في مثل هذا اليوم 21 مارس 2012م خطفت يد المنون والدتي الحنون طرفة بنت إبراهيم الحيدر - رحمها الله - وبهذه المناسبة المحزنة حررت هذه الكلمات بمداد من الدم، وقلب يحترق على فراق أحب الناس. مضى عام على فراقك يا أعز الناس كأنه دهر من الصبر والاشتياق والمعاناة التي نعانيها بعدك، كم كان موحشاً وكئيباً فراقك يا غالية، وكم عانينا الحزن والألم النفسي، ولكن المؤمن يرضى بقدر الله، وقدرنا أن والدتي نادرة النساء في خصالها وطيبتها وتواضعها وكرمها وحنانها، الذي لم ينضب إلاّ بوفاتها، لن أبوح بحالي بعد فراقك، كم أتألم وأبكي فرقاك كل ليلة لا يعلم عنها إلاّ الله، فجأة وجدت نفسي تائهة في دوامة الحياة ومشاغل لم أكن أعلم بوجودها، وحيدة لولا إيماني بالله الذي أعطاني الصبر، ووجود والدي أطال الله بعمره، وابني وإخواني الذين التفوا حولي بعدك أدامهم الله ذخراً. فوالدي وإخواني وأبناؤهم بعدك جميعنا في المنزل تائهون من دونك، حتى الدار قل زوارها، وإن موتك بين لنا من هم الأصدقاء وهم قلة، ومن هم المنافقون وهم الأغلبية، ماذا أقول أيضاً عما حدث في هذه السنة من المشاكل المحلية، التي لا تزال قائمة، سواء مشكلة الغلاء، أو البطالة، أو قلة الترابط الأسري، أشعر أحياناً بقلبي يتقطع في دوامة الدنيا، ولكن في وسط هذا كله لايزال هنالك بصيص نور وتفاؤل بغد أفضل. ختاماً نرجو الله أن يتغمدك برحمته ورضوانه، وأن يوفقنا جميعاً على المسير في الطريق الذي رسمته لنا جميعاً، وأن نستمر في تطبيق المبادئ والقيم الجميلة، التي زرعتها فينا. رحمك الله يا أمي والله يمنحنا الصبر والسلوان.