اهتم الإسلام بالطفل والطفولة أي اهتمام، وجعل من أهم المهمات رعاية المؤمن لأبنائه، وجعل تربيتهم التربية الإسلامية أمانة في أعناق الآباء والأمهات، عليهم أن يقوموا بها حق القيام، ويؤدونها حق الأداء ومن أهم ما ينبغي الاهتمام به والحرص عليه تعويد الأبناء على أداء فرائض دينهم، وتربيتهم عليها منذ وقت مبكر؛ كيلا يَشق الأمر عليهم حين البلوغ وتدريب الأبناء وتعويدهم على صيام شهر رمضان امر مهم .ولا شك فإن شهر رمضان يُعدُّ فرصة عظيمة، ومناسبة فريدة يستطيع الأهل من خلاله أن يعودوا أبناءهم على أداء الصيام خاصة، وتعاليم الإسلام عامة، كالصلاة، وقراءة القرآن، وحسن الخلق، وبما ان شهر رمضان تصادف مع اجازة الصيف فقد استغله الكثير من الأهل في تعويد ابنائهم على صيامه وقيامه وقد يبدو الامر صعباً على بعض الاهالي خصوصا عند ما يكون الطفل في سن صغير وحول الموضوع تحدث محمد المسعود المتخصص في الاستراتيجيات التربوية الحديثة بقوله: اولا يجب شرح معنى الصيام والهدف منه للطفل لأن الأطفال أذكياء وخاصية البحث والأسئلة لديهم مرتفعه فيجب إقناعهم بالصوم أولاً وتوضيح أهدافه ولابد من التدرج في الصيام حسب عمر الطفل ، فالأطفال عادة يقلدون الآباء ويريدون أيضاً أن يبينوا للجميع أنهم أصبحوا كباراً وأعمالهم تضاهي الكبار ولكن يجب الانتباه لبعض الأطفال الذين يرهقون أنفسهم بالصيام ويتم تدريج الصيام مناسبة مع الوقت والعمر فمثلاً من كان عمره 8 سنوات يحدد له الصيام حتى صلاة الظهر ويبين له أن هذا هو الصيام بالنسبة لك ، وهكذا للآخرين حتى صلاة العصر .... حسب ما يتناسب مع العمر وصحة وقابلية الطفل كما يبين للطفل أن الصيام والقيام وبأنواعه من ذكر وقراءة القرآن هي تكون في العام كله وليس في رمضان فقط حتى لاترسخ في اللاوعي لديه بأن هذه الواجبات تكون في رمضان فقط كما هي عادات بعض الكبار ويجب الحرص ايضا على العادات الغذائية الصحية فهي مهمة في رمضان للأطفال كذلك تحفيز الأطفال بالهدايا والتشجيع عامل مهم عند إنجاز المهمة التي يقوم بها. وتكون بأخذ الطفل للمسجد وتكون بمشاهدة بعض البرامج المفيدة - أخذه عند شراء مستلزمات رمضان المنزلية - أخذه للسوق لشراء ملابس رمضان - أخذه عند توزيع الزكاة -أخذه عند حضور دورات رمضانية رياضية أو في جعله يشترك في بعض المراكز الرمضانية . حافز مادي وتحدثت العديد من الامهات التي ذكرن تجاربهن الناجحة في تعويد اطفالهن على الصيام وقالت أم أحمد عن تجربتها مع أبنائها عندما يصل الاطفال إلى سن 7 يصوم نصف يوم من الظهر إلى المغرب طبعا مع الحفاظ على الصلاة ، السنه التي بعدها يصوم معظم الايام ولا بأس أن يفطر عندما يتعب كما أنني اعطي جائزة أو مبلغاً مالياً للطفل الذي يصوم يوماً كاملاً. اما أم مهند فقالت ابنى عمره تسع سنوات اشجعه على الصيام حتى آذان العصر وثانى يوم لبعد آذان العصر بنصف ساعة وثالث يوم إلى بعد العصر بساعة واتدرج معه أول اسبوع بهذا النمط كل يوم أزيد نصف ساعه إلى ان يصوم اليوم كله واحرص أن يتسحر قبل الفجر مباشرة . سن التمهيدي اما نوران فقالت أنا اعود أطفالي في سن التمهيدي على الصيام إلى صلاة الظهر ثم بداية سن الابتدائي الى الساعة الثالثة ثم اليوم كله في سن العاشرة كما أنني احرص على تعويد الطفل على الصيام وتحبيبه فيه وجعله من المسلمات , يعني أقنع طفلي أن الجميع يفعلون الشيء نفسه ولا اشعره إنه لو عصاني فسوف اجبره لان الصيام ليس بالاجبار ابداً ، يمكن بسهولة أن يفطر دون أن نشعر لذا الصيام يجب أن يكون بالتحبيب والترغيب واحاول ان اقنعه بأن الصيام امر خاص بالكبار. وبفضول الصغار سوف يحاول أن يثبت أنه كبير و يقلد و يصوم من تلقاء نفسه وقالت أم انسام انا اعود اطفالي على الصيام بالتدريج أي على درجات المئذنه أي يصوم الطفل الى وقت الظهيرة وعندما يسمع اذان الظهر يفطر وهكذا إلى اذان المغرب كما انني عند اجتماع العائلة أو الاصدقاء احرص على الثناء عليه أمامهم مما يجعله يشعر بالفخر ويشجعه على الاستمرار واخصص لهم هدايا عن الايام التي يصومونها ونصطحبهم معنا لأداء صلاة التراويح يؤدون منها ما يستطيعون كما يشعرهم ذلك بأنهم كبار يصومون ويؤدون الصلاه في المسجد مع الكباروعندما يصومون اسبوعاً بكامله اقيم حفلات بسيطه بحضور الاهل اسلمهم فيه جوائز وهدايا وعندما يصوم الاطفال فانني احرص على تحضير وطبخ الاكل الذي يرغبونه. أما أخصائية الأطفال ميرفت نجاح فقد قالت لا ضرر من صيام الاطفال ولكن يجب التدرج في الصيام معهم كما يجب ان تكون وجبة السحور لهم متأخرة وتحوي الخضروات والبروتينات ونحرص على تناولهم كميه جيده من السوائل خلال الليل .. اما وجبة الفطور فلابد ان تحوي نسبة من الكربوهيدرات حتى تكسبه طاقة ونشاطاً كما تحتوي على البروتينات اللازمه لبناء العضلات ولا يعنى ذلك ترك الطفل يفرط في تناول الوجبات التي تحوي نسبه عالية من الزيوت والسكريات لانها تعود عليه بالضرر.