قالت إيرنا تساريوك المسؤولة من الصليب الأحمر في كييف إن نشطاء متمردين في مدينة دونيتسك بشرق أوكرانيا أفرجوا في وقت مبكر من صباح السبت عن عدد من العاملين بالصليب الأحمر بعد أن احتجزوهم لسبع ساعات مضيفة أن أحدهم تعرض للضرب. وقال متحدث باسم "جمهورية شعب دونيتسك" الموالية لروسيا أمس إن نشطاء متمردين خطفوهم مساء الجمعة للاشتباه في أنهم جواسيس. ومن المقرر أن تجري دونيتسك استفتاء على الاستقلال عن كييف اليوم الأحد. ولم يحدد المتحدث طبيعة الاتهامات التي وجهت للمحتجزين أو أين تم احتجازهم. ولم تذكر إيرنا المسؤولة بالصليب الأحمر المزيد من التفاصيل غير أن صحيفة نوفوستي دونباسا على الانترنت قالت إن فرنسيا كان بين السبعة الذين خطفهم نشطاء اقتحموا مبنى الصليب الأحمر في دونيتسك. ولم يرد تأكيد لذلك. وقالت إيرنا لرويترز "أطلق سراحهم الساعة الثانية. أحدهم تعرض لضرب مبرح" مشيرة إلى أنه نقل إلى مستشفى. واكتفى الصليب الأحمر في جنيف بالقول إنه "وقع حادث ما مساء أمس." وذكرت صحيفة نوفوستي دونباسا أن الخاطفين استولوا أيضا على مخزونات كبيرة من الأدوية من مكتب دونيتسك. وذكر موقع الصليب الأحمر على الانترنت أن الأدوية وصلت مكتب دونتيسك في السابع من مايو الجاري لتوزيعها في المنطقة التي تشهد معارك ضارية في الأيام الأخيرة بين الانفصاليين المؤيديين لروسيا وقوات الأمن الأوكرانية. من ناحية اخرى مارست المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ضغوطا على كييف وموسكو لتنظيم الاقتراع الرئاسي في اوكرانيا في 25 مايو وذلك في اعلان مشترك. واكد المسؤولان في البيان الذي نشر في سترالساند في ختام لقاء غير رسمي بينهما في شمال المانيا ان "لتنظيم انتخابات رئاسية حرة ومنصفة في اوكرانيا في 25 مايو اهمية كبرى". وتحدثا بالتفصيل عن اجراءات لخفض حدة التوتر في اوكرانيا عشية الاستفتاء الذي سيفضي الى اعلان الاستقلال في شرق البلاد حيث تتكثف اعمال العنف. ويعتبران ان "الاستفتاء الذي سينظم في عدة مدن شرق اوكرانيا غير شرعي". ولوح المسؤولان مجددا بفرض عقوبات على موسكو. وقالا ان "عدم تنظيم الانتخابات الرئاسية المعترف بها دوليا سيزيد من انعدام استقرار البلاد. وتعتبر فرنساوالمانيا ان عواقب ستترتب على ذلك كما اعلنها مجلس اوروبا في السادس من اذار/مارس" دون كشف حجم العقوبات. كما دعوا موسكو الى خفض تهديد القوات الروسية على الحدود الاوكرانية. وذكرا ان "القوات الروسية المنتشرة قرب الحدود الاوكرانية يجب ان تخفض". لكن دعوتهما موجهة ايضا الى حكومة كييف وطلبا من "كافة الاطراف الامتناع عن القيام باعمال عنف او ترهيب او استفزاز. ويجب منع حيازة اسلحة بصورة غير مشروعة". واكدا ان "قوات الامن الاوكرانية يجب ان تمتنع عن شن عمليات هجومية قبل الانتخابات. والاستخدام المشروع للقوة لحماية الافراد والبنى التحتية يجب ان يكون متناسبا". وطلبا من كييف "الامتناع عن الاعمال الهجومية قبل الانتخابات". ودعا هولاند وميركل الى "حوار وطني بين ممثلي الحكومة الاوكرانية وكافة المناطق في اوكرانيا". واوضحا ان الحوار يجب "ان يطلق في اسرع وقت وقبل 25 من الجاري لمعالجة كافة المسائل العالقة". وشددا على اهمية دور منظمة الامن والتعاون في اوروبا لمراقبة الاقتراع الرئاسي والاشراف على جمع الاسلحة غير المشروعة. وخلصا الى انه "على كافة الاطراف الامتناع عن اي عمل قد يمس باقتصاد اوكرانيا خصوصا في مجال الامداد بالغاز" وطلبا من الاطراف "تقديم مساعدة اقتصادية ومالية لاوكرانيا" بالتنسيق الوثيق مع المؤسسات المالية الدولية. الى ذلك ذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أن وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري واصلا في اتصال هاتفي ليلة الجمعة مناقشة الجهود المشتركة التي يمكن أن يبذلها الطرفان مع الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، من أجل حل الأزمة في أوكرانيا. وقال البيان إن لافروف شدد على ضرورة إطلاق حوار وطني شامل بين السلطات الحالية في كييف وممثلين عن مناطق جنوب شرق أوكرانيا بوساطة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وخصوصا حول إجراء الإصلاح الدستوري وفق المقترحات التي طرحت في لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره السويسري، الرئيس الحالي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ديديه بوركهالتر في السابع من الشهر الجاري في موسكو، حسبما ذكرت وكالة أنباء موسكو امس السبت.