في مشهد مؤثر؛ تعيشه قبيلة العمران بقرية آل مسلم بالحرجة.. وقفت أسرة الشهيد سعيد بن هادي العمران القحطاني برباطة جأش تستقبل المعزين. الشهيد سعيد؛ هو أب لولدين، هما ناصر وهادي، وكان يتمنى بناء منزل يحتويه هو وأسرته، لكن قلة ذات اليد حال بينه وبين أمنيته.. ويُعتبر شهيد الواجب سعيد آل عمران الابن الثالث لأبيه، وله من الأشقاء خمسة، ومن الشقيقات 11، إحداهن معاقة، ويسكن مع أهله في راحة سنحان. وقد التحق بالخدمة العسكرية منذ 9 سنوات، قبل أن ينتقل إلى محافظة شرورة منذ عام. وذكر لنا ابن عمه "حامد آل عمران"، بأنهم فقدوا الأخ والصديق، فقد كان شخصا محبوبا من الجميع وهو ثالث إخوانه، وقد كان يكمل دراسته الجامعية وأنهى اختباراته بنسبة جيدة، وعرف عنه مثابرته وحبه لفعل الخير مع أقاربه وجماعته، ومحافظا على صلاته، وكان يؤم أهل قريته بالمسجد القريب من منزلهم، وقد كان أكبر همه توفير منزل لعائلته، مشيرا أنه من أقرب الأولاد لوالده واحبهم إليه، حتى أن زوجة والده تأثرت كثيرا عندما علمت بوفاته فقد كان أقرب لها من أبنائها. كان إماماً لمسجدهم.. وحلمه بناء منزل مضيفا أن الشهيد كان يتميز بالابتسامة التي لا تفارق محياه، وكان دائما يردد عبارة للأشخاص حوله بأنه يريد منهم أن يسامحوه إذا أخطأ بحق أحدهم. وقال هادي آل عمران والد شهيد الوطن: "الحمد لله أولاً وأخيراً". مضيفاً بأنه يفخر بأن سعيد استُشهد دون وطنه، سائلاً الله - عز وجل - أن يسكنه فسيح جناته. وأضاف بأنه تلقى اتصالاً هاتفياً من سمو ولي العهد - حفظه الله ورعاه - وهو الأمر الذي كان له "بالغ الأثر في تخفيف مصابنا في شهيد الواجب". مؤكداً أنه هو وأبناؤه فداء للوطن. وأكد زملاؤه في العمل حبه للخير بمنطقة نجران، كما عُرف عنه بره بوالديه وذوي رحمه، وعُرف عنه الكرم والنخوة والسمعة والأخلاق الحميدة التي كان يتصف بها بشهادة الجميع – رحمه الله-. وتبيّن أن جده لأبيه محمد آل عمران يبلغ من العمر (90 عاماً)، ويرقد في قسم العناية المركزة في مستشفى الحياة الطبي بخميس مشيط بعد أن أُصيب بجلطة؛ أدخلته في غيبوبة منذ شهرين. مسجد القرية، حيث كان الشهيد إماماً لجماعته الشهيد سعيد القحطاني حامد آل عمران