جلسة رابعة في المجلس النيابي اللبناني بلا نصاب ولا رئيس جديدا للجمهورية إثر مقاطعة قوى 8 آذار (باستثناء كتلة الرئيس نبيه بري النيابية) لجلسات الانتخاب. لا يزال رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع هو المرشح الوحيد المعلن، أما بقية الأسماء وفي مقدمتها رئيس تكتّل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون فلا تزال قيد التفاوض السياسي الداخلي والإقليمي. بعد فشل النواب اللبنانيين في انتخاب رئيس للمرة الرابعة على التوالي تداهم نهاية المهلة الدستورية في 25 مايو الحالي الإستحقاق الرئاسي وبعدها سيقع لبنان في فراغ دستوري ويتحول المجلس النيابي تلقائيا الى هيئة ناخبة. في هذا الإطار قالت أوساط سياسيّة مقربة من رئيس الحكومة تمّام سلام ل"الرياض": "ليس متوقعا أن يتمّ انتخاب رئيس للجمهورية قبل 25 أيار (مايو) الحالي إلا إذا حصلت معجزة محلية وإقليمية غير متوقعة". ولفتت الأوساط الى أن "الكلام عن فراغ دستوري بعد 25 أيار (مايو) ليس دقيقا، لأن ما سيحصل هو شغور في موقع الرئاسة الأولى، وبالتالي لا يوجد فراغ لأن المؤسسات الدستورية ستبقى عاملة كما هي العادة، وستستمرّ في رعاية شؤون المواطنين حتى لو لم يكن يوجد رئيس للجمهورية" لافتة الى أن "الدستور اللبناني ينصّ على حالة من هذا النوع في حال لم يتم انتخاب رئيس بمعنى أن السلطة تناط بمجلس الوزراء مجتمعا". في هذا الإطار، يمكن تسجيل أن المجلس النيابي سيدخل اعتبارا من 25 أيار (مايو) الحالي في "ضمور تشريعي" إذ لا يحق له البتّة التشريع لأنه يتحوّل الى هيئة ناخبة. وتعليقا على تعطيل جلسة المجلس النيابي أمس قدّم رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع اقتراحا بإجراء تعديل دستوري يلجم التعطيل ويوفّر انتخاب رئيس للجمهورية وقال جعجع: "هذا التعديل يجب ان يكون على النحو الآتي: "تحتاج الجلسة الأولى الى ثلثي أصوات النواب، أما الجلسة الثانية فتتطلب النصف زائداً واحداً، وتكون الجلسة الثالثة بمن حضر من النواب". أضاف:" اذا لن تُعتمد هذه الطريقة سيستمر التعطيل الى ما لا نهاية وهذا ما لا تُحمد عقباه ويشكّل خطراً على البلاد". من جهته قال عضو "كتلة المستقبل" النائب محمد الحجار تعليقا على تعطيل الجلسة النيابية أمس: "الفريق الآخر يقول إنه لا يريد جعجع فلم لا يقدم مرشحا آخر ويعرض مشروعه ويذهب فريق 8 آذار للجلسات لانتخابه؟". أضاف حجار في إشارة الى فريق 8 آذار: "إن قيام الدولة لا يتناسب مع قناعاتهم لذلك يبحثون دائما عن تسويات لعرقلة مسار الدولة وتأخير مشروعنا، وبالرغم من ذلك سينفذ هذا المشروع لانه مشروع خلاص البلد". وفي حديثه عن الموقف السعودي قال الحجار إن "السعودية لا تريد التدخل في الشأن الرئاسي وهو موقف فوق الطاولة وتحتها وهذا موقف يتلاقى مع مواقف دول مؤثرة" معربا عن خشيته من "ارتفاع منسوب التدخل الخارجي اذا لم يتم التوصل الى رئيس وأن نعود الى حقبات ماضية". أما بخصوص التدخل الايراني، فذكر الحجار بأن "تدخل إيران واضح في الكثير من البلدان العربية، ومنها لبنان وهي تحاول فرض اعتراف بنفوذها"، معتبرا أن "مرشح ايران هو الذي يؤيد حزب الله والمشروع الايراني بعدم وجود الدولة".