الوصول إلى القمة قد يكون سهلاً لكن المحافظة هو الأمر الصعب، تتردد هذه العبارة عندما يحقق فرد أو مؤسسة إنجازا مهما وهو مطالب في الوقت ذاته بالمحافظة عليه. مع فريق النصر لم يكن الوصول إلى القمة سهلا أبدا، ولو كان كذلك لما فشلت إداراته السابقة على مدى 20 عاما في تحقيق بطولة الدوري، ولو كان كذلك أيضا لما ظل الأهلي رغم جماهيريته الكبيرة وما يملكه من دعم مالي هائل بعيدا عن البطولة الكبرى منذ أكثر من 30 عاما، فالتاريخ يؤكد أن آخر عهد لبطولة دوري أهلاوية كان موسم 1403 1404ه لكن (بطل الكؤوس) ظل حاضرا في المنافسة، وأفرح جماهيره ببطولات النفس القصير غير مرة، وما جاء تسيد الهلال والشباب والاتحاد لبطولات الدوري إلا ثمرة استمرار العمل بضم النجوم المحليين واستقطاب أبرز الأجانب والتعاقد مع خيرة المدربين العالميين، الدافع الأكبر لحضورهم على مستوى المنافسة الحقيقية في معظم البطولات السعودية. حين تولت إدارة الأمير فيصل بن تركي زمام الأمور قبل خمس سنوات كانت أمام بقايا نادٍ لا يملك سوى تاريخ عريق وجماهير غفيرة تسانده في كل مكان وعلى أي حال، كان فريقا بلا مواهب، بلا نجوم، لا تكاد تشاهد لاعبا نصراويا واحدا يستحق ارتداء شعار المنتخب الوطني، والوصول لهذه المرحلة السيئة هو نتيجة حتمية لضعف الإدارات المتعاقبة، وغياب دعم الشرفيين لها من جانب، وعدم قدرتها على تصريف ما يصلها من أموال لتعزيز قوة الفريق من جانب آخر، فشاهدنا لاعبين متواضعي الإمكانات يمثلون (العالمي) سنوات ويقودونه للهزائم والانكسارات. الإدارة الحالية قبلت التحدي، وبدأت من الصفر مستعينة بالله ثم بدعم الجماهير الكبيرة، وكانت أولى الخطوات المهمة في اختيار الرئيس لمعاونيه المتصفين بالفكر والنزاهة والإخلاص وحبهم الكيان النصراوي، أُبرمت عدة صفقات مع لاعبين محليين وأجانب، منهم من كان مفيدا لدرجة مقبولة، وغالبهم ساهم بفاعلية في عودة الفريق للبطولات، وأخص العنصر المحلي الذي بات أكثر من ستة منهم يستحقون التواجد في المنتخب، في واحدة من أجمل صور بناء فرق كرة القدم من العدم في السعودية. نحن اليوم أمام مرحلة مختلفة، (الأصفر) الباحث عن نفسه بالأمس يدخل الموسم الجديد وهو بطل الكأسين، مطالب بالحفاظ عليهما، وبتمثيل مشرف في دوري أبطال آسيا، المنافسون معظمهم أتموا تعاقداتهم، وأعدوا العدة قبل انطلاق الاستعدادات، النصر يبدأ تدريباته غدا (الثلاثاء) ولا يزال ملف اللاعبين الأجانب غير واضح المعالم، من المهم أن يبدأ الفريق تحضيراته بعناصر مكتملة تحت إشراف المدرب الجديد، حسم صفقة كانيدا باكرا كان أمرا جيدا؛ لكن تأخر إغلاق ملف الأجانب باختيار لاعبين مؤثرين يجب ألا يتأخر أكثر من ذلك؛ المنافسون أقوى مما كانوا عليه، والمهمة لن تكون سهلة يا إدارة النصر.