ينفي المهندس ناظر الحكمي المدير التنفيذي للموارد البشرية في شركة الامار الغذائية المالكة للعلامة التجارية (دمينوز بيتزا) ما يردده البعض من عدم جدية الشباب السعودي في العمل، مؤكداً على أن الموارد البشرية السعودية مؤهلة تأهيلاً عالياً وهي منجم كبير يجب التنقيب فيه بدلاً من تريد عبارات جوفاء لا تستند إلى الواقع، واستطرد في الحديث عن التحديات والمصاعب التي واجهتهم في توطين مهن الضيافة وخدمات العملاء كالحواجز الوهمية واختلاف الثقافات بين الموظفين من جنسيات مختلفة وكيفية تحويل هذه التحديات إلى إنجازات ونجاحات، وعن آلية التوظيف، والتدريب والتحفيز، كاشفاً عن الدور الذي يقع على عاتق رجال الأعمال في البحث عن الكفاءات السعودية وتطويرها لسوق العمل من أجل تحسين واقع الموظفين وتطويرهم، والنهوض بأدائهم.. فإلى تفاصيل الحوار: *بداية نود أن تعرفوا قراء «الرياض» عن شركة الامار.. - شركة الامار الغذائية شركة سعودية تعمل في قطاعين رئيسين في مجال الغذاء، القطاع الأول؛ في مجال تصنيع المنتجات الغذائية. والقطاع الثاني؛ هو قطاع خدمات المطاعم، ونحن نملك سلسلة مطاعم دومينوز بيتزا في المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان ومصنع الأوائل للصناعات الغذائية بالإضافة إلى مطاعم ونديز التي بدأناها في الإمارات العربية المتحدة ونخطط للانتشار قريباً في كافة مناطق الامتياز، ونحن نغطي عملياتنا بجدارة انطلاقاً من المملكة، وندير جميع عملياتنا في الدول المختلفة والتابعة للامتياز من المملكة العربية السعودية وقد أكسبنا هذا خبرة عالية وتنوعاً في فهم العديد من القوانين والأنظمة والعملاء ونحن نفخر بكوننا شركة سعودية تدير عملياتها في العديد من الدول على الرغم من خصوصية كل دولة في التسجيل وقوانين العمل وفق المتطلبات والاشتراطات المحلية وهذا يمنحنا تنوعاً كبيراً حيث نتعامل مع مختلف القوانين والأنظمة ونحن نقوم بمناقلة بعض موظفينا بين فروعنا لتبادل الخبرات العالمية وأعمالنا في كل دولة تتيح لنا عائداً على شركتنا السعودية وعلى الاقتصاد السعودي عموماً. * ما هي أبرز المشاكل التي واجهتموها في توطين الوظائف وكيف استطعتم تجاوز هذه التحديات؟ - أغلب المشكلات التي واجهتنا والتحدي الأصعب هو طبيعة الوظائف لدينا وهي وظائف مقابلة الجمهور والتشغيل وهي تختلف كثيراً عن الوظائف المكتبية، وهذا كان التحدي الأكبر ولقد بذلنا مجهودات في الاتجاه الصحيح، لأن لدينا قناعة بأن أي موظف أياً كان سيقبل أي تحدي وسينجح فيه بشرط أن يقدم له صاحب العمل المساعدة المطلوبة للشباب الجادين في البحث عن العمل، آخذين في عين الاعتبار التنافسية ما بين شركات الغذاء وحجم النمو في خدمات المطاعم والترفيه في مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية ومناطق الامتياز. أما عن أنواع التحدي والصعوبات التي واجهتنا فقد كانت على نوعين: التحدي الأول؛ كان في استقطاب الشباب السعودي وإقناعهم بمقابلة الجمهور وإزالة مجموعة من الحواجز الوهمية كتحدي العمل في المكاتب الأمامية ومواجهة الجمهور، فطبيعة الوظائف لدينا مخالفة لكثير من توجهات الشباب، وقد قمنا ومن خلال المقابلات الوظيفية بتوضيح طبيعة العمل للمرشحين كما نوضح لهم فرص التطور الوظيفي والقيادي لدينا في المجموعة، حيث يبدأ المرشح بالتفكير جدياً في مستقبله الوظيفي والاستقرار، وكم هي لحظات جميلة بالنسبة لي عندما أقابل شاباً عُينَ حديثاً يلتحق بالشركة ثم بعد عامين أو ثلاث تراه شخصاً مختلفاً نضج وامتلك الخبرة وأصبح عنصراً لا يمكن الاستغناء عنه بسهولة. التحدي الثاني؛ هو عند مباشرة الشباب في العمل فأغلبهم لديه قناعات وثقافات مختلفة عن واقع العمل الفعلي وهو ما يشكل تحديا حقيقيا ونحن نقدم لهم مساعدة لصيقة بشكل يومي، ونقوم بمبدأ الرعاية للشباب السعودي حيث نأخذ بيده لمواجهة تحديات اللغة وثقافة العمل والتحديات الأخرى المتمثلة في ارتداء الزي الخاص بالعمل، وتوضيح بأن هذا مكان خدمة وشرف حيث يبدأ بتجاوز الصعوبات ولدينا برامج لكسر الحواجز الثقافية وبناء ثقافة عمل واحدة ونعمل لقاءات ترفيهية خارج المكاتب بين فترة وأخرى، حيث نخرج مع فريق العمل بالشركة سعوديين وغير سعوديين في إحدى الاستراحات لمدة يوم أو يومين أو في المناسبات العامة حيث يكون الترفيه البعيد عن العمل حيث تسود روح المحبة والتعاون وبناء العلاقات مع الآخرين والتشارك في ثقافة العمل وهذا له دور كبير جداً، وعلى سبيل المثال ففي شهر رمضان الماضي خرجنا أكثر من 500 موظف وهم؛ موظفونا في مدينة الرياض فقط حيث يمارسون اللعب والفرح حيث يصبح الناس أقرب لبعض ويمارسون جميع الألعاب، وبرامج تناسب جميع الثقافات وهذا ما يقرب الناس أقرب لبعض، ولقد قمنا بحل الكثير من عقبات اختلاف الثقافات بين الموظفين من خلال رحلات الترفيه. وعلى العموم فإننا نقوم بدور حيوي مع كل موظف جديد معنا حيث نوضح له ماهية وطبيعة العمل وما هي الأدوار المتوقعة منه والمستقبل المنظور أمامه وفرص الترقي الوظيفي والقيادي وما هي الصعوبات التي ستواجهه، بالإضافة إلى برنامج تدريبي متخصص يناسب وظيفته. *بم تنصح الأشخاص الذين يودون العمل في مجال البيع وخدمات العملاء؟ - نخبر المتقدم للعمل معنا بالسؤال التالي: «هل تحب هذا المجال وهل أنت على استعداد لاستثمار ساعات العمل المطلوبة واستخدام الدعم المقدم لك من أجل النجاح والتألق والترقي الوظيفي إلى مراتب قيادية خلال سنوات قليلة ؟» إن كنت تنوي ذلك انضم معنا إلى المستوى المبتدئ في مجال خدمات العملاء وسنقدم لك كل الرعاية اللازمة لأداء عملك والترقي الوظيفي من خلاله، ونحن نؤكد لك بأن الكثير من القياديين لدينا في الشركة وفي الشركات الأخرى بدأوا مسيرتهم المهنية من حيث بدأت وهذه هي الطريقة لتثمين خبرتك والاستفادة منها وظيفياً. *يزداد التسرب في الوظائف الأمامية وخدمات العملاء، إلى ماذا تعزونه؟ - نود أن نوضح بداية بأن التسرب في هذا النوع من الوظائف عالمي وليس حصراً على المملكة العربية السعودية ولكن أسباب الانسحاب والتسرب عموماً يرجع لعدة عوامل منها عوامل ثقافية خاصة بالمجتمع وقد تكون النظرة الخاطئة؛ أن الرواتب الإدارية أعلى وفرص الترقي أعلى بالتالي، ونحن في شركة الامار ودمينوز بيتزا قمنا بكسر مثل هذه المفاهيم بعدد من الضوابط والسياسات كان أهمها: - اختيار الأشخاص المناسبين للعمل. - التدريب المتناسب مع طبيعة العمل. - إعداد خطة واضحة للتدرج الوظيفي وفرص الترقي إدارياً. - تأهيل الوظيفة لتصبح جاذبة للموظف السعودي مثل المكافآت الشهرية أو الدورية على مستوى البيع والإنتاجية وخدمات العملاء المميزة والتي تكون محفزة للموظف السعودي للنجاح في الوظيفة والاستمرار في العمل. - المتابعة المستمرة لضمان نجاح الموظف وإزالة أي عوائق قد تعترض طريق عمله أو استمراره. ونحن عموماً نحاول دائماً المحافظة على استثماراتنا البشرية التي نؤهلها لسوق العمل ولا نقبل استقالة أي موظف قبل الحديث معه وبحث أسباب الرغبة في الاستقالة والانسحاب من العمل وقد تراجع الكثيرون بعد تفهم مشاكلهم وحلها بما لا يتعارض مع سياسة الشركة، كما نفذنا بنجاح برنامج دعم وتأهيل الموظفين المتضمن ساعات عمل مرنة وجزئية تسمح لهم بالعمل وذلك من دون التأثير على العمل، وقد ساعد هذا البرنامج في توفير فرص عمل أفضل لمن لديه ظروف خاصة كالدراسة وغيرها. * كيف ترون التعاون مع وزارة العمل وصندوق تنمية الموارد البشرية؟ - لدينا تعاون استراتيجي مستمر مع وزارة العمل وصندوق تنمية الموارد البشرية ونتواصل معهم بشكل مباشر ونتفاعل مع أي برامج يتم طرحها بما يحقق نجاح التوطين ونحن نفخر بأن ذلك يصب في مصلحة الوطن والمواطن. * هل للمرأة تواجد في الشركة؟ - للمرأة دور هام وحيوي في الشركة ولدينا فريق عمل نسائي احترافي يقوم باستقبال وتنفيذ طلبات العملاء من مركز الاتصال الموحد. * هل عانيتم من صعوبة إيجاد الكفاءات الوطنية المتطلبة لأعمالكم في السوق السعودية؟ - نحن نعي تماماً بأن على صاحب العمل مسؤولية كبيرة في استقطاب الكوادر وهناك طبعاً صعوبات كثيرة لإيجاد الأشخاص ذوي الكفاءة المطلوبة والتي تتلاءم مع متطلبات شركات الغذاء والترفيه لكننا في الامار اعتمدنا على مجموعة من السياسات والإجراءات التي أثمرت بشكل جيد، ومنها: تنظيم وتهيئة بيئة العمل الداخلية - تنظيم اللوائح الداخلية. - فرص وظيفية واضحة. - الرواتب والميزات والحوافز وغيرها. وهذا الترابط والتكامل المنطقي مفقود في كثير من الشركات والمؤسسات ويحدث صعوبة في استقطاب الكفاءات، الشباب السعودي أصبح لديه ثقافة عالية الكثير لا يبحث عن الدخل فقط بل يبحث عن فرص الترقي والمستقبل، لديه استعداد أن يبدأ بسيطاً في وظيفة بسيطة لكن عينه على المستقبل، إذا أحس بعدم استشراف للمستقبل يبدأ بالتردد ويبدأ بالتفكير بالتغيير، نحن في الامار نركز على بناء بيئة عمل وثقافة داخلية والتركيز على التنظيم، ونحن نعي تماماً بأن لنا دوراً في تعزيز ثقافة المنظمة لأننا نعلم بأن الشاب السعودي يواجه أحيانا صعوبة في الاندماج في بيئة متعددة الثقافات سواء كانت اللغة أو طريقة التعامل ونحن بدورنا نقوم بتسهيل عملية الاندماج في بيئة عمل متعددة الثقافات. * كيف تستقطبون الموظفين للعمل معكم ؟ - نحن نشارك في ملتقيات يوم المهنة وبرنامج لقاءات في الغرف التجارية والجامعات كما ان لدينا بريدا إلكترونيا يتقدم من خلاله الراغب بالعمل معنا، ونحن نستقبل طلبات كثيرة على مدار العام ومن الجنسين، إضافة لذلك لدينا تعاون استراتيجي مستمر مع وزارة العمل وصندوق تنمية الموارد البشرية لتأمين ودعم ما نحتاجه من موارد بشرية سعودية ومن خلال شركات التوظيف أحياناً. * يشتكي بعض رجال الأعمال من عدم جدية الشباب السعودي في العمل، ما رأيكم؟ - الموارد البشرية السعودية منجم كبير بكل معنى الكلمة ويجب علينا أن نستكشف ونبحث عن الجدارات والكفاءات المناسبة لغرض العمل كل في مجاله، ولقد استثمرت الدولة في الموارد البشرية السعودية استثماراً متميزاً وأصبح لدينا كفاءات سعودية مؤهلة تأهيلاً عالياً ويجب علينا إعطاؤهم الفرصة لإثبات نجاحهم. *مع كل ما يقال عن تسرب الشباب السعودي من أعمال الضيافة وخدمة العملاء، إلا إننا نلاحظ استمرار وديمومة للموظفين للعمل معكم، ما سر تميزكم؟ - تجربة التوطين لدينا ناجحة وممتعة وهي خيارنا الرئيسي وأحد أسباب النجاح لدينا في المجموعة هي القناعة من قيادة المجموعة بأهمية التوطين وأهمية الدعم وتفهم التحديات الموجودة ونحن نسعد بإنجازاتنا خصوصاً في برنامج رعاية الموظفين السعوديين، ونتعلم من أخطائنا كما نحاول دائماً الاتصال بالشركات المتميزة في مجال التوطين ونتبادل الخبرات معهم ونقوم بعقد اجتماعات لمديري الموارد البشرية في الشركات لنتبادل الخبرات ونتحدث عن التحديات التي تواجه كل شركة وسبل تعزيز الممارسات الايجابية في التطوير المستمر لبيئة العمل وبقاء الموظف السعودي ونؤكد دائماً على المديرين بلطافة واحترافية التعامل مع الموظفين خصوصاً المعينين حديثاً، وكما نحرص على تطوير العمل والخطط الإستراتيجية إلا إننا حريصون على أن تنعكس على الموظفين بشكل ايجابي ولدينا من الخطط التطويرية ما يفوق أضعاف الحالي، والواقع الموجود والمبادرات الحكومية من وزراة العمل تدعم هذه التوجهات. أثبتت برامج رعاية السعوديين في شركة الامار نجاحاً كبيراً ابتسامة الفرح والإنجاز، شكراً دمينوز بيتزا تقولها طالبات في زيارة لأحد الفروع