في إطار سعيهم لإنتاج لقاح يعالج الملاريا التي تقتل طفلا واحدا كل دقيقة في قارة أفريقيا توصل العلماء الى اسلوب جديد مبشر بالخير يعمل على احتجاز الطفيل المسبب للمرض داخل كرات الدم الحمراء التي يهاجمها. وقال الباحثون الخميس إن لقاحا تجريبيا يقوم على هذه الفكرة كفل الوقاية لفئران التجارب في خمس تجارب وستجري فحوص أخرى لتجربته على القردة في المعامل خلال فترة الأسابيع الأربعة الى الستة القادمة. وردت نتائج هذه الدراسة في دورية (ساينس). وقال جوناثان كيرتس مدير المركز الدولي لبحوث الصحة بمستشفى رود ايلاند إنه اذا مضت التجارب على القردة على ما يرام فان المرحلة الأولى من التجارب الإكلينيكية لاختبار اللقاح على مجموعة محدودة من المرضى قد تبدأ في غضون عام او عام ونصف العام. وقام باتريك دافي ومايكل فريد من المراكز القومية الأمريكية للصحة بالإستعانة بعينات دم وبيانات خاصة بالأوبئة تم جمعها من مئات الأطفال في تنزانيا -حيث تعد الملاريا مرضا متوطنا- ليتمكن الباحثون من رصد بروتين يحتاج اليه طفيل الملاريا للهرب من داخل كرات الدم الحمراء بعد إصابة العائل بالمرض. ثم وجد الباحثون أن الأجسام المضادة التي دفع بها جهاز المناعة بالجسم للتعامل مع هذا البروتين أفلحت في إحتجاز الطفيل داخل كريات الدم الحمراء مما أوقف تطور المرض. ويبذل العلماء جهودا مضنية منذ سنوات لإنتاج لقاح فعال لعلاج الملاريا التي تنتقل من خلال البعوض والتي تقول تقديرات منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة إنها تقتل 627 ألفا سنويا معظمهم من الأطفال في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بالقارة الافريقية. وقال انتوني فاوتشي مدير معهد الحساسية والأمراض المعدية بالمراكز القومية الأمريكية للصحة "من الأهمية بمكان إنتاج لقاح فعال لعلاج الملاريا." ووصف هذه الدراسة بانها "مبتكرة وتمثل نمطا مختلفا من نهج للتوصل الى لقاح." وأضاف قائلا "لأن لدى طفيل الملاريا دورة الحياة المعقدة هذه فان هناك نقاط ضعف عديدة في دورة التكاثر يمكن للأجسام المضادة او أي رد يمكن ان يحدثه اللقاح ان تدخل منها." وتنتقل طفيليات الملاريا المجهرية من لعاب أنثى البعوض لتدخل مجرى الدم للانسان عندما تلسعه ويمر الطفيل عبر الكبد ويصيب كرات الدم الحمراء حيث يتكاثر فيها بأعداد هائلة ما يؤدي الى انفجارها وانتاج المزيد والمزيد من الطفيل داخل جسم المصاب. وتعتمد الأساليب الحالية لإنتاج اللقاح على طريقتين الأولى منع الطفيل من الوصول الى الكبد أو كرات الدم الحمراء فيما تحاول الطريقة الأخرى حبس الطفيل داخل هذه الكرات او كما يقول كيرتس "حبسه داخل منزل يحترق." وقال كيرتس إنه إذا استمر حبس الطفيل فيمكن ان يلتهمه الطحال بالاستعانة بجهاز المناعة دون احداث أي ضرر. خارطة للمناطق الموبوءة بداء الملاريا في العالم (اللون الأحمر)