سنة واحدة فقط هي المدة التي احتاجتها شركة أرامكو ليخرج ملعب "الجوهرة" بشكل أبهر العالم أجمع، استطاعت في هذ الفترة الوجيزة الإشراف على المقاولين المنفذين للمشروع وادارتهم بعقليتها التي لا تعرف غير صنع المعجزات، وتركت 7000 طنٍ من الحديد شاهداً على ذلك المنجز الرياضي الكبير، الأمر الذي دعا الكثير من الاقتصاديين والمتابعين إلى "أرمكة" المشاريع الحكومية خصوصاً تلك المتعثرة منها، فالشواهد على نجاح أرامكو في إدارة ملفات طريقة التعميد المباشر «للأكفاء» أثبتت تفوقها على نظام المناقصات المشاريع الكبيرة والعاجلة كثيرة كان اخرها (جامعة كاوست) والتي رأت النور في مدة لم تتجاوز السنتين، كل هذه النجاحات التي حققتها الشركة "البترولية" في قطاع المقاولات ربما يعود بحسب المتابعين إلى أن الشركة ابتعدت عن المتاهة البيروقراطية في الدهاليز الحكومية وتجاوزتها من خلال الثقة والتعميد "المباشر" لها من الملك - حفظه الله - على غير العادة في المشاريع الحكومية التي تعتمد على نظام المناقصات الحكومي واختيار "الأقل سعراً" والتي أثبتت نجاحها وبقوة. وقال المحلل الاقتصادي فضل البوعينين: الاحتفاء بهدية خادم الحرمين الشريفين للشباب، يجب أن يفتح أعيننا على الكفاءة الإنشائية وإدارة المشروعات التي نجحت أرامكو السعودية في تحقيقها، مبيناً أن السبب الأكبر الكامن خلف تعثر المشروعات الحكومية هو إدارتها، فإدارة المشروعات هي القادرة بعد الله على ضمان جودة التنفيذ وفي الوقت المحدد، موضحاً أن أرامكو السعودية تمتلك القدرة الفائقة في إنجاح المشروعات التي تسند إليها دون مشكلات تذكر؛ برغم اختلاف التخصص، فمقومات النجاح واحدة؛ ويمكن تطبيقها في أي من القطاعات المختلفة؛ وكذلك فعلت أرامكو السعودية التي تحولت إلى مدرسة في الإنشاءات العامة. فضل البوعينين وشدد البوعينين على أن أرامكو ليست الحل، بل هي جزء منه، وهي قادرة على المساعدة والدعم، وإنجاز ما يطلب منها بكفاءة واقتدار، دور أرامكو الرئيس في قطاع النفط يفترض ألا يسمح لها بالاندماج الكلي في مشروعات التنمية وإلا تأثر عملها الرئيس، وربما تشتت تركيز قيادييها؛ ما قد يؤثر في مخرجات الشركة في الجانبين مستقبلاً، وزاد: أنا على يقين بأن أرامكو السعودية خلقت لقطاع النفط؛ ولا يمكن أن نثقل كاهلها بتخصصات أخرى؛ إلا أن الحاجة تدفعنا أحيانا للاستفادة من خبراتها وثقافتها المؤسسية، ففرق العمل التي تخصصها لإدارة بعض سياسة «الشيك المفتوح» لا تكفي دون وجود إدارة علمية شمولية للمشاريع المشروعات يمكن أن تتحول إلى نواة لشركة حكومية تهتم بالتنمية والتطوير وتنفيذ المشروعات الإستراتيجية الكبرى، وبذلك تتفرغ أرامكو السعودية لأداء نشاطها النفطي؛ وتسهم في الوقت نفسه بتوفير بعض الكفاءات المتميزة التي يمكن تعويضهم بسهولة. الأكيد أن الثقافة المؤسسية هي الضامنة للنجاح؛ وهذا يجعلنا أكثر حرصا على تطبيق نفس معايير أرامكو في الشركة الجديدة. شركة أرامكو للتنمية والتطوير واقترح البوعينين أن تؤسس الحكومة شركة مستقلة باسم (أرامكو للتنمية والتطوير) فتكون ذراعها التنموية في الوطن، وتضع عليها من تختار من العقول المنفتحة من خريجي (جامعة أرامكو)، والخبرات العالمية، ويكون لها مجلس إدارة يضم أفضل القيادات الوطنية الناجحة عملياً، ويرتبط المجلس مباشرة بمقام رئيس مجلس الوزراء الذي كان له الفضل - بعد الله - في اكتشاف قدرات أرامكو السعودية الفائقة في مجال تنفيذ المشروعات المدنية الاستراتيجي، موضحاً أن البعض يعتقد أن "الشيك المفتوح" هو سر نجاح أرامكو في إنجاز المشروعات؛ والحقيقة أن سر نجاحها يكمن في إدارة المشروع بطريقة الإدارة العلمية الشاملة؛ في جميع مراحله ومنها؛ التصميم؛ التقييم؛ الطرح والإسناد؛ وأخيرا التنفيذ بحسب المواصفات والشروط والجودة والزمن المحدد. بعض الوزارات حظيت بميزانيات مفتوحة لمشروعاتها إلا أنها عجزت عن تحقيق هدف التنفيذ الجيد مع بعض الاستثناءات. أستاد "الدانة" وأردف البوعينين: ان البعد المجتمعي في مشروعات أرامكو السعودية يحفز المواطنين على طلب المزيد منها، فشباب المنطقة الشرقية يتمنون الحصول على مدينة رياضية مماثلة لمدينة الملك عبدالله في جدة؛ ويتمنون من والدهم خادم الحرمين الشريفين أن يهدي منطقة الخير أستاد "الدانة" ليكمل عقد الملاعب الرياضية في المناطق الثلاث الغربية والوسطى والشرقية، موضحاً أن شباب المنطقة الشرقية يشعرون بالغبطة والزهو تجاه إنجازات أرامكو السعودية ويتمنون أن تكون لها مساهمة متميزة في منطقة الخير المنطقة الشرقية؛ وهي البيئة الحاضنة لعملياتها الإنتاجية. أبدعت «أرامكو السعودية» في تنفيذ رؤى الوالد القائد؛ المحب لشعبه؛ والحريص على تحقيق أمنياتهم وتطلعاتهم التنموية. إنجاز «الجوهرة» في مدينة جدة؛ مع وجود «دُرة الملاعب» في الرياض؛ يجعلنا أكثر تطلعا لإنشاء أستاد «الدانة» في منطقة الخير؛ المنطقة الشرقية؛ التي تفتقر لمثل هذه المشروعات الرياضية المتميزة. ينظر أهالي الشرقية بفخر واعتزاز لشركة أرامكو؛ وما تنفذه من مشروعات متميزة؛ ويتمنون أن يكون لها بصمة تنموية في منطقتها الحاضنة؛ لتضاف إلى بصماتها الخالدة والمؤثرة في ثقافة المنطقة الشرقية. من الممكن استنساخ عمل "الجوهرة" في المنطقة الشرقية؛ حيث المساحات المتاحة في حمى مطار الملك فهد بالدمام؛ والتي يمكن أن تستوعب مشروعا مماثلا لمشروع الجوهرة؛ وهو المشروع الذي سيغير وجه منطقة المطار السياحي؛ والمنطقة الشرقية بشكل عام؛ ويكون أحد العوامل التي ستساعد على زيادة الحركة التجارية بالمنطقة، خصوصاً وأنه قريبا من جميع المحافظات؛ ومتوسطا خطوط الربط الحديدية التي تمر بجميع محافظات المنطقة الشرقية؛ وسيضيف منشأة رياضية كبرى تدعم تنافسية المملكة في استضافتها البطولات الآسيوية والعالمية مستقبلاً.