نجح مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض، في إجراء عملية لزراعة نصف حوض لمواطنة تبلغ من العمر 48 عاماً كانت تعاني من تآكل في عظمة الورك الأيمن حيث تمكنت بعد إجراء عملية الزراعة التماثل للشفاء دون الشعور بألم وكذلك المشي من غير الحاجة إلى عكاز وبحركة كاملة بالمفصل، وأصبحت تمارس حياتها بشكل طبيعي. أوضح ذلك الدكتور زايد بن صالح الزايد استشاري الجراحة ورئيس قسم العظام بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، مبيناً أن المريضة استفادت من مخزون بنك العظام المتوفر لدى المستشفى في إجراء زراعة عظم لنصف حوض، حيث أدخلت للمستشفى وهي تشتكي من ألم حاد نتيجة عوامل التآكل الناجمة من حديد المفصل الصناعي والعمليات المتتابعة التي أجريت لها سابقاً في أحد المستشفيات وما تلاها من مضاعفات حصلت جرّاء عملية تركيب مفصل صناعي لها في الحوض الأيمن. مشيراً إلى أن الفريق الطبي المعالج باشر في إجراء عملية زراعة عظم لنصف حوض بعد أن تم عمل القياسات والتحاليل اللازمة. إلى ذلك كرم الدكتور قاسم القصبي المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث قسم العظام على النجاحات التي يحققها القسم معرباً عن اعتزازه بالتميز الذي أظهره بنك العظام منذ إنشائه خلال الأعوام الأربعة الماضية وماوفره من رعاية تخصصية رفيعة للمواطنين ذوي الحالات المرضية الدقيقة. من جانبه أكد الدكتور زايد الزايد، أن المستشفى التخصصي نجح خلال 4 أعوام في إجراء 180عملية زراعة عظام مستفيداً من مخزون بنك العظام البالغ351 وحدة عظمية والتي جاءت بواسطة 41 متبرعا متوفى دماغياً لديهم عظام صالحة للزراعة. مبيناً أن عظام المتبرعين المخزنة لدى البنك تتفوق من ناحية الجودة وقلة الكلفة المادية مقارنة مع عظام المتبرعين المجففة المستوردة من الخارج والعظام الصناعية والمفاصل المعدنية مشيراً إلى تحقيق بنك العظام الاكتفاء الذاتي والاستغناء عن الاستيراد من الخارج. وأشار الدكتور الزايد، إلى أن زراعة العظام عملية آمنة جداً، ولا يحتاج فيها المريض إلى أدوية مثبطة للمناعة لتجنب رفض الجسم للعضو المزروع مثل حالات زراعة الأعضاء الحيوية كالقلب، والكبد، والكلى، نظراً إلى أن العظام عبارة عن نسيج صلب يخلو من الشعيرات الدموية، بالإضافة إلى أنها لا تستلزم عمل فحوصات توافق بين المتبرع والمستقبل كما هو الحال في زراعة الأعضاء الأخرى، حيث يتم التعرف على العظام المزروعة من قبل جسم المريض كعظام طبيعية.