دعا عبدالحليم خدام نائب الرئيس السوري المنشق إلى عقد مؤتمر وطني يوحد كل أطراف المعارضة ويجمع قياداتها الوطنية ليرفع من قدرتها على إسقاط نظام بشار الاسد. وقال في حوار مع "الرياض" إنه ليس طامحاً في السلطة بل إنه يرغب في العمل لتوحيد الصفوف وفي انقاذ سورية من حالة الضياع والوهن التي تشهدها. وأضاف أن الأسد سلم سورية إلى الإدارة الإيرانية التي باتت تتحكم في جميع مفاصل الدولة من خلال قواتها على الأرض وفي مستشاريها الذين يقفون فوق رأس الأسد. وإلى الحوار: - في ظل التلكؤ الغربي في تقديم السلاح العسكري للمعارضة ما السبيل برأيك لقلب المعادلة على الأرض أمام هذه المعطيات السلبية؟ * أعتقد أن دول الخليج والدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي لعبت دوراً مهماً في دعم الشعب السوري المغلوب على أمره قادرة على الضغط على الأميركيين من أجل مساعدة المعارضة السورية في مواجهة النظام وإسقاطه فهناك خلل واضح في الخط العام للسياسة الأميركية التي تنطلق من مبدأ استنزاف إيرانوروسيا في سورية أي أن الشعب السوري سوف يدفع ثمن هذه الحرب بين الدول الكبرى، فالموقف الأميركي في سورية أصبح في مجال شك لكن الذي يعزز من قوة المعارضة هم الأشقاء العرب الذين ليس هناك أحد يستطيع الطعن أو الشك فيهم، فقد قدموا بعض المساعدات وفي حالة اتخاذهم قراراً بتقديم مساعدات عسكرية أكثر فاعلية فإن ذلك سيؤدي إلى نتائج كبيرة؛ أولها سقوط النظام لأن قدرة السوريين كبيرة على التضحية لكن تنقصهم أدوات المواجهة. بشّار سلم سورية للإيرانيين.. وإذا سقط نظامه سقط الهيكل الإيراني كله وثانيا إذا سقط النظام فإيران سوف تسقط في لبنان وسورية والعراق وستعود إلى حدودها وستواجه الانقسامات والصراعات الداخلية لأن طهران تغطي أوضاعها بسياساتها الخارجية. والأمر الثالث إذا الشعب زال عنه كابوس الأسد أعتقد أن أشقاءنا العرب سيرتاحون فإيران اليوم طموحاتها كبيرة وتتمثل في السيطرة على المنطقة من البحر المتوسط إلى أفغانستان وهذا ما سمعته من رفسنجاني. إيران أثارت العصبية المذهبية عند الشيعة حتى تحولهم إلى قوى نائمة في الدول العربية والإسلامية تستخدمهم عندما يأتي الظرف الملائم في السيطرة على سورية لكن إذا نجحت في سيطرتها لن تقف عند هذه الحدود. وما يشجع إيران في المضي قدما في طريقها هو تحالفها مع روسيا الذي حققت من خلاله موسكو مكاسب إستراتيجية لاستعادة مصالحها الكبرى في آسيا الوسطى وتصبح مع إيران على شاطئ الخليج أو على شاطئ بحر العرب. فهذا التحالف إذا لم يضرب في سورية سيبقى عبئاً كبيراً على العالم العربي والإسلامي. بشار سلم الإيرانيين إدارة سورية. فضباط الجيش السوري جميعهم يذهبون للتدرب في إيران ومستشارو طهران فوق رأس بشار عدا قواتهم التي تقاتل في سورية مع حزب الله والتنظيمات الشيعية المسلحة وبالتالي إيران الآن تحتل سورية وإذا سقط نظام بشار سقط الهيكل الإيراني كله. - كيف تقيمون الوضع العسكري الذي يعيشه النظام؟ * بشار في الوقت الراهن ليس قوياً بقوته الخاصة، فجيشه متضرر والذي يقاتل هم العناصر التي أتت من لبنانوطهران والعراق. كما أن تنظيم "داعش" الذي لم يقاتل النظام مطلقا مقره الرئيس في إيران ووفق هذه المعطيات نحتاج إلى مبادرة عربية لدعم الثورة في سورية. - أنت من الأشخاص الذين يعرفون فكر بشار جيداً. كيف تتوقعون أن يتعامل بشار في حالة سقوط نظامه؟ * إذا اشتدت الأمور لن يستطيع الخروج من سورية وسوف تغلق بوجهه كل الأبواب ومن هذا المنطلق يجب تسليح المعارضة السورية فوراً إضافة إلى عقد مؤتمر وطني يوحد كل أطراف المعارضة ويجمع قيادات وطنية وهذا المؤتمر يختار قيادتين؛ قيادة سياسية وأخرى عسكرية وهذا التوحيد سيرفع قدرة المعارضة مئة مرة لأن النظام جيشه موحد مع إيران وحزب الله والكتائب الأخرى بينما المعارضة تقاتل مجزأة. ومن خلال المعلومات التي لديّ، هناك ضباط الجيش الذين 90% منهم من العلويين بعثهم بشار إلى الساحل عند أهاليهم فأصبحوا يهددون السكان بأنهم معرضون للذبح في حال تخليهم عن النظام. - لماذا خدام بعيد عن المشهد السياسي السوري في ظل حاجة سورية إليه ولكل رجالاتها؟ * أنا لست بعيداً عن المشهد وجماعتنا هي التي تقاتل في عدد من المناطق لكن أنا أعلنت بالأساس أنني لست طامحاً لسلطة بل أنا أرغب لكي أعمل لإنقاذ وطني ولا أريد أن أصبح رئيس مجموعة بل أريد أن أوحد الصفوف.