قامت أمانة منطقة عسير بتوجيه من سعادة أمينها المخلص برصف طرق قريتنا بالاسفلت فقد مر على رصف هذه الطرقات مدة كافية لتكون متهالكة وتحولت الى صنفرة من الحجارة. ليس هذا المهم ولكن الأهم هو المؤسسة التي تتعاقد معها الأمانة بمبالغ مجزية من أجل خدمة المواطن وراحته، التي ما فتئ ولاة الأمر - حفظهم الله- يحضون عليها. ولكن ما عكر صفو هذا الامر تعامل المسؤول في موقع العمل (من يسمونه الباش مهندس) مع اصحاب الحق وكأنه صاحب فضل عليهم يتخاطب مع المتسبب في حصوله على فرصة عمل في هذا البلد الكريم وأهله الذين لم يتعودوا التوسل والتسول من أي كان. يتعالى (الباش مهندس) على المضيف.. يجتر كلامه ويشزر بنظره. لا يعطي محدثه أي أهمية وكأنه جاء بفرادة الاسفلت والمعدات الاخرى في حقيبته الصغيرة. لايعطي موعداً محدداً ولا يستمع لحديث أحد بعد ان اخرج نظارته الثمينة ووضعها بلطف على عينيه انقطع الحوار إلا من الجملة التي تتردد في صدورنا دائماً (انصرف ليس معك واسطة) هل الواسطة اصبحت جزءًا من حياتنا وتعاملاتنا؟ او... لا أدري هل الحقوق لا تُنفذ الا بالواسطة والتوسل عند عمال وموظفي المقاول الذي فاز بالعقد وترك الموظف يعمل بمزاجه يمارس الفوقية على المواطنين ناهيك عن جودة التنفيذ ودهاليز المحسوبية الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار. هل المواطن الذي غاب عن منزله ليخدم وطنه في مدينة أخرى لاتصل اليه الخدمة بطبقة من الاسفلت لا يصل سمكها الخمسة سنتمترات؟ هل يستوجب حضوره والمثول أمام الباش مهندس؟ لا اظن ذلك، وبالتجربة يحدث عندما تغيب المتابعة الميدانية ويُترك الحل والربط بيد الموظف الوافد، ويعذر فقد طبق بعض الامثال المفيدة التي تتماشى مع دوران عجلة المصالح وتكوين قاعدة علاقات تضمن الاستمرارية وتبادل المنافع ولم يعد يخفى على احد هذا العبث بحقوق الآخرين. وقسمة الاعرابي للدجاجة مرسومة بأيديهم امام نظر المتابع الذي لم يصبه غبش الصداقة او عمى المصالح الشخصية. حمانا الله واياكم من عمى البصر والبصيرة ونَفَخَ الروح في الضمير الميت.