تابعت مثل ما تابع الملايين من الناس المقطع (المؤسف) لطلاب المدرسة الابتدائية بحي النظيم بمدينة الرياض والذين قاموا بتقطيع الكتب في منظر ماساوي منقطع النظير. ولو اخذنا هذا المقطع واضفناه للمقاطع الاخرى من تهشيم نوافذ المدرسة وضرب معلمين ورقص داخل المدرسة والقفز من على الاسوار لوجدنا ان هناك مشكلة! وحقيقة مانراه من مقاطع لهو مدعاة للتعجب من الحال الذي وصلت اليه مدراسنا على الرغم من المليارات التي تصرف على التربية والتعليم! واكثر ما احزنني هو ان تلك السلوكيات التي صدرت من طلبة بالمرحلة الابتدائية، وهي المرحلة التي راهنت عليها كثيرا اعتقادا مني بان سبب كره الطلاب للمدرسة هو (الامتحانات) ولكن الامر طلع لاعلاقة له بالامتحانات، وان الامر بحاجة الى دراسة مستفيضة للتعرف على الاسباب الحقيقية لكره الطلاب للمدرسة. يبدو لي كمختص نفسي أن السخط والغضب مرده إلى البيئة التعليمية برمتها (نظام، منهج، مبنى، معلم، ادارة، ارشاد... الخ). ولعلنا هنا نتناقش وبصوت مرتفع مع المسئولين بوزارة التربية ونقول لهم: ألم يحن الوقت لاستبدال الكتاب بالتقنية الحديثة (جهاز لاب توب مع وضع المناهج في برامج)؟! أعتقد أن تكلفة جهاز حاسب لكل طلب بمواصفات تعليمية تعادل تكلفة (حزمة) الكتب المقررة لكل طالب كل عام! ولكن حتى ينفذ هذا الاقتراح يجب على إدارة كل مدرسه أخذ تعهد على ولي الأمر مع بداية كل فصل بضرورة تسليم الكتب مع نهاية الفصل وربط ذلك بتسليم الشهادة (هذه الامر كان معمول به قبل عدة سنوات ولكنه لم يعد ينفذ ولا ندري عن الاسباب).