أوضح خبراء في الصحة العامة في تقرير نشر مؤخراً أن حقيقة المعاناة من بعض العلل الصحية القديمة أو الجديدة أثناء الإجازات هي واقع فعلي وذلك بسبب بعض العوامل والمؤثرات السلوكية والبيئية العامة والخاصة المؤدية إلى حدوث ذلك. وأشار الخبراء إلى أن السفر بالطائرات من بين العوامل المسببة لآلام الأسنان حيث إن اختلاف الضغط الجوي يؤدي إلى تكون جيوب هوائية فقاعية صغيرة بين تجاويف الأسنان المحشوة مما يسبب معاودة آلام سابقة أو حدوث أخرى جديدة سرعان ما تنتهي في حالة الهبوط وهو ما يفسر معاناة الكثيرين ممن تاقوا إلى قضاء إجازاتهم في أماكن سياحية بعيدة عن موطنهم وتستغرق ساعات طويلة من الطيران من هذه الأوجاع التي قد تعتبر موقتة ولكنها تستلزم مراجعة الطبيب إذا استمرت ليوم كامل. وفي الحقيقة فإن ذات الحالة تحدث عند تسلق الأماكن العالية أو عند التزلج على الجليد لكونها أماكن عالية تخضع لنفس ظروف الضغط الجوي المتغيرة. وهنالك المعاناة من الامساك إذ يشعر الكثير من المسافرين بالطائرات وخصوصاً خلال الرحلات الطويلة إلى توعك متفاوت الألم بعد ساعة واحدة في الغالب من إقلاع الطائرة واستقرارها في الجو. ويكون ذلك بسبب اختلاف سرعة انتقال الطعام في الأمعاء تبعاً لتغير مستوى الضغط الجوي بالإضافة إلى أن فترات جلوس المسافرين الطويلة على المقاعد وقلة حركتهم تؤثر على هذا الأمر وتجعلهم بسبب إحساسهم بقلة الجهد المبذول لا يهتمون بشرب السوائل لتصيبهم حالة جفاف موقتة في الغالب تنهي بوصولهم لوجهتهم ومغادرتهم الطائرة وعودتهم إلى سابق تصرفاتهم وسلوكياتهم البدنية الطبيعية. وهناك من العلل والأمراض المرتبطة بالسفر الزكام المفاجئ الذي يصيب الكثيرين بدرجات متفاوتة في الأيام الأولى من إجازاتهم دون سبب ظاهر. وبينت دراسة هولندية أن واحداً من كل 30 شخصاً يعاني من هذه الحالة الصحية التي تسمى ظاهرة مرض الراحة وهي عندما يصاب من يتوقف عن العمل من بعض الأمراض البسيطة ومن أشهرها- في معظم الحالات- الإصابة بنزلات البرد أو الزكام الخفيف. وقد فسر علماء أمراض المناعة حصول ذلك بانخفاض إفراز هرمون الأدرنالين نتيجة لحالة الاسترخاء بالإضافة إلى أن غالبية الناس يكثر ذهابه للأماكن العامة مما يسهل التقاطه للفيروسات بشكل عام. وكذلك تزداد حدة أعراض الحساسية الصدرية خلال الإجازة حيث إن اختلاف المكان والزمان يتسببان في حدوث ذلك حيث يكون الانتقال من أقصى الشرق إلى الغرب أو من الشمال إلى الجنوب والعكس مع اختلال الساعة البيولوجية بانعكاس الليل والنهار مما يؤدي إلى ازدياد حدة بعض أمراض الحساسية الصدرية مثل الربو وحمى الكلأ أو كما تسمى في بعض المناطق حمى القش وخصوصاً إذا كان وقت الإجازة إلى مكان لا يناسب مناخياً المسافر إليها. وهذا يجعل أطباء الصحة العامة ينصحون بضرورة الانتباه إلى مثل هذه التفاصيل الصغيرة وأخذ الاحتياطات المناسبة لمنع تفاقم الحالة الصحية حتى لا يكون ما سيحصل سبباً في عواقب صحية أخرى. وبحسب دراسات طبية معتمدة أشرف عليها مستشارون في علاج مرض السكري فإن حرارة الجو تتسبب في انخفاض مستويات السكر في الدم لمن يعتمدون على الجرعات اليومية من الأنسولين وذلك بسبب توسع الأوعية الدموية الناتجة عن ارتفاع الحرارة مما يزيد من كميات ضخ الدم فيها وبالتالي الاحتياج إلى المزيد من الأنسولين بالإضافة إلى صرف تركيز الجسم على محاولة خفض حرارته الداخلية كردة فعل عكسية للبيئة الخارجية ولذا ووفقاً لنصائح أطباء السكري يجب على المصابين بهذا الداء الانتباه جيداً لمستويات الجلوكوز في الدم ومراقبتها باستمرار في الأجواء الحارة. كما أوضحت دراسة طبية بريطانية معتمدة بأن ارتفاع حرارة الطقس والمناخ بشكل عام يؤثر بشكل رئيسي على قدرة الدماغ في نظام عمله العام ويكون هذا الأمر مضاعفاً لمن لم يعتد على العيش في بيئات ومناطق حارة وينتقل إليها بشكل موقت خلال فترات زمنية قصيرة مثل الإجازات وبالتالي فإن هذا الأمر هو السبب الرئيسي للمعاناة من الصداع النصفي الذي قد يكون حاداً قليلاً خلال فترات العطلات في بعض الأماكن السياحية الساحلية خصوصاً وهو الأمر الذي يمكن تخفيفه وتجنبه بتناول بعض مسكنات الألم ومهدئات الصداع من الأدوية المعروفة. وهناك الشعور العام بالنعاس ويكون السبب الرئيسي في ذلك هو اختلال واضطراب ترتيب توافقية الساعة البيولوجية بشكل عام بالإضافة إلى عامل الشعور بالفراغ الموقت الذي يجعل الشخص يؤجل وقت النوم في محاولة سلوكية غير روتينية إلى اغتنام فرصة أكبر من الاستمتاع بوقت الفراغ الموقت المتوفر وكل ذلك يحدث متزامناً مع كون من بدأ إجازته في الغالب عاش وقتاً مرهقاً في أيام العمل الأخيرة قبيل إجازته في محاولة منه إلى ختم أعماله ليتراكم الشعور بالإجهاد والإرهاق وإهمال أوقات النوم والراحة الرئيسية وإرجاء الحصول عليها حتى التمتع بالإجازة من العمل. وينصح خبراء السفر بأخذ هذه القائمة من الأشياء المهمة والضرورية أثناء السفر في حقيبة صغيرة ليسهل نقلها وحفظها والعثور عليها والوصول إليها بسرعة وتحتوي على كريمات الوقاية من الشمس وترطيب الجسم والمراهم الواقية من لدغات الحشرات والعقاقير الطبية المسكنة والمهدئة للآلام والمعقمات وضمادات الجروح البسيطة والقطرات المرطبة والمعالجة للعيون والأنف والأذن بالإضافة إلى ضرورة الحرص على أخذ الكميات الضرورية وبعدد احتياطي لأدوية الأمراض التي يعاني منها الشخص المسافر بشكل مزمن مثل الأنسولين للسكري ورذاذ تهدئة الربو وعقاقير ضبط ضغط الدم وما شابهها.