ان السعادة التي يتمنى كل انسان ادراكها، ويرغب في تحصيلها في هذه الدنيا قد اختلف الناس في تمديد السعادة واسبابها اختلافاً كبيرا، فمنهم من يبصرها في المال ومنهم من يبصرها في الجاه، ومنهم من يبصرها في الصحة، غير ان بعض الناس من يملك المال الكثير ولكن افتقد الصحة وهؤلاء يشعر بالسعادة، ومنهم من يملك نعمة الصحة لكنه محروم من نعمة المال فهؤلاء يتذوق للسعادة طعما، ومنهم من يملك الجاه بالطول والعرض ومحروم من نعمة الولد فهو ليس في سعادة كاملة، اذا السعادة ليست مبنية على الامور الدنيوية فقط، وهناك نصوص شرعية تتناول ذلك، ولان الاسلام جاء للحفاظ على الدين، وعلى النفس والعقل والمال والنسل اذن السعادة في المنظور الاسلامي تشمل السعادة الدنيوية والسعادة الاخروية، وركائز السعادة في الدنيا في الشكر، والصبر، والاستغفار والرضى، وهذه تجمع للعبد ثواب الدنيا والاخرة. وقال المجربون للسعادة عشرة قواعد الاولى احسن الظن بربك، والثانية اكثر من الاستغفار والدعاء والثالثة تصدق ولو بشق تمرة والرابعة لا تقلق ابدا وتوكل على الله، والخامسة لا تكره احدا مهما اخطأ في حقك، والسادسة عش في بساطة مهما علا شأنك، والسابعة توقع خيرا مهما كثر البلاء، والثامنة اعط كثيرا ولو مت، والتاسعة ابتسم ولو قلبك يقطر دما، والعاشرة لا تقطع دعاءك لاخيك بظهر الغيب لان دعاء اخوانك المحبين يصلك دون علمك. قال تعالى في محكم كتابه الكريم (من عمل صالحاً من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) النحل 97. وقال سيد الخلق اجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الا وان السعيد السعيد من اختار باقة يدوم نعيمها على فانية لا ينفد عذابها). ولست ارى السعادة جمع مال ولكن التقى هو السعيد وقال المثل: قوام السعادة في الفضيلة. وقال حكيم: لا سعادة تعادل راحة الضمير. فيا سادة يا كرام علموا اولادكم طريق السعادة الحقيقية والتي تسعدهم في دنياهم واخرتهم، وان يكون ديدنهم الشكر، والصبر والاستفغار، والرضى فصلى الله على نبينا وقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم اجمعين.