يعد الفن التشكيلي بمثابة أحد الوجوه الحضارية الإبداعية لأي بلد في المعمورة وما ابدعه الفنانون في القرنين الماضيين خير مثال مع ان بروز فنانين عظام في هذا المجال مثل ما حصل في اوربا ودول اخرى الذي يمثل زرع البذور والتدرج في رقي الذوق الانساني فالفنان موهبته ترغمه على انجاز ما في نفسه ومع رعاية هذا والاهتمام به والممارسة فيه واستشفاف ما امكنه من مشهد الذين سبقوه في تغذية روحه وتشربها من هذه الابداعات الانسانية السامية لا شك انه يقدم كل ما هو جديد ومثل ما قيل اجمل الاشياء ما لم نرها بعد فمن خلال تطوير ذاته يمكنه ان يأتي بما لم يأت بمثله الاولون. وهكذا هي الحياة تتداول الجمال الى الاجمل فهي اثارة المشاعر وملامسة الروح بما اعتصرت في مخيلة الفنان أياً كان من الفنون الانسانية ومنها الفن التشكيلي الذي اصبح ضرورة حياتية في معظم شعوب الارض الباحثة عن الرقي في الذوق الانساني ومنه تتمتع الروح وترتاح النفوس وتطمئن القلوب بما تشاهده من جمال الطبيعة المكثفة امام ناظريه في لوحة وهذا جنس الرسم المختزل من اجناس الفنون التشكيلية المتعددة ولاننا اهتدينا الى الريشة وهي تلاطف وتداعب الخطوط بالوان واشكال على لوحة القماش او غيره ترى النفوس تغرق في عنفوانها من اضواء وزوايا وظلال وبريق وظلمة انها روح تتكلم عن نفسها لمن يعرف لغتها ويستمتع في فضائها هكذا هو الرسم ولما كان بهذه الروعة. الا يجدر بنا ان نعطي المبدعين السعوديين من الجنسين حقهم ونجل نتاجاتهم ونشجع مهاراتهم بان ننثر هذا الوهج من الجمال باقتناء لوحاتهم ونشرها وتعليقها على سطوح الجدران وخاصة الداخلية في المنشآت الحكومية والمباني الاخرى لتكون منظرا خلاباً للرائي حين يدخل أي مرفق حتى اذا ما شاهدها تنتعش روحه وتنتشي نفسه قبل ان يلج في خضم العمل ان كان موظفا او مراجعا لا شك انه دافع قوي في تشجيع الفنان في علو شأنه فيما يبدع وكذلك تعريف المشاهد مما تحمله هذه اللوحة او تلك من روعة الاستمتاع وسمو في الذائقة النفسية والروحية لهذا الابداع الانساني الراقي.