أثار فلاديمير بوتين غضب حكومة كييف وحلفائها بتوجهه الى القرم أمس الجمعة في استعراض جديد للقوة بينما تغرق اوكرانيا في العنف مع سقوط اكثر من عشرين قتيلا في صدامات في ماريوبول جنوب شرق البلاد. واعلن وزير الداخلية الاوكراني ارسين افاكوفان حوالى ستين متمردا مزودين باسلحة رشاشة هاجموا مقر الشرطة، واضاف ان عشرين متمردا وشرطيا واحدا قتلوا وخمسة شرطيين جرحوا واسر اربعة متمردين. واوضح ان "قسما من المهاجمين اختبأوا في المدينة تاركين وراءهم اسلحتهم بينما مبنى الشرطة المحلية يحترق". وقال صحافي من وكالة الأنباء الفرنسية في المكان ان مبنى الشرطة اصيب باضرار جسيمة وما زالت اجزاء منه تحترق. وفي الوقت نفسه، كان الرئيس الروسي في سيباستوبول، المرفأ التاريخي للاسطول الروسي في البحر الاسود، يحتفل بذكرى الانتصار على المانيا النازية في 1945. واستعرض الرئيس الروسي على متن زورق سفن الاسطول الروسي في البحر الاسود في ميناء سيباستوبول، وقد وقف مرتديا سترة سوداء الى جانب وزير الدفاع سيرغي شويغو على متن زورق ابيض مر امام عشرات السفن العسكرية الروسية. وامام آلاف من سكان سيباستوبول في شبه الجزيرة الاوكرانية التي الحقت بروسيا في قبل شهرين، رأى بوتين ان عودة القرم الى روسيا مطابق "للحقيقة التاريخية". وقال ان "العام 2014 سيبقى السنة التي شهدت قرار الشعوب التي تعيش هنا البقاء مع روسيا مؤكدة بذلك وفاءها للحقيقة التاريخية ولذكرى اجدادنا". وعبرت الحكومة الاوكرانية عن "الاحتجاج الحازم" على زيارة بوتين الى شبه جزيرة القرم، بحسب بيان لوزارة الخارجية قال ان هذه الزيارة الى اراض "محتلة بشكل مؤقت" تشكل "انتهاكا فاضحا للسيادة الاوكرانية". واشار الى ان "هذا الاستفزاز يؤكد مجددا عدم سعي روسيا الى حلول دبلوماسية" للتوتر بين البلدين. كما انتقد البيت الابيض زيارة بوتين، وصرحت لورا لوكاس ماغنسن المتحدثة باسم مجلس الامن القومي المعني بالسياسة الخارجية للرئيس باراك اوباما "لا نقبل بضم روسيا غير الشرعي للقرم، وهذه الزيارة لن تؤدي الا الى تصعيد التوتر". من جهته ذكر الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن بان الحلف لا يعترف "بضم القرم من قبل روسيا". وكان الرئيس الروسي القى بعد ظهر الجمعة خطابا في الساحة الحمراء امام الجنود والمقاتلين القدامى خلال الحرب العالمية الثانية. وقال ان التاسع من مايو "هو عيد انتصار القوة العظمى للوطنية، حيث نشعر بطريقة خاصة بما يعني ان نكون اوفياء للوطن، وباهمية ان ندافع عن مصالحنا". واضاف ان "الارادة الصلبة للشعب السوفياتي وشجاعته وصرامته انقذت اوروبا من العبودية"، مضيفا ان "بلادنا هي التي لاحقت الفاشيين في وكرهم، واوصلت الى خسارتهم الكاملة والمؤكدة". وتحتفل روسيا كل عام بانتصار الحلفاء على المانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. لكن للاحتفالات العام الحالي طعما آخر لتزامنها مع التوتر بين روسيا والغرب على خلفية الازمة الاوكرانية. واعرب رئيس الحكومة الاوكراني ارسيني ياتسينيوك عن تخوفه من ان تكون دعوة بوتين للانفصاليين في شرق اوكرانيا لتأجيل اجراء الاستفتاء حول الاستقلال مجرد مقدمة "لاستفزازات". وفي دونيتسك، واجهت وحدة من مئة رجل من الحرس الوطني الاوكراني وصلت كتعزيزات، الجمعة متظاهرين وناشطين مسلحين موالين لروسيا. وجرى تبادل اطلاق نار لفترة وجيزة ما اسفر عن جريحين ثم عاد العسكريون ادراجهم، بحسب ناشطين موالين لروسيا رفضوا الكشف عن هوياتهم. من جهة اخرى اعلنت النيابة الاوكرانية انها فتحت تحقيقا حول مقتل كاهن ارثوذكسي بثماني رصاصات عند نقطة تفتيش للانفصاليين في المنطقة. وفي اتصال هاتفي، طلب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من نظيره الاميركي جون كيري ممارسة الضغط على السلطات الاوكرانية لكي توقف "عمليتها العسكرية" في جنوب شرق البلاد، بحسب بيان للوزارة الروسية.