خلّد مهاجم الشباب مهند عسيري اسمه في ذاكرة الشبابيين بعد أن كان عنصراً فعالاً في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين وقاد الفريق بإبداع وتألق منقطع النظير إلى نيل أغلى بطولات الموسم والاحتفاظ بالكأس عقب أن حققه الليث للمرة الثالثة في تاريخه، مهند عسيري الذي تسبب في ركلة الجزاء التي سجل منها هدف الشباب الأول تمكن أيضاً من تسجيل هدفين آخرين ودون بذلك اسمه بماء من ذهب سواء على الصعيد الجماعي (مع الفريق) أو الفردي من خلال تسببه في أول ركلة جزاء في الملعب وتسجيله اول هدف بأقدام محلية، الشبابيون أيضاً لن ينسوه إطلاقاً لاسيما وأن الفوز بهذه البطولة يعتبر من الأحداث الرياضية التاريخية ولن تطوى هذه الصفحة على مر الأجيال كون هذه البطولة هي الأولى على مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة. مهند أحمد عسيري الذي ولد في جنوب السعودية وبالتحديد في محايل عسير عام 1984م بدأ حياته الكروية في مكةالمكرمة عندما كان يلعب للوحدة، وعلى الرغم من تواضع إمكانات الفريق المكي إلا أن عسيري أعلن نجوميته واستطاع أن يفرض اسمه في الساحة الكروية، إذ نجح في الوصول إلى تشكيلة الأخضر السعودي وشارك معه في مناسبات عدة أبرزها خليجي 20 في اليمن وفي كأس أمم آسيا 2011م في الدوحة، تلك المستويات الكبيرة والقدرات التهديفية التي أبرزها "المهند" جعلت الشبابيين يكسبون وده من خلال الإدارة الوحداوية التي رضخت لإغراءات إدارة الشباب ووافقت على بيع عقده. ضحى بيده المكسورة من أجل الليوث.. واستعاد ثقته بهدفين سجل عسيري حضوراً جيداً مع الشباب في ظهوره الأول خلال الموسم الماضي وتمكن من تسجيل أهداف عدة لعل أبرزها وأثمنها هدفاه في شباك الأهلي في الدور نصف النهائي من كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال إذ قاد بهما "الليوث" للنهائي، وساهمت الظروف التي تعرض لها الشباب هذا الموسم في غياب عسيري عن مستوياته المعهودة وغاب عن مباريات كثيرة بسبب حالة عدم الاستقرار الفني، المدرب التونسي عمار السويح رأى في عسيري مهاجماً بارعاً لديه من الإمكانات الشيء الكثير ومنحه فرصة اللعب أساسياً وكان في كل مباراة يجدد فيه الثقة حتى يظهر تلك الإمكانات خصوصاً وأن أنباء عن عزم الشبابيين الاستغناء عنه كانت تشتت عسيري. "أبا فراس" الذي ضحى من أجل الشعار الشبابي ولعب في فترة من فترات هذه الموسم ويده مكسوره "في الجبس" بسبب حاجة الفريق لخدماته ولغياب المهاجم البديل خصوصاً في ظل إصابة نايف هزازي وعيسى المحياني كان عند ثقة التونسي السويح فيه خلال نهائي كأس الملك الذي شهد تألق عسيري بشكل لافت وخطفه لنجومية المباراة بلا منازع إذ مارس هوايته في شباك الأهلي وهزها مرتين مثلما فعل في النسخة الماضية ورد الجميل للإدارة الشبابية التي وقفت معه كثيراً وللمدرب التونسي الذي وثق به، كما رد عسيري بطريقته على قلة من الشبابيين الذين هتفوا في يوم من الأيام ضده محققاً بذلك أول بطولة في تاريخه الكروي. الموسم لم ينته بعد بالنسبة للشبابيين فالفريق تنتظره مباراتان آسيويتان مهمتان مع الاتحاد وستبدأ المهمة في ذهاب دور ال 16 من دوري أبطال آسيا، ويأملون أن يرمي عسيري تألقه في النهائي خلف ظهره ويفكر جيداً في مباراتي الاتحاد المهمتين وأن يكرر ذلك السيناريو الذي تمكن خلاله من إسعادهم، وبالتأكيد أن عسيري بات من اللاعبين الناضجين كروياً ويدرك جيداً أهمية التحضير النفسي لمباراتي الاتحاد وإغلاق صفحة الاحتفال بكأس الملك مؤقتاً.