بعد ثماني سنوات قضاها رئيساً لنادي الشباب أعلن خالد البلطان تقديم استقالته مخلفا وراءه منجزات عدة على صعيد البطولات والحضور المختلف محليا وعربيا وقاريا، أتذكر أول مؤتمر صحفي عقده البلطان بعد تعيينه رئيسا العام 2005 في مقر النادي كان الحضور ضعيفا جدا من أعضاء الشرف وحتى من مراسلي الصحف السعودية والجماهير، لدرجة وجدت نفسي مدعوا لترك مقاعد الإعلاميين الخلفية، والجلوس في المقعد الرئيسي المواجه لمنصة المؤتمر، وكان الوضع مخيبا للرجل الذي قبل مهمة في غاية الصعوبة، وكان قبلها عضوا شرفيا نصراويا يحظى بشعبية بين النصراويين رغم قلة الدعم الذي كان يقدمه على شكل مكافآت للاعبين عند الفوز، ولم يكن الرئيس الشبابي الجديد ليقبل باستمرار قلة من يناصره من المشجعين، وتهميش ناديه إعلاميا حتى حين كان يحقق البطولات؛ فعمل على استقطاب أبرز المدربين والمنافسة للفوز بأهم اللاعبين المحليين، ودعم الصفوف بالأجانب المؤثرين ليقود فريقه طوال فترة تواجده بكفاءة عالية فظل منافسا على معظم البطولات المحلية، ولا يكاد يخرج من موسم دون أن يكون الشباب ضمن سجل الشرف، تصريحاته بعد كل انتصار تضمنت دعوة الصغار لتشجيع الشباب، ولم تخل من إثارة حين وضع فريقه ضمن الأربعة الكبار، وهو التصريح الذي جعل منه شبابيا خالصا، وأرضى غرور منافسين بمحاولة وضع فريقه مكان النصر الذي كان أحد أعضاء شرفه مستغلا غيابه عن المشهد فنيا. وفي حين دخل في صراعات لم تدم طويلا مع الهلاليين ساهمت التحديات والخلافات والتصريحات المثيرة المتبادلة مع الأهلاويين التي كسبها غير مرة وآخرها نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين في الأول من مايو في تثبيت الشباب أقدامه ضمن الأندية الحاضرة على صعيدي البطولات والتواجد الإعلامي، فبات الرئيس والمدرب واللاعبون مطلبا لوسائل الإعلام، كما زاد أعداد محبيه بصورة جيدة، وإن كانت منافسة النصر والهلال جماهيريا تبدو مستحيلة. في زمن الاعتماد على الداعمين وعدم وضوح الرؤية حول خصخصة الأندية وابتعاد الشركات عن الاستثمار في الرياضة يبدو مستقبل الشباب مظلما، البلطان قدم دعما ماليا كبيرا على مدى ثماني سنوات، وجاء اليوم الذي أعلن فيه الرحيل، وهو أمر تعرض له الاتحاد وكانت نتائجه وخيمة، ونأمل أن لا يسير عليه الأهلي بعد رحيل رئيس أعضاء الشرف وداعمه الوحيد الأمير خالد بن عبدالله. استقالة الرئيس الشبابي كانت بمثابة الصدمة على محبي النادي، ومفاجئة للآخرين، الوسط الرياضي فقد شخصية مثيرة من الصعب تعويضها، أعضاء شرف الشباب لم يكونوا بحاجة لدعوات الدعم في وجود الرئيس المستقيل، لكن الوضع اليوم سيكون مختلفا؛ وعليهم إن أرادوا بقاء فريقهم ضمن المنافسين على البطولات الالتفاف سريعا حول ناديهم، والمبادرة لاختيار وإقناع شخصية ذات مواصفات مناسبة للمرحلة، ودعمه ماديا ومعنويا؛ ليعمل أولا على استقرار الفريق بالحفاظ على نجومه؛ قبل دعم الصفوف باللاعبين المحليين والأجانب.