من حق نجومنا السابقين علينا أن نذكر جلينا الحالي على ما قدموه من عطاءات ميدانية في المناسبات الداخلية والدولية، وهم حقيقة كثر في ذلك الزمن الخالي من المغريات المالية، التي يسيل لها اللعاب مع مستويات بسيطة تتسابق عليها إدارات الأندية وهي في حجمها لا تستحق حقيقة الأرقام المليونية التي تطرح على طاولات التفاوض، ومن تحتها لا تتوافق مع امكانات الأندية وما هي إلا مشاحنات محمومة وتنافسات مشوهة يحتار معها الفكر الرياضي الناضج. من أولئك النجوم السابقين في التسعينيات الهجرية ساحر الكرة مبارك الناصر الذي أبهر البرازيليين بمهاراته وتحركاته وتهديفاته بأسلوب يجعلك تشاهد لاعباً عالمياً بل قد تشكك أن هذا لاعب عربي، وهو ما قاله عنه اللاعب البرازيلي (صيارا) الذي قدم مع فريق (بتسيسو) في الثمانينيات الهجرية ولعب عدة مباريات مع فرق سعودية وتم استعارة (أبو ندى) في كل اللقاءات، وسجل في كل مباراة هدفاً بطرق مختلفة، وعلمت أنه تم اعطاؤه عروضاً للعب في عدة دول أوروبية، هذا اللاعب لم يمر علي الملاعب السعودية مثله أبداً، ويشهد على ذلك الأسطورة ماجد عبدالله وسعيد غراب وغيرهما، فقد تقدم له ناديان سعوديان عام 1992ه بعد دورة الخليج الثانية التي أقيمت بالرياض وكان أحدها مقداره مئة ألف ريال سعودي وهي سعر لخمسين ألف متر من الأراضي آنذاك. إن تلك الاغراءات الداخلية والخارجية لم تثنه عن الاستمرار في ناديه الرياض (الأهلي) سابقاً، بل استمر موظفاً بوزارة الحرس الوطني حتي اعتزل كرة القدم وخلف تاريخاً مملوءاً بالعطاء الراقي النظيف وبسيرته الحميدة، وبذلك الحب والولاء الصادق لناديه، وبتلك المبادئ السامية، في وقت كان اللاعب يعطي ناديه كل ما يملك من جهد ووقت ولا يجد شيئاً إلا التقدير الدائم، أما المال فأذكر أن هذا النجم لا يتسلم من النادي أكثر من خمسمئة ريال أو أقل أو أكثر بقليل، ترك الساحة وبقيت ذكراه العطرة في الوسط الرياضي، الذي عاش معه وعايشه في تلك الفترة، وما زلت أتذكر وأنا ألعب بجانبه في بعض المباريات، وكان الذي تنبأ بمستقبل هذه الأسطورة هو المدرب السوداني (السر محمد سالم) رحمه الله، حيث قال إن هذا اللاعب سوف يكون نجماً كروياً، وأمثاله كثر لكن هذا اللاعب ينفرد بصفات قد لا توجد لدى الأخرين.. الله المستعان. * أستاذ محاضر في قانون كرة القدم