حبس المهاجم البرازيلي نيمار أنفاس البرازيليين بعد أن سقط مصاباً في أحد تدريبات المنتخب قبيل انطلاقة كأس العالم 2014م، لكن لحظات القلق والخوف التي عاشوها انتهت بمجرد الإعلان عن بساطة إصابته، فالبرازيليون يعولون كثيراً على مهاجم برشلونة الأسباني طمعاً في حمل كأس العالم للمرة السادسة في تاريخهم، ولعل حديث الأسطورة بيليه عندما أشار إلى أن نيمار أحد الثلاثة لاعبين المرشحين لترجيح كفة منتخبات بلادهم عن منافسيهم سيشكل دعماً كبيراً للاعب الذي سيتواجد في كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، بيليه لم يكتف بذلك بل إنه أشاد كثيراً بابن جلدته إذ قال عنه: "إنه لاعب مهاري لكنه يحتاج للخبرة والحذر كون هذه المشاركة الأولى له في المونديال، أتمنى أن يكون له دور مؤثر مع المنتخب وأن يتوج بالذهب". نيمار داسيلفا سانتوس جونيور الذي ولد في الخامس من فبراير عام 1992م في ساوباولو البرازيلية بدأ حياته الكروية مع اتلتيكا بورتو غويسا وداعب كرة القدم مع هذا الفريق وعمره لم يتجاوز السبعة أعوام، لعب معه أربعة أعوام ولفت أنظار مسؤولي سانتوس الذين خطفوه في عام 2003م وبدأ قصته معهم، إذ استمرت روايته وحكايته مع شباب سانتوس ستة أعوام بعدها صُعد للفريق الأول وكان عمره في ذلك الوقت لم يتجاوز ال 17 ربيعاً، نيمار حصد مع سانتوس خمسة ألقاب هي الدوري البرازيلي لثلاث مرات متتالية أعوام ( 2010-2011-2012م)، وكأس البرازيل (2010م)، وكأس الليبرتادورس (2011م). وخلال لعبه بشعار سانتوس نال نيمار ألقاباً شخصية عدة أبرزها فوزه بجائزة أفضل لاعب شاب في الدوري البرازيلي (2009م)، وأفضل مهاجم وأفضل لاعب في الدوري البرازيلي ثلاث مرات متتالية (2010-2011-2012م)، وفي كأس العالم للأندية نال الكرة البرونزية خلال مشاركته الوحيدة عام (2011م)، وأفضل لاعب كرة قدم في أمريكا الجنوبية (2011م)، تهديفياً كان نيمار صديقاً لجوائز الهدافين إذ نال لقب هدف الدوري البرازيلي مرتين (2012-2013م) وهداف كأس البرازيل (2010م) وهداف الليبرتادورس (2012م)، وجائزة الفيفا لأفضل هدف (2011م)، وبحسب الموسوعة الحرة –ويكيبيديا- فإن نيمار شارك في 103 مباريات مع سانتوس سجل خلالها 54 هدفاً. غازل الكرة وعمره سبعة أعوام.. وقاد البرازيل لذهب «القارات» نيمار الذي أذهل العالم بقدراته التهديفية وإمكانياته الفنية ومهاراته الفردية مقارنة بعمره الذي لم يتجاوز ال 17 عاماً أجبر مسؤولي أكبر أندية العالم على خطب وده خصوصاً قطبي أسبانيا ريال مدريد وبرشلونة الأسباني إذ كان في حالة شد وجذب بينهما لفترة طويلة، فتارة يقترب من شعار الريال وأخرى للبرشا حتى استقر به الحال للتوقيع مع الأخير في 28 مايو 2013م. يقول نيمار بعد توقيعه للبرشا: "تحدثت إلى قدوتي رونالدينهو قبل توقيعي لبرشلونة وشرح لي كل شيء، رونالدينهو مثلي الأعلى وأشعر بالخجل وأنا أتحدث إليه، مازال لقائي به وجهاً لوجه يثير إعجابي، الحافز الأول أمامي للتحدي الدوري الأسباني هو كريستيانو رونالدو حضرت لأتحداه لا أن أتحدى أي لاعب برشلوني"، وبالرغم من أن نيمار وفي أول مشاركة رسمية قاد برشلونة نحو تحقيق اللقب الأول في الموسم المنصرم بهدفه الذي سجله في مباراة السوبر إلا أن موسمه الأول لم يكن مرضياً له ولا لعشاق البرشا، إذ خسر الفريق الكتالوني لقب الدوري الأسباني بالإضافة للكأس وودع دوري أبطال أوروبا، نيمار الذي سجل مع برشلونة في أول مواسمه تسعة أهداف كشف عن إحدى طقوسه قبل كل مباراة وهي اتصاله بوالدته، وحول تجربته مع البرشا أكد بأنه تعلم في عامه الأول واستفاد من ذلك. وعلى صعيد منتخب السامبا كانت المشاركة الأولى لنيمار في كأس العالم للناشئين عام في 2009م وسجل في أول مباراة مع اليابان وأبلى في تلك البطولة بلاءً حسناً إلا أن مدرب المنتخب الأول دونجا رفض الضغوطات الجماهيرية والإعلامية لضمه بسبب عدم قناعته بما قدمه، ويدين نيمار بالفضل للمدرب مانو مينيزس الذي منحه الثقة بضمه للمنتخب الأول (2010م) وكان عند ثقته إذ سجل في أول مباراة مع أمريكا أول أهدافه، وبدأت مسيرته مع المنتخب منذ ذلك الوقت وقاد السامبا للتتويج بكأس القارات 2013م إذ ساهم في نيل اللقب بتسجيله هدفاً من الأهداف الثلاثة التي سجلت في أسبانيا في النهائي الذي انتهى برازيلياً 3-صفر، ومنح نيمار جائزة الكرة الذهبية في تلك النسخة من كأس القارات، وخلال المباريات ال 47 التي لعبها مع المنتخب الأول سجل 30 هدفاً. نيمار الذي وصفه مدرب المنتخب الأسباني ديل بوسكي بالمهاري والمميز والفنان وشبهه المدافع البرازيلي الدولي السابق روبرتو دا روش ب"الجوهرة" عُرف عنه اهتمامه بالجوانب الإنسانية وتقديره للأطفال، فالجميع يتذكر ذلك الطفل الجنوب أفريقي الذي اقتحم الملعب أثناء مباراة منتخب بلاده مع البرازيل ومنع نيمار رجال الأمن من القبض عليه إذ احتضنه وداعبه والتقط معه الصور التذكارية مع زملائه اللاعبين، وتكرر ذات المشهد في تدريبات المنتخب قبل أيام مع أحد الأطفال البرازيليين الذي اقتحم التدريبات ورفض نيمار أن يقبض عليه ومنحه فرصة التصوير مع لاعبي المنتخب، ولا يمكن أن نتجاهل دموع نيمار التي انهمرت قبل أيام عند زيارة بعض الأطفال المعوقين لتدريبات البرازيل وبالتحديد خلال إلقاء أحدهم خطاباً على لاعبي المنتخب، حينها دخل نيمار في نوبة بكاء حادة، مثل هذه المواقف تعزز من مكانة اللاعب لدى الجماهير وتزيد من قيمته ولابد أن يستفاد منها من لاعبينا. الليلة سيضع نيمار قدميه لأول مرة في ملعب يحتضن احدى مباريات كأس العالم للمنتخبات، وتأمل جماهير "السامبا" في أن يكون الفتى الشاب عند حسن ظنهم والاسطورة بيليه من خلال المساهمة في تحقيق نتيجة إيجابية مع كرواتيا تمنح المنتخب دفعة كبيرة نحو الفوز باللقب للمرة السادسة.