الصعب أن تروض نفسك بعيداً عنه خاصة إذا كنت لاتستطيع أن تفصل نفسك عما يجري حولك من مؤثرات يومية وأخبار وقضايا وكوارث تصلك دون أن تبحث عنها..! ليس بإمكان أحد أن يحتكر السعادة كاملة طوال حياته وإلا أصبح متبلداً فاقداً للحس.. مغيّباً عما يجري حوله.. ولا يمكن أيضاً أن نصل الى مفهومها لأنها ليست مقصداً بل رحلة قد تصل اليها بأقل التكاليف وتعيش لحظاتها بإحساس قد تعوّل عليه عمرك كله.. هي ليست اعتيادا.. أو مواسم.. ولا فرضاً إلزامياً.. بل هي لحظة خاطفة أحياناً تظل تدور معك.. تستوطن شرايينك كما يدور الفرح على الأبواب..! يقول أحدهم "الشمس تشرق على كل الناس.. لكنّ شعاعها لايخترق إلا القلوب السعيدة ".. ربما يرتبط ذلك بالإحساس بإشراق الداخل وتماهيه مع فكرة تسلل الضوء إليه.. ورؤيته للأشياء من زاوية مفرحة وسعيدة.. أخيراً " تفاءلوا بالخير تجدوه" أعتقد ان ذلك من نسائم السعادة وروحها.. التي تختلف من شخص الى آخر ومن طبيعة الى طبيعة أخرى.. فقد يجمعنا مكان واحد ومشهد واحد وتكون أنت سعيدا وأنا لا أشعر بالسعادة لماذا؟ تلك هي فلسفة السعادة.. التي لا يمكن ان تفرضها على شخص أو تطلب منه أن يكون سعيدا.. أخيراً اخترت بعض ما أعجبني مما قيل في السعادة.. "قد تصل الى السعادة من طريق العلم والتفكير" إذا لم تكن سعيداً.. فلأنك تطلب ما ليس لك.. وتنسى ما عندك..! السعادة أن يكون الإنسان حراً..! من أشق الأمور علينا أن نعرف طريق السعادة.. لقد فشل الفقر.. وفشلت الثروة.. في ايصالنا إليها..! السعادة كزرقة السماء.. تراها كل عين.. وتقصر عنها كل يد..! لاسعادة تعادل راحة الضمير..! ليست السعادة شيئاً نجربه.. إنها شيء نتذكره..! ورغم كل أقوال الحكماء والفلاسفة التي قيلت في السعادة إلا أن كلا منا يعيشها بطريقته فالتصالح مع النفس سعادة.. والرضا بماكتبه لك الله سبحانه وتعالى سعادة.. ومعرفة ما تريد سعادة.. والتمسك بأحلامك سعادة.. والوقوف ثابتاً على الأرض سعادة.. وتناغمك مع كل فصول حياتك ومتغيراتها وحفظ سر دواخلك لنفسك سعادة.. أنت فقط من يخلق سعادته.. ويستهدف ممراتها بالعبور.. ليس لإعادة تركيب صورها ولكن لتصغي إلى أصواتها..!