حذر الباحث في علوم الطقس والفلك نزيه الحيزان أننا نمر الآن في نوء الدبران في منزلة التويبع في برج السرطان، حيث ينعدم فيها ظل الزوال بسبب تعامد الشمس مع مدار السرطان، ومنزلة التويبع تحل بعد الثريا، لذلك سميت بالتويبع وأولى أنوائها الدبران ويبدأ من 20 يونيو ويستمر لمدة 13 يوماً ففي هذه الفترة تكون أيام الصيف عند أبعد مدى لها من الطول ودرجات الحرارة بين 25 - 48 حيث تنخفض في قطاعات وترتفع في قطاعات أخرى من المملكة. وأضاف الحيزان من خلال متابعة نماذج الطقس الخاصة بدرجات الحرارة لشهر رمضان لقطاعات المملكة فهي تتوزع كالتالي: مناطق شمال المملكة بين 35 - 41، مناطق الوسطى بين 40 - 46، مناطق الشرقية بين 43 - 49، مناطق الغربية بين 42 - 48، مناطق الجنوب الغربي بين 36 - 41، مناطق القطاع الأوسط في الجنوب الغربي 25 - 32، هذا وبمشيئة الله سوف تكون الأيام الأولى من شهر رمضان هي الأطول على كافة قطاعات المملكة بينما تكون الأقصر على القطاع الجنوبي الشرقي الملاصق للحدود العمانية، حيث بداية ولوج الليل تبدأ من الجهة الجنوبية الشرقية لشبه الجزيرة العربية ثم يمتد شمالاً وإلى الشمال الغربي حتى يغطي قطاعات المملكة، ولهذا فمحافظة طريف أقصى شمال المملكة هي الأطول نهاراً وأضاف الحيزان أن من الظواهر الطبيعية التي يلمسها الناس في هذه الفترة:- اشتداد الحرارة- وفي هذا الوقت تبدأ الشمس بالانصراف جنوباً تجاه خط الاستواء تنصرف - يزداد في هذه الفترة نشاط الرياح الجافة وغير المستقرة المثيرة للغبار المنقول منها أو المثار محلياً والتي تمتاز بأنها رياح جافة وحارة، وتبلغ ذروتها عند اشتداد الحرارة وسط النهار ومن المعروف أن موسم هبوب تلك الرياح من وقت دخول فصل الصيف في 21 حزيران (يونيه)، حتى منتصف شهر تموز (يوليو)- يبلغ فيه متوسط درجة الحرارة الصغرى (26 درجة مئوية)- يبلغ فيه متوسط درجة الحرارة الكبرى (43 درجة مئوية)- ينتهي في هذه الفترة قصر الليل، وطول النهار، ثم يبدأ الليل بأخذ الزيادة، فيزيد الليل نصف دقيقة تقريبا لكل يوم وفي هذا الوقت من السنة:- ينضج العنب، ويحمر، ويطيب أكله- بداية تزهير شجر الأثل- فيه باكورة الرطب في الإحساء- يزداد فيه تلون البلح في طلع النخل - يتوفر فيه التين- يكثر فيه تواجد ثمار التين الشوكي (البرشومي)ومن المظاهر البشرية في نوء الدبران أنه:- أول الحر عند العامة - وهو المنزلة الثانية من منازل فصل الصيف - وهو آخر(مربعانية القيظ) -يعرف عند عامة أهل الحرث باسم (التويبع)، كذلك (البارح الثاني).- يستحب فيه تناول المبردات، واستعمال ما طبعه البرودة، والرطوبة، مثل: الكوسة، القثاء، الخيار، القرع، الألبان، وجميع الخضروات الغضة- وفيه تحتاج فيه المزروعات إلى كثرة السقي.- ويحمد فيه أكل البقول، والبصل ويزرع في منزلة الدبران:- الذرة الشامية - القثاء - الملوخية - الكوسة - البقدونس - والجرجير، وتقول العرب في دخوله :إذا طلع الدبران توقدت الحِزّان، وكُرهت النيران، واستعرت الذبان، ويبست الغدران، ورمتْ بأنفسها حيث شاءت الصبيان. والحزّان: هي الأرضون الصلبة، وأحدها حزيز لشدّة وقع الشمس. ويكره الدنو من النيران. وتهيج الذبّان. ولا يبالي الصبيان حيث رموا بأنفسهم لأنهم لا يخافون بردا ولا مطرا، والدبران هو أحد النجوم التي يسهل العثور عليه في الليل، جزئياً بسبب سطوعه ومكانه في صفحة السماء، فإذا ما تم تتبع نجوم حزام الجبار الثلاثة من اليسار إلى اليمين (في نصف الكرة الشمالي) أو من اليمين إلى اليسار (في نصف الكرة الجنوبي) أول نجم لامع يُعثر عليه بمتابعة ذلك الخط هو الدبران. وهذا إضافة إلى أن الدبران قريب نوعاً ما من ألمع عنقود نجمي مفتوح في السماء وهو الثريا أما عن أصل تسمية هذا النجم فهو يعود للعرب :حيث سمي الدبران نسبة إلى عنقود الثريا، حيث إنه "يَدبرها"(أي يتبعها) أثناء الدوران الظاهري للكرة السماوية، فهو يَشرق ويَغرب بعد الثريا. وقَد سمّى العرب الفجوة بين الثريا والدبران بال"الضّيقة"، وذلك لأنهم -على عكس الثريا- واسم "الدبران" أصبح يستخدم حالياً في معظم لغات العالم للإشارة إلى هذا النجم .