البطالة أصبحت مثل الفقر، ولن تجد دولة في العالم ينعدم بها الفقر أو البطالة، وهذه سنة من سنن الحياة مهما كان غنى الدولة أو المجتمع، فهي معايير ومقاييس يجب أن نفصلهما لكي نعرف سبب وجود فقر أو بطالة في دول غنية، النرويج، سويسرا، سنغافورة، وغيرها دول نموذجية من حيث الأمن والاستثمار والثروة، ومع ذلك يوجد بها البطالة والفقر، حتى الدول العظمى اقتصادياً وسياسياً كأمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا تعاني من الفقر والبطالة، وهذا يعني أننا لسنا بمعزل عن هذا العالم، ولكن «برأيي» لا يفترض أن يكون لدينا بطالة خصوصاً، وإن وجدت فهي بالحد الأدنى والأقل، وكما صرح صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني «الدولة لا تتحمل كامل مسؤولية البطالة ..» وهنا اتفق مع سمو الأمير أن الدولة فعلاً لا تتحمل كامل المسؤولية، فمسوؤليتها قد تكون سن تشريعات وتنظيمات لتسهيل فرص العمل او التمويل والمساعدة والمساندة، أو الاهتمام بتعليم أكثر تخصصاً طبقا لحاجة سوق العمل والتركيز عليه، أي عمليات تنظيمية وتشريعية وتسهيلات وتمويل وغيرها ولكن ليست مسؤولة عن التوظيف أو الحد من البطالة مباشرة. من ينتظر فرصة عمل بالقطاع الحكومي ويصر عليها، وبنفس الوقت هناك مئات آلاف من الفرص بالقطاع الخاص ويرفضها، فهذا لا يجب تصنيفه عاطلا عن العمل بل «رافضا» للعمل لأنه ينتقي وينتظر ما يريد، وهذا غير صحيح ودقيق، فالواجب أن يعمل باي فرصة متاحة توفر الحد الأدنى، ويجب القناعة أن الوظائف الحكومية لن تلبي حاجة الجميع، ولن تكون مصدر توظيف لا ينتهي بل لحد محدد وتتوقف، فرص العمل وتوليدها هناك بالقطاع الخاص وهي بمئات الآلاف بلا مبالغة، مثال وظيفة «بائع» أو وظائف الخدمات والحرف والمهن وهي كثيرة، القطاع الخاص قطاع لا ينتهي من الفرص، ولا يجب أن ينظر على أن الدولة هي الموظف وهي المسؤولة عن التوظيف أو البطالة أبداً، يجب على الشباب مهما كانت شهادته أن يقبل بالعمل ويقتحم القطاع الخاص، ولن يكون هناك كبير من البداية تبدأ صغيرا وتكبر، تعلم وتدرب واستفد، وضع حياتك تمر بمراحل «بناء – عمل – تدرب – تعلم – استقلال – بناء مشروعك» وهكذا، لا يجب أن ترتهن تنتظر وظيفة حكومية والدولة غير ملزمة بذلك. يجب على الشباب أن يستغل الفرص المتاحة الآن، من التسهيلات التي تقدمها الدولة، من خلال وزارة العمل والقطاع الخاص وفرص العمل، دور وزارة التجارة بمحاربة التستر وهذا يفتح فرصا، الصناديق التمويلية تكفل بأن تبدأ مشروعا وعشرات البرامج والوسائل التي تساعد على التوظيف والعمل، لا تنتظر وظيفة حكومية، وصدق الأمير متعب بن عبدالله الدولة لا تتحمل كامل البطالة والقطاع الخاص يعمل به ملايين من المقيمين والتستر موجود وغيره، بل اعمل واقتحم وكن جريئاً وجسوراً ستجد عشرات الفرص ولا تتوقع أن هناك شيئا سهلا بل مصاعب وهذا طبيعي ولكن بعده نجاح، وهذا يعتمد عليك أنت لا لا على أحد غيرك.