عاد نظام بشار الأسد أمس لتكرار ممارساته المتعارف عليها في الإخلال بالمواثيق والمعاهدات، وذلك بنقض اتفاق الهدنة وإخراج مقاتلي المعارضة السورية من مدينة حمص إلى مناطق آمنة بإشراف الأممالمتحدة، إذ احتجزت قوات النظام أمس 270 من مقاتلي المعارضة السورية في حمص، تحت دعاوى تشير إلى منع جماعات مسلحة لوصول إمدادات غذائية إلى بلدتي نبل والزهراء في حلب، كما واصلت قوات النظام قصفها لمناطق مختلفة من البلاد بالبراميل المتفجرة وسط اشتباكات مع كتائب المعارضة. وقال مسؤولون بالنظام إن مقاتلي المعارضة الباقين سيسمح لهم بمغادرة حمص عندما تصل المساعدات إلى البلدتين، من دون أن يحددوا أي الجماعات هي التي منعت دخول إمدادات الإغاثة، فيما أشار ناشطون إلى أن جبهة النصرة المنبثقة عن القاعدة في سورية منعت قوافل المساعدات من دخول البلدتين الأربعاء الماضي. وتوقعت تقارير أن يخرج المقاتلون المحاصرون من حمص في الساعات المقبلة، حيث تعهدت كتائب من المعارضة بضمان دخول المساعدات الإنسانية لبلدتي نبل والزهراء. من ناحية ثانية، دانت الحكومة البريطانية سياسة التجويع والحصار التي يمارسها النظام السوري بشكل منهجي ضد أهالي حمص الأبرياء على مدار السنتين الماضيتين. وفي بيان نشرته وزارة الخارجية البريطانية تعليقا على الأنباء التي تفيد بإخلاء السوريين المتبقين من مدينة حمص القديمة، أشارت فيه إلى أن عملية الإخلاء لعناصر المعارضة وبعض السكان يجب ألا تخفي تكتيكات الحصار وسياسة التجويع التي فرضها النظام السوري بشكل منهجي عليهم طوال العامين الماضيين، لإجبارهم على الخضوع، حيث يستهدفهم بالقصف العشوائي، بما في ذلك استخدام البراميل المتفجرة المروعة. إلى ذلك، قال ناشطون في حلب إن طفلا ورجلا أصيبا بغارة بالبراميل المتفجرة على حي مساكن هنانو، وأضافوا أن المدينة الصناعية في الشيخ نجار تعرضت هي الأخرى إلى البراميل المتفجرة، مشيرين إلى وقوع اشتباكات عنيفة في محيط فرع المخابرات الجوية بحي الزهراء تزامنا مع قصف الطيران الحربي لمحيط الفرع. وفي ريف حماة الشمالي، تحدثت شبكة سورية مباشر عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين بجروح جراء عدة براميل متفجرة استهدفت مزارع مدينة اللطامنة، كما شهدت درعا وريفها غارة بالبراميل المتفجرة استهدفت بلدة تسيل بالتزامن مع قصف بالمدفعية على بلدة الغارية. وقال ناشطون إن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة مدينة دوما وبلدتي مرج السلطان والمليحة بريف دمشق الشرقي الذي شهد أيضا اشتباكات لليوم ال38 على عدة جبهات. من جهة أخرى، قال دبلوماسيون إن أعضاء مجلس الأمن الغربيين عبروا أول من أمس عن مخاوفهم من الغموض والتناقض في الإعلان الأصلي الذي قدمته دمشق العام الماضي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية العام الماضي عن ترسانتها من الغازات السامة. وظهرت هذه المخاوف خلال اجتماع مغلق لمجلس الأمن الذي يضم 15 دولة عضوا، وسيجريد كاج رئيسة البعثة المشتركة بين الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تشرف على تدمير مخزون سورية من الأسلحة السامة. وقال دبلوماسي في مجلس الأمن إن "بعض أعضاء المجلس أبدوا قلقا من الأسئلة التي لم يرد عليها في الإعلان (عن الأسلحة الكيماوية) وأكدوا الحاجة إلى الوصول إلى جذر التناقضات"، فيما قالت كاج للصحفيين "إن عددا من أعضاء المجلس أوضحوا أنهم سيطلبون من بعثة الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية الاستمرار في العمل حتى بعد أن تنقل حكومة الأسد كل الأسلحة والمواد الكيماوية التي أعلنت عن وجودها إلى خارج البلاد".