الفساد مشكلة كبيرة يعاني منها كل العالم من المحيط وحتى الخليج وكذلك تغلغله في الدول العظمى والمتقدمة والتي يقال عنها العالم الأول ولكن بطريقة غير واضحة ومكشوفة وأما ما يدور في العالم الثالث فإن الفساد أصبح هدفاً أساسيا واستراتيجيا يختفي خلفه مجموعة من صناع القرار وأصحاب النفوذ ويحدث ذلك وفق نسبة وتناسب حسب قوة وهيبة الدولة وكذلك حسب إشراف مباشر من الجهات المعنية لمحاربة الفساد واتخاذ كل القوة في التقليل منه ولكن القضاء عليه أصبح من المستحيل وهناك اتفاق جماعي لكافة أصحاب العلم والمعرفة والرأي السديد بأن الفساد الإداري ينتج عن العناصر التالية: 1) أسباب بيولوجية وفيسولوجية وهي الدافع الأول والأساسي هو ما اكتسبه الفرد عن طريق الوراثة وكل ما يتعلق بالخلفية السابقة من حياته وما تركته من آثار على سلوكياته وتصرفاته. 2) أسباب اجتماعية وهي جميع الأسباب التي تنشأ تحت تأثيرات البيئة الاجتماعية. هناك نموذجان النموذج الأول العزيمة والهزيمة وإذا تغلبت العزيمة على الهزيمة فإنه يصبح إنساناً سوياً مثاليا وإذا تفوقت الهزيمة على العزيمة يعني انه سلم نفسه إلى أهوائه وكما قال الله تعالى: إن النفس لأمارة بالسوء وبفضل من الله تعالى فإن بلادنا وحكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع، وسمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز قد تم التوجيه من المكرمة السامية باتخاذ كل التدابير والإجراءات القوية الصارمة في القضاء على الفساد بكل أشكاله وألوانه من أجل الوصول إلى حياة سعيدة لكافة أبناء المجتمع السعودي المترابط والمنسجم مع توجيهات القيادة الحكيمة في بلادنا بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي والأراضي المقدسة. التحلية في المقدمة: تعتبر المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في مقدمة المؤسسات الحكومية والتي لم يوجد بها مشاريع متعثرة وهذا بفضل الله تعالى ثم بالجهود الطيبة التي يبذلها محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الدكتور عبدالرحمن بن محمد آل إبراهيم وكافة زملائه من أصحاب السعادة النواب والمديرين العموميين ومديري الساحل الغربي ونوابهم وكذلك مديري المحطات والإدارات المركزية ورؤساء لجان الإشراف لإدراكهم وتفهمهم بأن الماء هو من العناصر الأساسية المساعدة على الحياة وكذلك تفهمهم بأن ما يقومون به من خدمات جليلة وهامة يتطلب الواجب أداؤها بكل احترافية ونزاهة وباعتباري كنت واحدا من الذين يعملون في منظومة التحلية فقد كنت قريباً من أصحاب القرار وكنت أشاهد أشياء هامة ومفيدة ومن الواجب عليّ أن أذكرها لأنها أعمال حميدة ومشرفة وهي بأن الإشراف على مشاريع محطات التحلية وخطوط الأنابيب ومحطات الضخ والمجمعات السكنية والأنفاق لنقل المياه المحلاة من المدن الساحلية في كل من الساحل الغربي والساحل الشرقي وكذلك نقل المياه المحلاة من السواحل إلى المدن البعيدة عن الشواطئ كل هذه الأمور تسير وفق رؤية ورسالة واستراتيجية وأهداف واضحة المعالم والغايات والتي منها هناك اجتماع أسبوعي لرؤساء لجان الإشراف على مشاريع التحلية يعقبه اجتماع نصف شهري بإشراف مديري التشغيل والصيانة ونوابهم وبعدها يأتي اجتماع شهري بإشراف نائب المحافظ للشؤون الفنية والمشروعات وكذلك نائب المحافظ للتشغيل والصيانة وبمشاركة نائب المحافظ للتخطيط والتطوير لأنه متى ما كان التخطيط والتطوير سليما ومنظما في أي منشأة ساهم ذلك في الإنجاز وتختم هذه الاجتماعات باجتماع رئيسي وهام وفعال برئاسة محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الدكتور عبدالرحمن ال إبراهيم يتم خلالها الاطلاع على كافة المحاضر والتوصيات وما تم التوصل إليه من إنجاز في تنفيذ كافة المشاريع التي تتعلق بالتحلية ومواجهة المقاولين والشركات المسؤولة عن تنفيذ المشاريع بكل قوة وبكل حزم ومعاقبة المخالفين للبنود بالخصم من المستخلصات المالية وهذه الإجراءات لو تمت بنفس الأسلوب الذي انتهجته التحلية لتحققت كل الأهداف والغايات وكانت عاملا قويا في القضاء على الفساد بكل أشكاله وألوانه وأطيافه والله الموفق.