بدأت أمس في جنيف أعمال الدورة 26 لمجلس حقوق الإنسان، وأوضحت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي في كلمة الافتتاح أن مجلس الأمن الدولي طلب عدة تقارير حول حالة حقوق الإنسان في سورية وجمهورية أفريقيا الوسطى وليبيا ومالي وجنوب السودان، كما طلب إحاطات بشأن أوكرانيا وكوريا الشمالية لإطلاع المجلس على حالة حقوق الإنسان في تلك الدول. وسلطت الضوء على استمرار أعمال العنف والقتل في سورية واستمرار محنة الشعب السوري بعد قصف مدينة حلب وتحولها إلى ركام أدى إلى خسائر كبيرة في الأرواح وتدمير البنى التحتية الأساسية، مؤكدةً تجاهل نظام الأسد للنداءات المتكررة لإنهاء العنف وإيجاد حل عادل للأزمة. وتطرقت في ختام كلمتها إلى استمرار إسرائيل بعمليات الهدم والإخلاء القسري للسكان الفلسطينيين خاصة في محيط القدسالشرقية. وأكد معالي سفير خادم الحرمين والمندوب الدائم لدى الأممالمتحدة في جنيف فيصل طراد أمام مجلس حقوق الإنسان أن المملكة التي تنتهج الدين الإسلامي الحنيف دستورًا ومنهاجًا، كانت ولا تزال حريصة كل الحرص على تعزيز حقوق الإنسان على الصعد كافة، باعتبار ما كفلته هذه الشريعة التي هي من صنع الخالق لهذا الكون ومن عليه، ولا يمكن لأحد أن يزايد على ذلك. جاء ذلك في مداخلة لمعالي السفير فيصل طراد خلال الحوار التفاعلي مع المفوضة السامية لحقوق الإنسان حيث أوضح أن المملكة أنشأت هيئة حقوق الإنسان منذ عام 2005م، بهدف تعزيز ثقافة حقوق الإنسان والتأكد من مواءمة الأنظمة والقوانين بما يكفل حماية هذه الحقوق وبما يتواءم مع التزاماتها الدولية، كما وقعت المملكة مؤخرًا على مذكرة التعاون الفني مع المفوضية السامية، وجرى البدء في تنفيذ خارطة الطريق لعمل ورش عمل وندوات خلال الثلاث سنوات القادمة، حيث تم حتى الآن إقامة أربعة نشاطات. وقال :"لا يمكن في سياق الحديث عن حالة حقوق الإنسان في العالم إلا وأن نستمر في الإعراب عن خيبة الأمل من استمرار تخاذل المجتمع الدولي لإنهاء معاناة شعبين يواجهان أشد وأعنف حالات انتهاك لحقوق الإنسان عرفتها البشرية، وهما الشعب الفلسطيني الشقيق، الذي يعاني منذ أكثر من ستين عامًا تحت الاحتلال الإسرائيلي ويتعرض لأقصى أشكال العنف والتعذيب والسجن من قبل سلطات الاحتلال". طراد: حكومة خادم الحرمين حريصة على تعزيز حقوق الإنسان على كافة الصعد وأضاف السفير فيصل طراد يقول على الرغم من مطالبة المجتمع الدولي إسرائيل بالجنوح إلى السلام وموافقة الشعب الفلسطيني ممثلاً برئيسه محمود عباس، إلا أننا وبكل أسف وألم نرى صدًا مستمرًا من الجانب الإسرائيلي لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية. الأمر الذي نطالب معه المجتمع الدولي بضرورة تحمل مسؤوليته التاريخية واتخاذ القرار اللازم بحق إسرائيل. ومضى معاليه يقول والشعب الأخر هو الشعب السوري، الذي مازال يعاني منذ حوالي ثلاث سنوات من استمرار هذا النظام الذي فقد شرعيته في ممارسته لكل أصناف التعذيب والقتل والتدمير حتى بلغ عدد القتلى ما يتجاوز 160 ألف قتيل منهم عشرات الآلاف من الأطفال والشيوخ. الأمر الذي تطالب معه المملكة العربية السعودية بأهمية تكاتف المجتمع الدولي لاستمرار إدانة النظام السوري الحاكم وتحميله مسؤولية الإرهاب الذي يمارسه ضد شعبه وبلاد الجوار وإحالته إلى المحكمة الجنائية الدولية من خلال مجلس الأمن الدولي، ومواجهة صعود القوى المتطرفة في سورية وإكمال إزالة مخزون سورية من الأسلحة الكيميائية. ووجه سفير خادم الحرمين الشريفين والمندوب الدائم لدى الأممالمتحدة في جنيف في ختام مداخلته خالص التقدير والشكر للمفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي على ما قدمته خلال فترة ولايتها في الست سنوات الماضية لدعم وتعزيز حقوق الإنسان.