المملكة ومصر هما ركنا الأساس في العالم العربي.. هذه حقيقة لايمكن إنكارها أو تجاهلها في ظل الحقائق والوقائع والتاريخ. المملكة بما لها من ثقل إقليمي ودولي سياسي واقتصادي وديني، ومصر "عبقرية الزمان والمكان" والقدرات البشرية، والموقع الإستراتيجي على الخارطة الإقليمية والدولية، ما يجعلها تحتل مكانة مميزة في المجتمع الدولي. المملكة ومصر عاشتا عبر التاريخ الحديث علاقات مختلفة عن أي علاقات بين أي دولتين عربيتين ،لا نقول إنها كانت دائما جيدة، ولكن نستطيع أن نقول إنها في مجملها مميزة في التعاطي مع الأحداث التي مرت على وطننا العربي، وكانت تمثل نقاط تحول رئيسة أدت الى نتائج هي إيجابية في مردودها على العلاقات بين الدولتين وعلى العالم العربي. مصر اليوم وهي تخطو أولى خطواتها نحو الاستقرار واستعادة الهيبة والدور، بعد أن تم انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي، في حاجة الى وقفة صادقة من الدول العربية أولاً، والمجتمع الدولي ثانياً حتى تستطيع المضي قدماً في استكمال خارطة الطريق السياسية التي تم إنجاز مجملها ولم يبق فيها الا الانتخابات التشريعية. وعندما تقف المملكة مع مصر في هذه المرحلة الدقيقة وبالغة الحساسية، فإنما هي تقف مع استقرار الأمة وأمنها.. تقف مع مصر والشعب المصري اللذين يمثلان عنصراً لا يستغنى عنه ولا يمكن الا الوقوف معه ودعمه ومساندته في ظروف التحول التي يعيشها، ولا يمكن بأي حال من الاحوال تركه للفوضى والتشرذم وضياع الهوية. وعندما قال الأمير سلمان "إن شعب مصر الشقيق في هذا اليوم قد كتب مستقبله بيده ليواجه التحدي وليبني مستقبلاً يليق بقدرته وحضارته العظيمة وشعبه الوفي الكريم، قادر على تحمل الصعاب ليعيد لمصر دورها المسؤول في العالم العربي والمجتمع الدولي"، ومؤكداً أن المملكة ستبقى حكومة وشعباً وبتوجيهات خادم الحرمين أخاً وفياً تقف جنباً الى جنب مع مصر الشقيقة في الشدة والرخاء.. هذه الكلمات تعبر عن أفعال سبقتها؛ فالمملكة دائماً مع الأمن والاستقرار والازدهار العربي الذي طالما دعت اليه وعملت من اجل تحقيقه، ووقفتها مع مصر إنما تأتي من هذا المنطلق الذي يؤكد ريادة المملكة في العمل العربي المشترك ووقوفها مع أشقائها في السراء والضراء. ووقفات المملكة المشهودة مع مصر ليست بالجديدة، ففي كل الحروب التي خاضتها مصر كانت المملكة تقف معها تساندها وتؤازرها في 56 و67 و73. مواقف ليس من ورائها نفع إلا الوقوف مع الأشقاء ودعمهم، بل إن العلاقات تعود الى أبعد من ذلك عندما قام الملك المؤسس بزيارة تاريخية الى مصر في عهد الملك فاروق. إذاً العلاقات السعودية - المصرية ليست مهمة فقط ولكنها ضرورة من أجل استقرار عالمنا العربي وأمنه وازدهاره..