لم يعد التنافس بين نجوم الأغنية في زمن "الفن الجميل" إلا مردوداً إيجابياً نال على إثره العديد من نجوم الأمس هذه القيمة الاعتبارية في المجتمع والفخامة في المبدأ. يقول المخضرمون: "إن ابتعاد البعض ووفاة البعض، جعل من قيمة الأغنية في أدنى مستوياتها، وباتت في وضع لا تحسد عليه". في نهاية العام 1385ه، التي وافقت بداية 1965م أطلقت السيدة الراحلة أم كلثوم أغنية "الأطلال" لتعيد هذا التنافس بين الملحنين من جديد وتُحيي فلسلفة الأعمال الفنية تحت قيادة الموسيقار الراحل رياض السنباطي، والذي فلتر كُل الجزئيات في قصيدة الراحل إبراهيم ناجي، لتظهر منّذ ذلك الحين وتعيش معنا حاضراً ومستقبلاً في فلسفة موسيقية عميقة. من مذكرات قيمة "الأطلال"، أن أم كلثوم سحبتها من محمد عبدالوهاب بعد أن تلكك وتأخر في إنجازها، وسلمتها لرياض السنباطي، الذي كون شخصية موسيقية صعبة المراس، قالوا: "إن أم كلثوم عندما زارته تفاجئت أن أسرته في هدوء والإضاءة الحمراء مشتعلة خارج مكتبه "كغرفة عمليات"، قالوا لها إن الأستاذ لا يريد أن يدخل عليه أحد، تفضلي بالجلوس حتى تطفئ "لمبة المكتب". قبل "49" سنة أيقنت أم كلثوم أن رياض سيصنع لها عملاً محترفاً "الأطلال"، والتي باتت تحمل هذه الفلسفة الموسيقية بشكل مدروس ونستمتع في سماعها حتى اليوم.