القيادةُ فنٌ وأخلاقٌ والتزامٌ بالنظام، إنه المعنى الحقيقي لقيادة السيارات، أمّا في شوارعنا فحدث ولا حرج، تجد نفسك أحياناً في مأزق لا تحسد عليه وأنت تقود سيارتك بأمان الله، استهتار لا يصدق من قائدي بعض المركبات، ومع الحملات المرورية التي أسعدتنا وتسعدنا كلما رأيناها في شوارعنا المزدحمة، إلا أنك لا تكاد تصدق أن هناك من يقود داخل المدن بهذه السرعة الجنونية، أو يقف في أماكن يمنع الوقوف بها، أو يتحرك في كل اتجاه وكأن لديه حالة إسعافية، وما زلنا نعاني ضعف الثقافة المرورية لدى سائقي بعض المركبات، سيارات الأجرة عندما يلمح زبوناً يقف فجأةً على جانب الطريق وينسى أنه في طريق عام مملوء بالسيارات، وينحرف إليه بكل قوة من دون الاكتراث بالسيارات التي تسير من خلفه، وتلك المشاهد لا تحتاج إلى دليل، أمّا سيارات النقل الكبيرة، فتمر بالقرب منك وتنحرف لأي اتجاه، لأن قائدها لديه يقين أنك ستقف وستمنحه الفرصة لكي يتجه إلى أين يشاء،لأنه يعتقد أن لديه تأميناً ويحق له أن يفعل ما يشاء. خلال الإجازة الصيفية، لابد من زيادة الحزم والإجراءات المرورية، فالحركة بلا شك ستكون أكثر في مختلف الأوقات، فكثير من العائلات يودون التنزه وزيارة المراكز التجارية مع أطفالهم، وأمثال هؤلاء المستهترين يمكنهم أن يتسببوا في أذى عائلات بأكملها باستهتارهم وعدم مبالاتهم أثناء القيادة. رجال المرور أعانهم الله، ووفقهم على جهودهم في متابعة وملاحقة كل مستهتر ومتهور بأنظمة المرور، من الواجب أن نقف معهم بكل ما نستطيع ونتعاون على تخفيف هذه المعاناة، الصيف فرصة لتعزيز الوعي والانضباط المروري من خلال المهرجانات وغيرها في بث رسائل توعوية عن الأنظمة المرورية، والحث على الانضباط. إذا أردت أن تشاهد الفوضى، عليك أن تدخل إلى مواقف بعض المراكز التجارية، أو غيرها، لترى بعينيك كيف يقف البعض في المواقف، وهي مخططة بألوان واضحة وموزعة لكي تتسع لأكبر عدد من الزوار، فتجد البعض وقف فوق الرصيف، والآخر في مدخل الممرات، وغيره في أماكن مخصصة لذوى الاحتياجات الخاصة، وخذ من تلك المناظر والمواقف الظريفة التي نشاهدها للأسف الشديد. ولعدم الانضباط والالتزام، نجد الازدحام الشديد في مواقف السيارات، فضعف الرقابة وعدم وجود العقاب الرادع، جعل البعض يعتبر الوقوف الخاطئ أو غيره (فهلوة) واستعراضاً. عندما جاء ساهر، أجبر الجميع على الالتزام بالسرعة المحددة في الطرق، لأن هناك مقابلاً مادياً سيدفعه، لكن عندما لا يكون هناك مقابل أو عقاب فلن يرتدع البعض مع الأسف الشديد. إنّ موضوع القيادة ذو شجون، وبين وقت وآخر تجد نفسك تكتب عنه، لأنك تود أن تقود سيارتك وأنت مطمئن ومرتاح البال، لا تخشى من متهور يتجاوز كل اتجاه، أو مُسرع قد يتسبب في حادث لا سمح الله. أخيراً: أتمنى السلامة للجميع، وأن يحفظنا وإياكم من كل مكروه.