الجريمة أياً كان عنوان نبئها يرتعش لها القلم وتتعثر في وصفها الحروف؛ ترتعد الفرائص لعنوان يجعل العين تشخص ونياط القلب تجزع لجريمة لايشعر بثقلها ولايفكر في عواقبها الإنسان؛ فدافعها ذلك الشبح الذي يقبع في النفس المهترئه التي لاتقيم للحياة وزن ولا للعمر فضل؛ هنا ستتجرد من إنسانيتها،أخلاقها، قيمها وتصبح وحشاً كاسراً لاتقوى على مواجهة حقيقة هذه الحياة ألا وهي تمرده على نفسه.. للتمرد أنواع وأشكال لاحصر لها لكن دعوني أمضي في سياق مقالي بإيجاز عن تمرد الإنسان على نفسه.. عندما يفقد الإنسان ذاته ويعيش في فوضى سوء الفهم لما حوله ولايستيقظ من غفلته هنا ستكبر استفهاماته ويفيق من سباته حينها سيعلم أن هذه النفس تعيش تحت وطأة العصيان،ذل ، قهر، ألم، ظلم، انتحار كلها تمرد عندما لايستجيب لزفرات نفسه الملتهبة ولالضميره، هنا سيسقط في وحل الأمراض وجور الآلام.. الحياة تمنحنا الأمل لا العبث في القيم. أحيانآ مشاكل هذه النفس تستفز فيبدأ الإنسان بتعنيفها وتوجيه ضربات ماأفسدته هذه المشاكل على تلك النفس المهترئة. النفس البشرية إذا خلت من المبادئ والقيم هنا لايكون بينها وبين شقائها وبلائها فرق، ولكي تنتفض من تحت ركام الخطايا والرزايا عليها أن تستجيب إلى ذلك النداء الذي سيخلصها من درك الشقاء وسوء البلاء ولذلك فإن التمرد وامواجه العاتية ورياحه الشيطانية عندما تهب على تلك النفس البشرية تبعثرها وتعدمها وكأن لم يسبق لها وجود؛ أهدانا الرب تلك الوديعة نحن أجدر بإنصافها وتقويمها لأنها وديعة الله لنا.. ودمتم بخير.