اتهمت منظمة العفو الدولية المجتمع الدولي بتجاهل احتياجات اللاجئين السوريين في لبنان، وحذّرت من ان النقص الكبير في حجم المساعدات الدولية جعلهم غير قادرين على الحصول على الرعاية الطبية الضرورية. وقالت المنظمة في تقرير أصدرته اليوم الأربعاء إن اللاجئين السوريين في لبنان يضطرون في بعض الحالات إلى العودة إلى بلادهم للحصول على العلاج الذي يحتاجون إليه نتيجة هذا الوضع البائس وجراء رفض المستشفيات في بعض الحالات ادخالهم، بما في ذلك حالات الطوارئ. وأضافت أن نظام الرعاية الصحية في لبنان يتصف بارتفاع تكاليف العلاج فيه كونه تابعاً للقطاع الخاص في معظمه، الأمر الذي يدفع الكثير من اللاجئين السوريين للاعتماد على الرعاية الصحية بالأسعار المدعومة التي توفرها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وأشارت المنظمة إلى أن اللاجئين السوريين كثيراً ما يتم ردهم على أعقابهم بعد التوجه إلى المستشفيات التي ترفض إدخالهم، حتى وإن كانوا يعانون من عوارض صحية خطيرة أو بحاجة إلى متابعة الحصول على علاجات أكثر تعقيداً، ونوّهت إلى أن طفلاً سورياً عمره 12 عاماً يُدعى (عارف) تعرض لحروق بالغة في ساقيه، إلا أن ذلك لم يشفع له كي يتم إدخاله إلى المستشفى الأمر الذي تسبب بتدهور حالته الصحية. وقالت، أودري غوغران، مديرة برنامج القضايا العالمية بمنظمة العفو الدولية "ثمة نقص خطير ومؤلم في العلاج بالمستشفيات والرعاية المتخصصة المتاحة للاجئين السوريين في لبنان، والذين يعانون كنتيجة مباشرة للتقاعس المعيب من طرف المجتمع الدولي عن تمويل كامل احتياجات برامج الأممالمتحدة للإغاثة في لبنان". وأضافت غوغران "حان الوقت كي يعترف المجتمع الدولي بتبعات تقاعسه عن توفير المساعدة الكافية للاجئين الفارين من النزاع في سوريا، وهناك حاجة ماسة تتطلب من البلدان أن تفي بتعهداتها على صعيد النداء الإنساني العاجل لتلبية الاحتياجات الخاصة بالأزمة السورية، وأن تكثّف من جهودها لتوفير فرص لإعادة توطين الفئات الأكثر ضعفاً بين اللاجئين، بما في ذلك الذين هم بحاجة ماسة للحصول على العلاج الطبي".