أعلن الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو استئناف العملية العسكرية ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد، وذلك بعدما قرر عدم تمديد العمل بوقف إطلاق النار، ما ينذر بتصعيد النزاع. وقال بوروشنكو في رسالة الى الأمة: "بعد دراسة الوضع، قررت بصفتي قائداً للقوات المسلحة، عدم تمديد وقف اطلاق النار الآحادي الجانب"، مضيفاً: "سنهاجم الانفصاليين الذين يسيطرون منذ شهرين على قسم كبير من منطقتي دونيستك ولوغانسك". ويمكن ان يؤدي ذلك الى تصعيد خطير في النزاع المستمر منذ اشهر خصوصا بعد فشل مسعى ديبلوماسي فرنسي والماني لإقناع كييف بتمديد العمل بوقف إطلاق نار هش مستمر منذ 10 ايام. وجاء هذا الإعلان بعد ساعات على محادثات هاتفية رباعية حاول خلالها الرئيسان الروسي والفرنسي، وكذلك المستشارة الألمانية دفع كييف الى تمديد وقف إطلاق النار الذي انتهى مفعوله مساء. وكانت الرئاسة الفرنسية أعلنت ان كييف وموسكو تعملان على "اتفاق حول وقف ثنائي لإطلاق النار"، ما أثار أملاً بتمديد العمل بوقف إطلاق النار. إلاّ أن كييف قالت إن الاطراف اتفقوا فقط على التباحث في وقف ثنائي لإطلاق النار خلال جولة جديدة من "المشاورات" يشارك فيها مبعوث من منظمة الأمن والتعاون في اوروبا وديبلوماسي روسي والزعيم الاوكراني السابق ليونيد كوشما. وأعلن الكرملين تأييده لإجراء محادثات جديدة غير مباشرة، واشار الى ان بوتين "شدد على اهمية تمديد العمل بوقف إطلاق النار" الذي يجب ان يشرف عليه مراقبون دوليون. ميدانياً، لم يؤد إعلان وقف اطلاق النار من جانب واحد قبل عشرة ايام الى وقف العنف بينما يتبادل الجانبان الاتهامات بالاستمرار في اطلاق النار. والاثنين، قتل صحافي يعمل في الشبكة الاولى من التلفزيون العام الروسي بالرصاص في شرق اوكرانيا الذي يشهد حركة تمرد انفصالية موالية لروسيا، وهو الصحافي الروسي الثالث الذي يقتل في أوكرانيا. في المقابل، اعلنت السلطات الاوكرانية ان 27 جندياً قتلوا خلال وقف اطلاق النار واصيب قرابة 70 آخرين بجروح، وفق وسائل الإعلام المحلية. ويواجه بوروشنكو ضغوطا متزايدة لشن هجوم شامل، وتظاهر قرابة 500 شخص امام مكتبه الاحد احتجاجاً على وقف اطلاق النار، رافضاً لقاء انفصاليين "ارتكبوا جرائم قتل" كما ندد بالطريقة الفاضحة التي ينتهكون بها وقف اطلاق النار". وحاول بوروشنكو طمأنة السكان في المناطق الانفصالية حيث اتسعت دائرة النزوح نحو روسيا، كما نحو مناطق اخرى في البلاد خلال الاسابيع الماضية. وقال الرئيس الاوكراني ان "القوات المسلحة الأوكرانية والحرس الوطني والوحدات الأخرى لن تسمح ابداً باستعمال القوة ضد السكان المسالمين. وهي لن تطلق النار أبداً على الاحياء السكنية". وكان يرد بذلك في شكل غير مباشر على اتهامات الانفصاليين بأن قوات كييف غالباً ما تصيب المدنيين ومنازلهم.