لو أن أحدنا كان في الخارج وسأله أحد ماديانتك؟ فبالتأكيد سيقول مسلم. جميل ان نحمل هوية الإسلام فهي شرف لنا نعتز ونباهي ونفتخر به." سؤالي هل كل من يقول هذه العبارة مسلم حقا بما تقتضيه هذه الكلمة ام فقط نحمل هوية الإسلام.، نعم نحن مسلمون ولكن دعونا نتحاور قليلا ونناقش أنفسنا وليجري كل منا حواراً مع نفسه ويسألها ويرد عليها ليفهم نفسه. ربما كان لا يعلم شيئا عنها قال الله تعالى(قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا) بالطبع الإيمان يفرق عن الإسلام فالإيمان (ما انعقد عليه القلب، وصدّقه اللسان، وعملت به الجوارح والأركان) اذاً الإيمان موطنه القلب . أما الإسلام فيكاد يكون لدى البعض مجرد انتماء ديني لا تطبيق له بواقع الحال. إخوتي أنا لست داعية ولا اعمل بمجال الإفتاء ولو كنت كذلك لازددت شرفاً ورفعة ولكنني أتحدث معكم من منطلق اسلامنا الذي جمعنا فنحمد الله أُخوتي الذي منّ علينا بالإسلام ولولاه لم نكن لنهتدي.إخوتي تواردت وتتالت تباعا الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المحذرة من النفاق والنميمة. فهما ينخران ُبنى الإسلام ويفككان عُراه. فالمنافق في الدرك الأسفل من النار والنمام كذلك وقد حكم الله على المنافق بأنه بالدرك الأسفل من النار. وقد مثل القرآن الكريم المنافق بأسوأ تمثيل حيث مثله كمن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهناه . وقال عليه افضل الصلاة واتم التسليم محذراً من النميمة :إن كان بأخيك ماتقول فقد اغتبته وإن لم يكن به ماتقول فقد بهته.اذا في حال كان حقيقة ماقاله عن أخيه فقد دخل بالغيبة وإن لم يكن فقد دخل بالنميمة. وكلاهما امرّ وأصعب من الآخر. دعونا نضرب مثالا على النميمة فعندما ينجز شخص ما ويُحسن فلا يذكر النمام مناقب هذا الشخص ولا يتطرق لها البتة. وعنما يغلط نفس الشخص ويسيء فإن هذ المنافق لا يذكر له سوى الاخطاء فينشرها ويُشهر به متجاهلا ومنكرا بهذا أي عمل خيري قام به. اخوتي نحن بشر نُصيب ونخطئ ولسنا ملائكة وخير الخطائين التوابون. فلماذا نترصد للأخطاء ونترك ماعداها. كذلك نهش المنافق لأعراض نساء المسلمين وخاصة المطلقات منهن ويسيء لسمعتهن بكل جرم أخلاقي متجاهلا أن سمعة المرأة خط أحمر لا ينبغي تجاوزه. ولكنهم لايبالون بل يتلذذون بذلك نذكر مزيدا من الأمثلة للمنافق فعندما يتصادق شخصان ثم يفترقان لسبب ما بالطبع قد يكون أحدهما قد أفاض للآخر كلاماً سيئا عن بعض الأشخاص وعندما يفترقان يقوم هذا بتوصيل ماقاله صديقه للطرف الآخر. ويخلق بينهما الشحناء والتباغض والحرابة احيانا التي تؤدي لسفك الدماء نعم هكذا النفاق نتائجه مأساوية. بالنفاق هُدمت بيوت كثيرة وطلقت نساء وتشتت الأولاد وضُيعت الأُسر وقُطعت الأرحام ومُزقت أواصر المجتمع كل هذا سببه نمام مشاء بنميم سعى بالإفساد بين الناس لحقد بقلبه فنفث بسمومه بالمجتمع فعمل على تمزيق روابطه وإشاعة الفوضى والكره بين الناس بالمجتمع. إخوتي بربكم راجعوا أنفسكم وحاسبوها فالخطب جلل واعلموا أنكم ستقفون بين يدي الخالق عز وجل وتوفى كل نفس ماكسبت وهم لا يظلمون. هدانا الله جميعا لما فيه طاعته ورضاه وعلى الإسلام نلتقي ودمتم.