شخصيا أعتبر إحباط عملية إدخال نصف طن من الكوكايين إلى المملكة عن طريق ميناء جدة إنجازاً يُجيّر إلى أي جهة شاركت فيه أمنياً واستخباراتياً وجمركياً. ولا تُنكر جهود الثلاث جهات تلك. فنحن كمواطنين نفرح بإفشال أي مخطط تآمري أو تجاري يُقصد منه استهداف مجتمع عربى ومسلم. وقرأنا في صحافتنا المحلية أنه في إطار جهود المملكة لمكافحة المخدرات أو الاتجار بها أو تهريبها أو نقلها عبر الحدود، وبناءً على ما توفر من معلومات عن محاولة تمرير كمية كبيرة من مخدر الكوكايين عالي النقاوة عبر أحد الموانئ البحرية بالمملكة وذلك ضمن حمولة بضائع تجارية منقولة من إحدى الدول في أمريكا الجنوبية إلى المملكة وعدة دول أخرى، فقد بادرت الجهات الأمنية المختصة بمكافحة المخدرات بتشكيل وتكليف فريق أمني خاص لتحليل المعلومات المتوفرة والتحقيق فيها، حيث تمكن الفريق الأمني -بعون الله وتوفيقه- من التوصل إلى الحقائق وتحديد وسيلة النقل المستخدمة في تهريب المواد المخدرة ومكان وموعد وصولها إلى المملكة. وقرأنا أن ضبط المواد المخدرة في حاوية عبوات ورق تصوير منقولة في باخرة تجارية بميناء جدة واتضح أنها مكونة من (526) خمس مئة وستة وعشرين كيلاً و(344) ثلاث مئة وأربعة وأربعين جراماً من الكوكايين عالي النقاوة. والواضح أن العملية ذات بُعد دولي. ولم نقرأ عن أبعادها وغاياتها والشبكة الإجرامية التي غامرت بهذا الحراك المدمّر، وأجزم بعزم وهمة رجال الأمن بعون الله تعالى على تنفيذ مهامهم لمكافحة المخدرات أو الاتجار بها أو تهريبها أو نقلها عبر حدود المملكة إلى دول أخرى، بأن يجدوا التجار الذين تورطوا. ولفت نظري في الخبر أن المادة "عالية النقاوة" وتعودنا أن بعض الموردين لم يُعرف عنهم عدا إرسال المغشوش والردئ والتقليد إلى بلادنا الغالية. إلا في هذه المادة القاتلة والمُدمّرة. !! ، فقد حرصوا – حرص الفناء عليهم – أن تكون المادة نقيّة، ولا بد أن هذا من ضمن شروط المستقبِل بكسر الباء). حتى بابا روما عندما خطب أخيرا في بلدة إيطالية كال الذم والشتم لمافيا خفيّة تعيش على إحلال الموت والدمار للذهن البشري عبر تجارة المخدرات. تلك العصابات السرية جدا، والتي تختفي تحت أسماء وأعمال قانونية لا يطالها قانون ولا نظام. نسأل الله في دخول هذا الشهر الفضيل أن يُبعد بلادنا وأهلها عن مآثم وشرور "عالية النقاوة"