قال دبلوماسيون إن أعضاء مجلس الأمن الغربيين عبروا الخميس عن مخاوفهم من الغموض والتناقض في الإعلان الأصلي الذي قدمته دمشق العام الماضي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية العام الماضي عن ترسانتها من الغازات السامة. وظهرت هذه المخاوف خلال اجتماع مغلق لمجلس الأمن الذي يضم 15 دولة عضو وبين سيجريد كاج رئيسة البعثة المشتركة بين الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تشرف على تدمير مخزون سورية من الأسلحة السامة. وقال دبلوماسي في مجلس الأمن "بعض أعضاء المجلس أبدوا قلقا من الأسئلة التي لم يرد عليها في الإعلان (عن الأسلحة الكيميائية) وأكدوا الحاجة إلى الوصول إلى جذر التناقضات." وقال دبلوماسيون إن من بين السفراء الذين أثاروا تلك الشكوك أثناء الاجتماع سفراء بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة التي تعتقد أن الرئيس السوري بشار الأسد لم يقل الحقيقة قط بشأن الحجم الكامل لترسانته الكيميائية بالرغم من وعوده بتدمير البرنامج كله. وأضاف الدبلوماسيون أن المبعوثين عبروا أيضا عن عدم ارتياحهم لأن سورية لم تدمر إلى الآن 12 منشأة كانت تستخدم في السابق لإنتاج أسلحة كيميائية. وقال دبلوماسيون إن السفير الروسي فيتالي تشوركين أشاد أثناء الاجتماع بتعاون حكومة الأسد مع البعثة التي ترأسها كاج بينما ندد السفير الفرنسي جيرار آرو والبريطاني بيتر ويلسون والأمريكية سامانثا باور بهجمات وقعت في الآونة الأخيرة واستخدم فيها غاز الكلور، ويحمل الغرب مسؤولية الهجوم على القوات الحكومية السورية. وأعلن السفراء الغربيون الثلاثة تأييدهم للتحقيق الذي تجريه منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في الهجمات بغاز الكلور. بينما قال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير للصحفيين في القدسالمحتلة الخميس إن إسرائيل تتفق مع تقييم أجهزة مخابرات غربية بأن سورية تحتفظ بكميات صغيرة من الأسلحة الكيميائية لم تصرح بها للمنظمة المعنية بمراقبة الأسلحة الكيميائية. وقال "لا أريد أن اتحدث عن نسب مئوية ولكن.. تقييمنا هو أن السوريين سيحتفظون بقدر ضئيل. تقديري أن هذا يتركز في مجال واحد هو غاز الأعصاب". وفيما يتعلق بالتناقضات التي يشتبه في وجودها في الإعلان السوري قالت كاج للصحفيين إن عددا من أعضاء المجلس أوضحوا أنهم سيطلبون من بعثة الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية الاستمرار في العمل حتى بعد أن تنقل حكومة الأسد كل الأسلحة والمواد الكيميائية التي أعلنت وجودها إلى خارج البلاد. وقالت كاج عند سؤالها عما إذا كانت تريد أن تواصل البعثة عملها "ذلك سؤال يجيب عليه مجلس الأمن." ومضت تقول "أوضح عدد من الدول الأعضاء في المجلس أنهم يرون أن التخلص الكامل من البرنامج كله (ضروري).. حتى ينتهي عمل اللجنة." من جانبها ذكرت المنسقة الخاصة لبعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأممالمتحدة المشتركة، سيخريد كاخ، ان المعارضة المسلحة السورية استولت على موقعين للمواد الكيميائية في سورية، معبرة عن القلق من عدم التمكن من إزالة ما تبقى من الأسلحة الكيميائية في البلاد. وأعربت كاخ، وفي مؤتمر صحفي عقدته عقب جلسة مشاورات في مجلس الأمن حول برنامج الأسلحة الكيميائية في سورية، عن قلق الأممالمتحدة حيال عدم القدرة على إزالة ما تبقى من هذه الأسلحة، والتي تقدر ب8% من مخزون الدولة السورية. وأوضحت ان البعثة لم تتمكن من إزالة الكمية المتبقية بسبب الظروف الأمنية الخطرة. وقالت كاخ "نحتاج إلى الوصول إلى المواقع، والسلطة السورية في الواقع تحتاج الوصول غير المقيد إلى ذلك، هناك موقعان غير بعيدان من دمشق قد استولت عليهما جماعات المعارضة المسلحة، ولا يمكن الوصول إلى الطرق المؤدية إليهما، الأمر الذي أسفر عن تداعيات خطيرة على الوصول الآمن لموظفي البعثة المشتركة والسلطات السورية، وعلى إزالة المواد بطريقة آمنة، وعلى مغادرة القوافل بسلامة وأمان". وأشارت إلى أن البعثة تنظر في طرق أخرى للوصول إلى المواقع بالرغم من الظروف المحيطة بها، قائلة إن ما تبقى من مواد لا يستلزم أكثر من أسبوع عمل واحد. ورداً على سؤال حول صحة التقارير التي تفيد بنقل المواد الكيميائية إلى لبنان، أوضحت المنسقة الخاصة أنها لا تملك معلومات حول هذا الموضوع.