تميز اليوم الثاني لمهرجان "كان" السينمائي بزخم كبير حيث عرض في نفس اليوم ثلاثة أفلام للمسابقة الرسمية وهي فيلم "الأسرى-The Captive" للكندي أتوم إيجويان والفيلم التركي "بيات شتوي-Winter Sleep" للمخرج التركي نوري بيلج جيلان و"حكايات جامحة-Wild Tales" للأرجنتيني داميان سزيفرون، عدا عن عروض أفلام الأقسام الأخرى الكثيرة. وقد تنوعت الأجناس السينمائية التي تنتمي إليها الأفلام الثلاثة، فالفيلم الأرجنتيني ينتمي إلى التشويق والكوميديا في حين ان الفيلم الكندي كان من أفلام التشويق والإثارة النفسية ويتحدث عن الطفلة كاسندرا التي يفقدها أهلها وعمرها 8 سنوات، ونراها فيما بعد ترقبهم من بعيد بشكل غامض يتكشف شيئاً فشيئاً. وهو فيلم يذكر كثيراً بفيلم "سجناء" للمخرج الكندي أيضاً دينيس فيلينوف. فهو يتناول مفهوم الأسرة بأشكال متعددة، ولكن أيجويان كان يتلاعب بالزمن بشكل تسبب في تشويش المشاهد في بعض الأحيان وغلب على الفيلم أحياناً الافتعال في تعقيد وتداخل الأحداث مما أثر على مستوى الفيلم الذي أدى فيه الممثلون بشكل عام أدوارهم ببراعة. أما الفيلم التركي "بيات شتوي"، والذي يعتبر الأطول زمناً حيث يستغرق ثلاث ساعات ونصف فينتمي إلى الأفلام الدرامية. ويروي قصة كاتب في الستينات من عمره يملك فندقاً في منطقة جبلية ومتزوج من شابة تعمل في مؤسسة خيرية. وقد بدا أثر السينما الروسية واضحاً على جيلان في هذا الفيلم الذي استخدم فيه للمرة الأولى موسيقى تصويرية كما أن الصورة كانت غاية في الجمال، وبدلاً من الأحداث الكبيرة والإيقاع السريع، أخذ المخرج خطاً آخر باعتماده على حوارات فلسفية عميقة تتناول تناقضات البشر ومدى واقعية التفكير المثالي وجعل جماليات الصورة تعوض عن بطء الإيقاع لتأخذ مدى تأمليا يتماشي مع ما يطرحه الفيلم. وكان المخرج قد حضر العرض الوحيد للفيلم في المهرجان وقد حفلت القاعة بالتصفيق لفترة طويلة وكانت زوجة المخرج وشريكته في كتابة السيناريو الممثلة ابيرو جيلان حاضرة معه ومع طاقم التمثيل. ويعتبر الفيلم هو الأعلى فنياً حتى الآن من أفلام المسابقة وجيلان من المخرجين الذين أثبتوا أسلوباً خاصاً في الإخراج والسرد جعله أحد أهم أسماء المخرجين الأتراك واسماً لامعاً في سماء مهرجان كان تحديداً. أما في قسم "نظرة ما" فقد كان الفيلم الأهم لليوم الثاني هو فيلم المخرج والممثل الفرنسي ماثيو أمالريك، "الغرفة الزرقاء-The Blue Room". وقد قام ببطولته أمالريك إلى جانب الممثلة ستيفاني كليو وليا دراكر. وهو فيلم جريمة يمتزج فيه الشعري بالنفسي ليشكل حالة خاصة في أفلام الجريمة تأخذ منحى فلسفيا وتطرح تساؤلات حول القدر ومدى إحساس الإنسان بتصرفاته في لحظات معينة وكيف يستطيع أن يستعيد ذاكرته ومشاعره. والفيلم يترك المشاهد بتساؤلات دون الإجابة عليها ليتركها معلقة تبقى في الذهن طويلا بعد الانتهاء منها. أما خارج المسابقة فقد عرض الفيلم الروسي "الجيش الأحمر" وهو فيلم وثائقي يتحدث عن أهم أمبراطورية حققها الاتحاد السوفيتي في تاريخ الرياضة وهي فريق رياضة الهوكي. وعرض أيضاً خارج المسابقة الجزء الثاني من فيلم التحريك "How To Train your Dragon" وقد حضرت الممثلة كيت بلانشيت ودجيمون هاونسو عرض الفيلم الأول في مسرح اللوميير. وعرض أيضاً خارج المسابقة فيلم "الخلاص" للمخرج الدنماركي كريستيان ليفرينج. نوري جيلان كيت بلانشيت تمشي على سجادة كان الحمراء