هي عادة سنوية، يقيمها أهالي البكيرية لأبنائهم، ممن لهم إسهامات جليلة في مختلف مجالات الحياة، ولم يألوا جهدا في سبيل خدمة هذه المحافظة؛ حتى أصبحت مثالا يحتذى بها في الازدهار، والتطور؛ ولتكون تلك المبادرة الكريمة كل عام؛ من أجل الوقوف على ما قدمه هؤلاء الأعلام لمدينتهم، والوقوف على سيرهم الذاتية، ومسيرة حياتهم العصامية، ومن ثم القيام بواجب تكريمهم بما يليق من حفاوة، ومكانة. الوفاء، هو عنوان محافظة البكيرية. ولأن الوفاء خلق جبلت عليه الصفات البشرية، وفطرة نشأت عليها الحياة الإنسانية، فإن تكريم هؤلاء الأفاضل، إنما يأتي اعترافاً بجميلهم، وتخليدا لأعمالهم، فاستحقوا هذا التكريم في بادرة نبيلة من أهالي البكيرية، بعد أن بذلوا أموالهم، وجهدهم في خدمة وطنهم، ومجتمعهم، فقوبل العطاء بالوفاء، والبذل بالشكر، والامتنان. ولأن الوفاء خلق كبير، وصفة عظيمة، لا تأتي إلا من قلوب طاهرة، ولا يحملها إلا الرجال الأوفياء، ولا يلتزم بها إلا أهل الحق، وتدفعها النية الخالصة؛ ليقابلها التكريم - في الاتجاه الآخر- بثقافته المتميزة، ومظهره الحضاري؛ وحتى يستمر العطاء المتواصل لخير المجتمعات، والأجيال اللاحقة. من الناحية التاريخية، فإن للبكيرية، وعلماؤها الأجلاء، ومآثر رجالاتها، قصة رائعة ترويها كتب التاريخ. ففي كتاب " تذكرة أولي النهي والعرفان بأيام الله الواحد الديان وذكر حوادث الزمان "، - لفضيلة الشيخ - إبراهيم بن عبيد آل عبدالمحسن، وهو أحد علماء أهل القصيم - المتوفى في عام 1425ه -، والذي صدر حديثاً بثمانية أجزاء، وأورد صفحات متعددة عن البكيرية - تاريخاً ورجالاً في الماضي والحاضر-، ووصفها بأنها: " قلب القصيم، ومسرح مهم، وخالد في أحداث القصيم التاريخية، التي كان بطلها - المؤسس الملك - عبدالعزيز - طيب الله ثراه - ". كما أنه - أي المؤلف - شدد على عصامية، وقوة بأس أبناء البكيرية في مختلف شؤون الحياة، وعزمهم الشديد. كما أشار إشارات متعددة لعلمائها الأجلاء في الفقه، والشريعة، والأصول، وقال: "إنها احتوت علماء لهم باع طويل في العلم الشرعي، وضمت أسماء لامعة في العسكرية، والأدب، والثقافة، والاقتصاد". حسبي في هذا المقام، أن أنوه بتشريف صاحب السمو الملكي - الأمير - فيصل بن بندر بن عبدالعزيز - أمير منطقة القصيم -، وصاحب السمو الملكي - الأمير الدكتور- فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز- نائب أمير منطقة القصيم- حفل الوفاء الخامس؛ لتكريم المتميزين من أبناء محافظة البكيرية، حيث تعودنا جميعاً من سموهما -حفظهما الله- تشجيع أبنائها، والوقوف معهم في جميع مناسباتهم. ثم وقفة شكر، وتقدير لما بذله رئيس لجنة أهالي البكيرية - الشيخ - عبدالرحمن بن إبراهيم الحديثي وصحبه الكرام من أجل خدمة المحافظة، وأهلها.