كنا ومازلنا نتطلع نحن أبناء هذا الوطن الذي حباه الله بالحرمين وجعله مهبط الوحي ومنبع الرسالة التي تلامس الجوانب الإنسانية في كل شئونها إلى فئة غالية نعتز بها من أبنائنا الذين نسعى لتعويضهم لو بقدر بسيط وبالعامل النفسي عن عجزهم الذي قدره الله لهم وذلك من خلال تجهيز جميع الإمكان التي يذهبون إليها لتكون جاهزة ومتكاملة لاستقبالهم وفق احتياجاتهم. عبدالحكيم بن إبراهيم فمن الجانب الرياضي قد قامت الرئاسة العامة لرعاية الشباب مشكورة بتجهيز أماكن لذوي الاحتياجات الخاصة لحضور المناسبات الرياضة بإستاد الملك فهد الدولي ورغم اجتهادها إلا إنها في الحقيقة اهتمت بالمكان فقط وقد غفلت عن بعض الجوانب الهامة أذكرها وهي: - أن الأماكن بعيدة جداً لكي يستمتع الحضور من هذه الفئة الغالية ناهيك إن كانوا أطفالا. - حدد مكان لهذه الفئة في متوسط الجماهير وذلك لدمجهم بالمجتمع ورغم ذلك إلا إن الحاضر من هذه الفئة لا يسلم من الدخان المتطاير من المدخنين بالرغم من قرار منع التدخين بالمنشات الرياضية ولكن ما نشاهده في ملاعبنا أن المنع فقط على ورق أو أنه مطبق بشكل جزئي. فما حال هذه الفئة الغالية على قلوبنا من وجود المدخنين وهذا يؤثر سلباً في المنظر العام علاوة على ممارسة التدخين أمام الأطفال الحضور من هذه الفئة الغالية، أضف إلى ذلك صعوبة الوصول للمكان المخصص أو الخروج حيث إن البوابات مشتركة مع الأصحاء وهذا ما يعيق تحركاتهم وخصوصاً في المباريات الجماهيرية. - من أهم المميزات التنظيم الجديد هو بعد هذه الفئة من الحدث والمشاركة بقية الجماهير ولكنها وأبعدتهم عن الالتقاء بنجومهم وبلاعبيهم المفضلين فكنا نشاهد بالأمس سلام اللاعبين عليهم وتقبيل رؤوسهم والتصوير معهم ما يميز هذه الفئة من غيرها ولكنها قد وأدت. - لا يوجد أي خدمات لهم لا من مرافق صحية التي وإن وجدت فهي بعيدة وأسال الله إن لا يحتاجوا إليها وذلك لعدم نظافتها أولاً بأول، إضافة إلى ما كانوا ينعمون به من تقديم المياه والمشروبات لهم، وأما الآن فيجب على مرافقيهم الاختيار إما خدمتهم بذلك أو ملازمتهم ولكن السؤال الأصعب ما حيلة من لا مرافق له؟ - عدم احترام المواقف الخاصة بهم وهذه المعضلة ليست في الملاعب فقط ولكنها للأسف ثقافة داخل المجتمع نتمنى تلاشيها وبترها بشكل جذري وجعل المخالفة فيها بالحد الأعلى كما شاهدها بعضهم في الخارج سواء داخل الملعب أو خارجه فنحن أهل الإسلام يجب علينا التزام الجوانب الإنسانية لأنها جزء لا يتجزأ من ديننا الحنيف. - فضلاً عن الألفاظ النابية التي قد تجرح الحياء وتخدش المروءة من غراس التعصب الرياضي. نرسل هذه الكلمات لنعلن ونقول إن الرياضة التي لا تُهذب أخلاقنا وأرواحنا لن تدفعنا لاحترام الآخرين، فضلا عن احترام هذه الفئة التي لا حول لها ولا قوة. هذه رسالة وصلتني من والد طفل معوق أسِفَ على حال ابنه عندما أخذه ليتمتع بالمباراة ولكن الواقع في الحقيقة أن تلك الزيارة ستدفعه وغيره ممن يحملون نفس هذه المعاناة لعدم تكرار تجربة الذهاب للملعب مرة أخرى، فكان مستبشراً خيراً بعد وضع المدرج الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن بعد هذه التجربة تلاشت تلك البشائر وذهبت أدراج الرياح فما كان متاحا بالماضي الذي ميز هذه الفئة انتهى كما انتهت أشياء كثيرة.