أكد الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي أن الجامعة ستظل حريصة على الوحدة الوطنية القمرية، وعلى هوية جزيرة مايوت القمرية ورفض الاحتلال الفرنسي لها، ومطالبة فرنسا بمواصلة الحوار مع الحكومة القمرية للتوصل إلى حل يكفل عودة جزيرة مايوت إلى السيادة القمرية. وقال العربي في كلمته أمس خلال احتفال الجامعة العربية بالذكرى التاسعة والثلاثين لاستقلال جمهورية القمر المتحدة إن الشعب القمري كافح منذ بدء الحكم الاستعماري الفرنسي في عام 1841 وحتى إعلان استقلاله عام 1975، وظل يعاني من الاضطرابات السياسية، إلى أن تم الإعلان عن أول انتخابات رئاسية في عام 2006 والتي نتج عنها فوز الرئيس أحمد عبدالله محمد سامبي، وكان ذلك بمثابة أو تسليم سلمي للسلطة في جزر القمر منذ حصولها على الاستقلال، في انتخابات شاركت جامعة الدول العربية، مع حكومة القمر فى تهيئة الظروف السياسية والمادية لعقدها بكل نزاهة وشفافية. وأضاف العربي إن تعزيز المكتسبات المحققة في السنوات الأخيرة يتواصل على الساحة القمرية بما فى ذلك إحراز التقدم في المصالحة الوطنية الشاملة، مشيراً إلى أن جامعة الدول العربية بالتنسيق مع الحكومة القمرية بذلت كل الجهد من أجل تعميق روح التشاور ورفض حالة التمرد العسكري، ونجحت هذه الجهود في فتح صفحة جديدة في العلاقة بين الرئيس وحكام الجزر، علاقة أساسُها الدستور المتوافق عليه شعبياً ومبادئها تقوم على روح الإخاء والتعاون. وأشار العربي إلى أنه في 20 نوفمبر عام 1993 انضمت جمهورية القمر المتحدة إلى جامعة الدول العربية، وكانت بذلك آخر الدول العربية التي انضمت إلى بيت العرب، وعلى الرغم من حداثة عهدها بالجامعة فقد حرصت جمهورية القمر على تقوية أواصر العلاقات بينها وبين الدول العربية في شتى المجالات، وعلى تعزيز العمل العربي المشترك من أجل مواجهة التحديات التي تتعرض لها الأمة العربية.وقال العربي إن جمهورية القمر المتحدة شهدت مجموعة أنشطة اقتصادية قام بتفعيلها الجانب العربي بصفة جماعية، سواء من خلال الصندوق العربي الذي أنشأته الجامعة العربية عام 2002 للمساهمة في تمويل التنمية في القمر، ونجح بالفعل في تحقيق مجموعة من المشروعات التنموية في ربوعها، أو من خلال اللجنة العربية للتنمية والاستثمار المنبثقة عن مؤتمر الدوحة للمانحين للتنمية في القمر الذي عقد في مارس 2010 تحت إشراف الجامعة العربية، وقامت من خلاله الأمانة العامة بتمويل مشروعات تنموية بقيمة 2 مليون دولار، إضافة إلى الدعم الفني المتمثل في إقامة دورات تدريبية لكوادر قمرية، وايفاد أطباء مقيمين إلى مستشفيات القمر.وأعرب العربي عن أمله في أن تتكلل جهود الشعب القمري بإرادته الحرة في إنجاح الانتخابات الرئاسية المقبلة لإرساء أسس الديمقراطية وتحقيق الأمن والأمان والاستقرار وبناء الدولة القمرية الحديثة.