بعضُ الحلول يتأخر بسبب التكلفة العالية مثل المباني المدرسية. بعضها يتأخر لأسباب غير مفهومة مثل حل مشكلة المتخلفين من الحجاج.. بعضها يتأخر لعدم وجود رؤية للمشروع تنطلق منها الأهداف المحددة المقيدة بزمن. أي أن المشروع لايطبق عليه مبدأ (إدارة المشروع) وهذا يعني عدم وجود خطة تنفيذية تفصيلية تحدد الأهداف، ومتى وكيف تنفذ وقابليتها للقياس. وبعض المشاريع يتأخر بسبب مدير المشروع مثل بعض اللجان التي تتعطل بسبب عدم قدرة رئيسها على إدارتها. وهناك تطوير يتأخر لعدم القناعة بالتغيير، وتطوير آخر يتأخر بسبب وجود ثقافة إدارية مقاومه للتغيير والتطوير. الثقافة الإدارية عنصر مشترك فإن أردنا أن نعدد أسباب تأخر عملية التطوير الإداري فلابد أن تكون الثقافة الإدارية أحد هذه الأسباب. فإذا كانت هذه الثقافة تقدر العلاقات الشخصية على حساب المعايير الموضوعية فهذا سبب قوي لضعف الأداء الإداري وتدني مستوى الخدمة. ومن أهم عناصر النجاح أن يكون الموظف للوظيفة وليس العكس وبالتالي فإن الشخص المناسب للوظيفة هو الذي تتوفر فيه المؤهلات والخبرات التي تتناسب مع وصفها الوظيفي ومسؤولياتها. الثقافة الإدارية هي الثقافة التي تقود الى النجاح. هي الثقافة التي تطبق مبادئ العمل المؤسسي. هي الثقافة التي تحدد فيها المسؤوليات بوضوح. هي الثقافة التي توفر بيئة عمل إيجابية تبتعد عن تبادل اللوم عند وقوع الخطأ، وتعمل بصفة مستمرة ومتقنة نحو الأفضل. هي الثقافة التي تبحث عن أفضل مافي الأفراد فتعمل على تقويتها وتكتشف نقاط الضعف وتعمل على إصلاحها. هي الثقافة التي تقدرالإنجازات والجهود على كافة المستويات الوظيفية. هي الثقافة التي تشجع التنافس البناء، وتفسح المجال للحوار والنقد الموضوعي والمشاركه. إن المنظمة التي تتقبل النقد وتحسن التعامل معه والاستفادة منه لأغراض التطوير سوف تحقق تقدماً في مسيرتها. ولكن بعض المنظمات تتعامل مع النقد بطريقة دفاعية تحت سيطرة عادات إدارية مترسخة تجعل المسؤول يطلب من إدارة العلاقات أن تتصدى للنقد، وأن تنفي القصور وأن تعمل على تحسين صورة الجهاز. هذه المنظمات التي لا تستفيد من النقد تعتقد أنها تسير في الطريق الصحيح، وأن الناقد بعيد كل البعد عن الواقع وليست لديه المعلومات والحقائق الكافية. وهذا يفسر لنا كيف أن بعض الأجهزة لا تتقدم في مسيرة التطوير الإداري لأنها تعتقد أنها متطورة، وأن لديها ثقافة إدارية راسخة من أهم مبادئها عدم التعجل والتعامل بحذر مع النقد ، والعمل بعيداً عن الأضواء الإعلامية أي العمل في إطار من السرية التي لايجوز اختراقها. تلك الثقافة الإدارية التي تحيط العمل بالغموض وتمجد الحالة الإدارية المستقرة, وتقاوم التغيير وتتعامل مع الشخص وليس مع منجزاته وقدراته هي أهم أسباب تأخر التطوير الإداري وتأخير تنفيذ الكثير من المشاريع التنموية..