أكَّد مختصون على أنَّ وجبة الإفطار هي الأهم مقارنة بالوجبات الرئيسة الأخرى، مضيفين أنَّ أهمية تناولها تعود إلى ارتباطها وتأثيرها على الحالة الغذائية للأشخاص وأوزانهم والتحصيل الدراسي لدى الأطفال والمراهقين، إلى جانب تأثيرها على نسبة الحضور والغياب وأداء الموظفين، مبيِّنين أنَّ نسبة من يهملون وجبة الإفطار من السعوديين تصل إلى حوالي (74%) حسب بعض الدراسات، ويشمل ذلك من يؤخرونها حتى وقت متأخر من النهار، داعين إلى تناول هذه الوجبة في الصباح الباكر قبل الخروج إلى المدرسة أو العمل، موضحين أنَّ إفطار السوق و"البوفيهات" لا يُوفر العناصر الغذائية المطلوبة في هذه الوجبة، كما أنَّه يُعدُّ بطرق تجارية تهدف غالباً إلى الربح أكثر من أن تكون وجبة متكاملة. صندوق الإفطار د.صالح الأنصاري وقال "د.صالح الأنصاري" –أخصائي طب أسرة ومجتمع، ومشرف عام على مركز تعزيز الصحة- إنَّ نسبة من يهملون وجبة الإفطار من السعوديين تصل إلى حوالي (74%) حسب بعض الدراسات، ويشمل ذلك من يؤخرونها حتى وقت متأخر من النهار"، مضيفاً أنَّ العديد من خبراء التغذية يوصون أن تكون وجبة الإفطار أكبر وجبة من حيث المحتوى، موضحاً أنَّها تُعدُّ الوجبة الوحيدة التي يُسمح فيها بتناول من (30% - 40%) من السعرات الحرارية لليوم في وجبة واحدة. وأضاف أنَّ ذلك يعني ألا يتم تناول أغذية غير صحية، مثل الوجبات السريعة المليئة بالدهون أو المشروبات الغازية التي يُنصح بالابتعاد عنها في كل الأوقات، مضيفاً أنَّ الوقت المناسب لتناول وجبة الإفطار هو الصباح الباكر في أول ساعتين من النهار، أمَّا مكانها فهو البيت، حيث تكون الاختيارات صحية أكثر، مشيراً إلى أنَّ الحل الثاني لمن لا يُسعفه الوقت هو أخذ صندوق الإفطار (Lunch Box) إلى العمل مع تجهيز وجبة صحية. قيمتها كبيرة في تحسين التركيز والأداء الوظيفي وتعزيز مناعة الجسم وتنظيم «الكولسترول» وسكر الدم وأشار إلى أنَّ إفطار السوق و"البوفيهات" لا يُوفر العناصر الغذائية المطلوبة في هذه الوجبة المهمة، كما أنَّه يُعدُّ بطرق تجارية تهدف غالباً إلى الربح أكثر من أن تكون وجبة متكاملة، مؤكداً على أنَّ عدم الاهتمام بتناول وجبة الإفطار ينبع من سن الطفولة، موضحاً أنَّ العديد من الأسر لا تهتم بتعويد الأطفال على تناول هذه الوجبة في أول النهار، إلى جانب وجود عامل السهر الذي يؤدي إلى الاستيقاظ المتأخر، لافتاً إلى أنَّ السهر عادة ما يكون مصحوباً بتناول العشاء في وقت متأخر؛ مما يؤدي إلى ضعف الشهية لتناول الإفطار في بداية النهار. وشدَّد على أهمية أن تكون وجبة الإفطار وجبة متكاملة تشمل كل المجموعات الغذائية الخمس المعروفة، مضيفاً أنَّ الاكتفاء بتناول "ساندويتش" خفيف أو قطعة "دونات" مع القهوة أو الشاي أمر غير صحيّ، مشيراً إلى أنَّ هذه الوجبة وجبة فقيرة لا تُلبي ثلث احتياجات الجسم من الغذاء في اليوم الواحد. مفتاح العافية وقالت "د.إلهام الجعلي" -رئيس قسم التغذية الإكلينيكية بكلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة- إنَّ وجبة الإفطار هي الأهم مقارنة بالوجبات الأخرى، مضيفةً أنَّ أهمية تناولها تعود إلى ارتباطها وتأثيرها على الحالة الغذائية للأشخاص وأوزانهم والتحصيل الدراسي لدى الأطفال والمراهقين، إلى جانب تأثيرها على نسبة الحضور والغياب وأداء الموظفين، موضحةً أنَّها -كما يُقال- مفتاح العافية، مبيِّنةً أنَّها تمد الجسم بالطاقة اللازمة لبدء اليوم بنشاط. وأكدت على أنَّ بعض دراسات التدخّل الغذائي برهنت أنَّ تناول مجموعة من الأطفال لوجبة الإفطار الصحي بصورة منتظمة يؤدي إلى تحسين حالتهم النفسية والمزاجية والاجتماعية، وأضافت قائلةً :"من المؤسف أنَّها على الرغم من ذلك، إلاَّ أنَّها تُعدُّ الوجبة الأكثر تخطيّاً بين الوجبات الثلاث، كما أنَّ نسبة التجاهل أو التخطي لهذه الوجبة أو عدم الانتظام في تناولها تتفاوت في مجتمعنا المحليّ حسب الفئات العمرية". وأضافت أنَّ العديد من الدراسات التي أُجريت في المملكة أثبتت انتشار تخطّي وجبة الإفطار أو عدم الانتظام في تناولها بين الأطفال والمراهقين من البنين والبنات، الأمر الذي يُؤدّي إلى الاعتماد على البدائل السريعة التي عادة ما تكون غير صحية وعالية في محتواها من الدهون المُشبعة والسكريات والأملاح، محذِّرةً من تناول "الساندويتشات" غير الصحية والمُعجَّنات و"الكيك" و"الدونات" والمشروبات الغازية، لافتةً إلى أنَّ الوجبات الصحية أكثر سهولة في إعدادها وتحضيرها. وصفات سريعة ولفتت "د.إلهام الجعلي" إلى أنَّ بإمكان كل ربَّة بيت أدركت أهمية وجبة الإفطار لعائلتها أن تُحوِّلها إلى أفضل الوجبات أثناء اليوم، خاصة حينما تعمل على تجاوز حدود الإفطار المعتاد وتضيف كثيراً من الأصناف الخاصة ببعض الدول إلى قائمة وجباتها الصباحية، لا سيَّما مع سهولة الحصول على كثير من الوصفات السريعة والصحية عبر كتب الطبخ وشبكة "الإنترنت" وتقديمها بصورة شهيّة تضمن عدم التفاتهم إلى الإفطار من الخارج والوقوف طويلاً أمام طوابير محال بيع الفول و"التميس". إعداد وجبة الإفطار في المنزل أفضل من وجبة البوفيهات التجارية وأوضحت أنَّ تناول وجبة إفطار صحية كل يوم تُعزِّز مناعة الجسم وتقوّيه في مواجهة العديد من مسبِّبات الأمراض، مضيفةً أنَّ الأطفال هم أكثر المعنيين بهذا الحرص، وإذا لم يتناولوا يومياً وجبات صحية في منازلهم وكانت لديهم نيَّةً لتجاهل وجبة الإفطار في المنزل، فإنَّه يجب أن يتناولونها وهم في طريقهم إلى المدرسة، على ألاَّ تتعدى السعرات الحرارية لهذه الوجبات الطاقة اللازمة لهم، وذلك حسب أعمارهم وحالتهم الصحية. وذكرت أنَّه ينبغي أن تكون هذه الوجبات متنوعةً ومحتويةً على جميع المجموعات الغذائية، مثل: الحبوب الكاملة والفواكه والتمر والعسل والخضروات والألبان؛ وذلك لتدعيم الجسم بالطاقة والألياف اللازمة، مشددةً على ضرورة أن يبذل الآباء والأمهات ما في وسعهم لتشجيع وتعويد أطفالهم على تناول وجباتهم بطريقة صحية ومنتظمة وبشكل جماعي في المنزل، مشيرةً إلى أنَّ تحفيز أفراد الأسرة على تناول الإفطار الصحي يجب أن يشمل التأكيد عليهم بأهميته كوقاية من العديد من الأمراض، إلى جانب تحفيزهم على ممارسة النشاط الحركي ونمط الحياة الصحي. د.سعيد وهاس مشكلات سلوكية وقال "د. سعيد وهاس" -استشاري علم النفس العصبي في المركز الوطني للعلوم العصبية بمدينة الملك فهد الطبية-:"إنَّ وجبة الإفطار تُعدُّ سنام الوجبات الغذائية، وذلك لحاجة الجسم والدماغ للغذاء بعد ساعات النوم الطويلة، إذ إنَّ الدماغ يحتاج إلى السكر للقيام بوظائفه الأساسية بكفاءة وحيوية فيما يتعلق بالجوانب المعرفية، كالتركيز والانتباه والعمليات التنفيذية الإدراكية، وبالتالي فإنَّ حرمانه من الغذاء يترتب عليه عجز معرفي، وهو ما يُؤدِّي إلى قصور في الأمور الحياتية التي تتطلب قدراً من هذه الوظائف". وأضاف أنَّ حرمان الدماغ من الغذاء قد يؤثر على الحالة المزاجية، وبالتالي يكون الشخص أكثر ميلاً إلى الضيق والكآبة والقلق والتوتر، موضحاً أنَّه يُصاحب ذلك أحياناً مشكلات سلوكية، كالكسل والعصبية، وأحياناً أخرى العدوانية، وهو ما تمَّ رصده في كثير من الدراسات والأبحاث التي أكدت على أنَّ الذين يواجهون مشكلات في التركيز والإعياء يكون لديهم انخفاض في مستوى السكر في الدم مردَّه عدم تناول هذه الوجبة، مؤكداً على أنَّ نوعية الإفطار وتنوّع مكوناته أمر لا يقل أهمية عن عدم تناول الإفطار بالكلية. د.معتز هاشم إفطار صحيّ وبيَّن "د. معتز هاشم" –أستاذ مساعد في أمراض الجهاز الهضمي والكبد بجامعة الملك عبدالعزيز- أنَّ وجبة الإفطار هي العامل الأهم في تحسين مستوى التركيز والأداء الوظيفي للشخص، إلى جانب تحسين الأداء العضلي واللياقة للمنتظمين عليها، خصوصاً في ما يتعلَّق بانتظام الوزن، موضحاً أنَّ للإفطار الجيّد قدرةً على إعطاء شعور بالشبع، ومن لا ينتظم عليه تزيد حاجته لسعرات حرارية أكثر باقي اليوم، مشيراً إلى أنَّ لهذه الوجبة دوراً كبيراً في تنظيم مستوى"الكولسترول" وسكر الدم وتحسين مستوى الفيتامينات في الدم. وشدَّد على أهمية تناول إفطار صحي يضم الحبوب الكاملة والألياف والخبز الأسمر والشوفان، إلى جانب وجود البروتينات الخفيفة، مثل :البيض المسلوق وشرائح الديك الرومي أو زبدة الفول السوداني ومنتجات الحليب قليلة الدسم، كالجبن والزبادي، وكذلك الفواكه والعصائر الطبيعية، موضحاً أنَّ أمراض القولون العصبي وتهيّجات المعدة هي من أشهر أمراض الجهاز الهضمي في مجتمعنا، مشيراً إلى أنَّهما عبارة عن اضطراب في تقلّصات الجهاز الهضمي. وجبة الإفطار الوحيدة التي تسمح بتناول (30-40%) من السعرات الحرارية عادات غذائية وأضاف "د.هاشم" أنَّه ينتج عنهما أعراض مختلفة، مثل: الانتفاخ والغازات وألم البطن، إلى جانب الإسهال والإمساك، وكذلك ارتجاع المريء، إضافةً إلى الحموضة، موضحاً أنّ هذه الأمراض ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالعادات الغذائية للفرد، مشدداً على أن يحرص المريض على معرفه ما قد يزيد الأعراض لديه، وبالتالي تجنّب تناول بعض المأكولات التي يلاحظ أنَّها تؤثر عليه بشكل سلبي، داعياً المصابين بهذه الأمراض إلى عدم الإكثار من تناول القهوة والشاي، باعتبارها تؤدي غالباً إلى زيادة الحموضة، إلى جانب التقليل من تناول البقوليَّات، مثل:الفول، وكذلك المشروبات الغازية التي تؤدِّي إلى زيادة اضطراب الجهاز الهضمي والإصابة بانتفاخ البطن وتكوّن الغازات.