سبق لي منذ عدة سنين.. وعندما يشتد الحر (كأيامنا هذه) من جون وجولاي وأوغسطس (آب اللهاب) أن تناولت في سوانح وغيرها.. ماتطبخه الحرارة من تمر وفواكه وأوادم.. فأقول عودا على بدء أن ثمة رحلة لا أنساها قمت بها قبل عقدين من الزمان أو يزيد لتركيا في إجازتي الصيفية بصحبة العائلة.. ومع أن البلد ومطاعمه نظيفة والجو بارد.. إلا اننا (خاصة أطفالي الصغار آنذاك) لم نسلم من النزلات المعوية.. أو ما يُسمى إسهال المسافرين.. والجميع لاحظ ارتفاع درجة حرارة الجو أكثر من المعتاد هذه السنة.. ما يعني ان طباخ التمر.. سيطبخ التمر بعد أن يطبخنا نحن البشر.. قبل أوانه (وسنتلمس التمر بالليل.. قبل دخول سهيل) وبالتالي ستمتلئ الأسواق بأنواع الرطب باكراً هذه السنة.. وزيارة قصيرة لأسواق عتيقة عند دخول شهر رمضان الكريم.. ستؤكد ماأقول.. ما علينا.. وأعود إلى ما بدأت به سوانح اليوم.. ففي تركيا يجذبك.. بجانب جمال الطبيعة والجو البارد في الصيف.. أنواع أطعمتها وفواكهها اللذيذة.. وعلى سبيل المثال لا تجد بطيخة إلا حمراء حلوة الطعم.. وعند الشراء لا تحتاج للضرب علي البطيخة أو الرقية (بلهجة الكويت) كضرب الطبيب بالسبابة والوسطى (بركشن) على صدر المريض وبطنه أثناء الفحص السريري.. والبائع يحلف كذباً انها حمراء وعلى السكين.. مخرجا سكيناً متسخة لإثبات صدقه.. فالبطيخ لدينا (شختك بختك) أما في تركيا فما عليك إن اشتهيت بطيخاً أو حبحباً إلا ان تؤشر للبائع بأن يعطيك واحدة.. وتعطيه قيمتها.. فكل بطيخة ستجدها حمراء وحلوة الطعم.. مايدل على أن الأتراك عملوا واستفادوا من بحوث وتجارب على البطيخ.. بحيث لايُزرع ويُنتج إلا ماهو جيد وجدير بالأكل.. وقبل ثلاثة عقود من الزمان أو تزيد.. كنا في لاهور مدينة الطيور والزهور.. وأثناء الدراسة الجامعية.. كنا نسمي أيام شدة الحر (جولاي وأُوغسطس) طباخ المنقا.. حيث تنضج وتستوي أنواع المنقا اللذيذة في هذين الشهرين من كل عام.. والشيء بالشيء يُذكر والحديث يجر بعضه بعضا.. ففي سوانح ماضية كان الحديث عن الأطعمة وما تسببه من أمراض.. ونصحت بتجنب السلطة في المطاعم.. ومفردة أو كلمة سلطة تذكرني بلاهور.. فسلطة معربة عن الإنجليزية (سالات) وبالأُردية لغة السند والهند تعني الخَس فقط (إحدى مكونات السلطة) وأعيد نصيحة ذكرتها عدة مرات.. وأقول لكل من يضطر للأكل في المطاعم وخارج منزله (خاصة في الصيف) بأن يتجنب أكل السلطة لأنه لا يعرف عن مستوى نظافة من أعد السلطه.. وكيف أعدها.. ولأن السلطة لا تتعرض للنار.. لقتل أخطر بكتيريا أو حويصلة دوسنتاريا.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله. * مستشار سابق للطب الوقائي في الخدمات الطبية.. وزارة الداخلية