ولي عهد الكويت يستقبل وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي    عمومية كأس الخليج العربي تعتمد استضافة السعودية ل"خليجي 27″    وزارة الثقافة تُطلق المهرجان الختامي لعام الإبل 2024 في الرياض    بموافقة الملك.. منح وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الثالثة ل 200 متبرع ومتبرعة بالأعضاء    "رينارد" يستبعد "الشهراني" من معسكر الأخضر في الكويت    مانشستر سيتي يواصل الترنح ويتعادل مع ضيفه إيفرتون    السعودية: نستنكر الانتهاكات الإسرائيلية واقتحام باحة المسجد الأقصى والتوغل جنوب سورية    أسبوع أبوظبي للاستدامة: منصة عالمية لبناء مستقبل أكثر استدامة    مدرب قطر يُبرر الاعتماد على الشباب    مجلس التعاون الخليجي يدعو لاحترام سيادة سوريا واستقرار لبنان    وزير الشؤون الإسلامية يلتقي كبار ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة    تدخل جراحي عاجل ينقذ مريضاً من شلل دائم في عنيزة    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    الإحصاء: إيرادات القطاع غير الربحي في السعودية بلغت 54.4 مليار ريال لعام 2023م    استخدام الجوال يتصدّر مسببات الحوادث المرورية بمنطقة تبوك    الذهب يرتفع بفضل ضعف الدولار والاضطرابات الجيوسياسية    السعودية رئيسًا للمنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة "الأرابوساي" للفترة ( 2025 - 2028 )    استمرار هطول أمطار رعدية على عدد من مناطق المملكة    الفكر الإبداعي يقود الذكاء الاصطناعي    «الإحصاء»: 12.7% ارتفاع صادرات السعودية غير النفطية    رينارد: مواجهة اليمن صعبة وغريبة    وطن الأفراح    حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    "الثقافة" تطلق أربع خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    المملكة ترحب بالعالم    شرائح المستقبل واستعادة القدرات المفقودة    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    نجران: «الإسعاف الجوي» ينقل مصاباً بحادث انقلاب في «سلطانة»    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    المأمول من بعثاتنا الدبلوماسية    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    مسابقة المهارات    إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصانع وشركات عالمية تُحرِّك «عجلة التنمية» في مدينة الملك عبدالله
وظَّفت الشباب من الجنسين ونقلت المعرفة إلى بلادنا.. والقادم مُذهل

أصبحت "مدينة الملك عبدالله الاقتصادية" برابغ واقعاً ملموساً جسَّد الرؤية التي وضعها "خادم الحرمين الشريفين" الملك "عبدالله بن عبدالعزيز" -حفظه الله- حينما أعلن عن إنشائها في العام (2005م)، وهي مدينة حديثة ذات طابع اقتصادي، وتمثل المدينة جزءاً مهماً من الجهود المتواصلة لحكومة "خادم الحرمين الشريفين" الهادفة إلى تعزيز التنمية الاقتصادية، وجذب رؤوس الأموال الأجنبية، وتوفير فرص عمل للكوادر السعودية، وتعزيز حركة التجارة الخارجية؛ بما ينعكس إيجاباً على مختلف القطاعات التجارية والصناعية والاجتماعية في "المملكة".
وتعمل شركة "إعمار المدينة الاقتصادية" على تطوير وتنفيذ مشروع "مدينة الملك عبدالله الاقتصادية"، كما تؤدي "هيئة المدن الاقتصادية" دور المشرف الرئيس على المدينة إدارياً ومالياً، إلى جانب دورها في توفير كافة المتطلبات والخدمات والتسهيلات الحكومية.
وتمَّ الاعتماد عند إنشاء هذه المدينة على التوأمة بين تنمية الإنسان والبنيان، بعد أن تمَّ تجاوز العديد من المصاعب والعقبات التي اعترضت طريق تنفيذ هذه المفخرة الحلم، ومن ثمَّ تمَّ الانطلاق للعمل وتحقيق التطلعات بعيداً عن الاجتهادات الشخصية، كما تمَّ التنفيذ وفق الخطط والدراسات العلمية والاعتماد على أعلى المعايير.
إنَّ ذلك ما تمَّت مشاهدته على أرض الواقع داخل أروقة المدينة، فالخطى ثابتة نحو بث الحياة فيها، كما أنَّ مشاهدة الشاحنات والمعدات الثقيلة وهي تجوب شوارعها برهان على حجم العمل الذي تمَّ ويتم تنفيذه، فالمشروع وإن صاحبه بعض التأخير إلاَّ أنَّ عجلة الأداء والإنشاء لم تتوقف قط.
نزار ريدان متحدثاً للزميل وليد العمير (تصوير - محسن سالم)
ميناء الملك عبدالله
في الجولة التي تمت برفقة وفد ضمَّ عددًا من الزملاء في جريدة "الرياض" بدعوة من "هيئة المدن الاقتصادية" أردت أن أكتب عن المشروعات المُنجزة وأن ابتعد عن تلك المشروعات المستقبلية التي لا تزال في طور التنفيذ، وكانت البداية من "ميناء الملك عبدالله" المحرك الرئيس للمدينة ككل والشريان الأساسي الذي بدأ عمله رسمياً مع استقبال أول سفينة تجارية في العام (2013م)، فيما كانت بداية عمليات الاستيراد والتصدير في شهر يناير من العام الجاري (2014م).
ويمتد الميناء على مساحة تُقدَّر ب (14) مليون متر مربع، ويتميز بحوض عمقه (18) متراً لاستقبال كل أنواع سفن الشحن، وتبرز أهمية هذا الميناء في موقعه الاستراتيجي الذي يربط العالم بمنطقة الخليج، كما أنَّه يُشكِّل نقطة وصول إلى (250) مليون مستهلك في المنطقة، ويقع على أحد أكثر الممرات البحرية ازدحاماً في العالم وأكبرها لعبور سفن الحاويات؛ مما سيوفر مزيد من الفرص لربط قارة أوروبا بالقارة الآسيوية.
وتُقدَّر الطاقة الاستيعابية الحالية للميناء ب (1.3) مليون حاوية سنوياً، على أن تصل إلى (4.5) ملايين حاوية في السنوات الثلاث المقبلة، وهي ما ستُشكل الطاقة الاستيعابية نفسها لميناء جدة الإسلامي، على أن يتم استكمال افتتاح المراحل المتبقية تباعاً لتصل إلى طاقة إجمالية قدرها (20) مليون حاوية سنوياً، وقد تمت الاستعانة بأكبر رافعة مكعبات خرسانية لبناء أرصفة الميناء، إذ تحمل ما يقارب (1800) طن في المرة الواحدة.
مبنى الخطوط السعودية في المدينة يستقطب 2000 موظف في المدينة
الوادي الصناعي
ويقع الوادي الصناعي بالقرب من الميناء، إذ يُغطي مساحة قدرها (45) مليون متر مربع، ويسعى لاستقطاب مصانع في خمسة قطاعات صناعية، هي المنتجات الصيدلانية والسلع الغذائية والاستهلاكية والخدمات اللوجستية والصناعات البلاستيكية ومواد البناء، وقد بدأ بالفعل العمل والإنتاج في العديد من المصانع التي اختيرت وفق معايير محددة، ومن هذه المصانع شركة "توتال" الفرنسية، التي تُعد من أبرز مصانع الزيوت وإحدى أكثر الشركات حضوراً في العالم، ويبلغ عدد موظفيها أكثر من (100) ألف شخص، كما تفوق عوائدها المادية (100) مليار دولار أمريكي.
شركة "توتال"
واستثمرت شركة "توتال" (10) ملايين دولار أمريكي في إنشاء مصنع لمزج زيوت التشحيم داخل "مدينة الملك عبدالله الاقتصادية" في أول حضور لها داخل "المملكة"، ويقف المصنع على مساحة قدرها (65) ألف متر مربع.
وأوضح "نزار ريدان" –مدير عام شركة توتال في المملكة- أنَّ حضور الشركة ليس شرفياً، بل إنَّه يمثِّل نقطة انطلاق لها في منطقة الشرق الأوسط، مضيفاً أنَّ قرار الاستثمار في "مدينة الملك عبدالله الاقتصادية" جاء لأسباب عديدة، من أبرزها وأهمها وجود ميناء بهذا الحجم والقدرات، مبيِّناً أنَّ الخطة الأولية هي إنتاج المجموعة الأساسية من مواد التشحيم "زيوت المحركات والزيوت الصناعية والزيوت البحرية"، مؤكداً على أنَّ الخطط التوسُّعية سوف تكون متاحة بعد العام (2015م) لإنتاج أنواع جديدة من الزيوت الأساسية.
مصنع «توتال» لإنتاج زيوت التشحيم بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية
وأشار "ريدان" إلى أنَّه وُفِّر للشركة كل الإمكانات المطلوبة والملائمة للاستثمار في المدينة، وخصوصاً جوانب البنية التحية المطلوبة والإجراءات الرسمية وتوحيد جهة التواصل الرسمية، موضحاً أنَّ ذلك سهَّل عليهم في الشركة كثير من الصعوبات وجعلهم يُركِّزون في انجاز أعمالهم ويتفرغون لها بدلاً من ملاحقة المعاملات في العديد من الدوائر ذات العلاقة، لافتاً إلى أنَّ المستقبل سيكون أفضل؛ لأنَّ التطوّر يحدث بشكل مميز وواضح.
وأضاف أنَّ واحدة من أهم القيم التي يؤمنون بها في الشركة ويعدّونها ذات قيمة أساسية في عملهم هي القبول، وأضاف قائلاً :"لكي تكون مقبولاً في عملك لدى مجتمع محلي ما، فإنَّه يجب أن تعمل على توظيف الكوادر المحلية المؤهلة وتدرّبها وتحرص على تطويرها"، مؤكداً على أنَّ هذا التدريب والتطوير هو جزء لا يتجزأ من استراتيجية شركة "توتال" في العمل، مشيراً إلى أنَّ ذلك هو ما يحدث في كل المواقع بلا استثناء.
شركة "مارس"
بعد ذلك انتقلنا لزيارة مصنع "مارس"، تلك الشركة الرائدة عالمياً في صناعة الحلويات، كما أنَّها تُعدُّ أول شركة متخصصة بالسلع الاستهلاكية سريعة الدوران في المدينة، وهي أول شركة تنقل مكاتبها إلى المدينة، وشركة "مارس إنكوربوريتد" العالمية هي شركة ذات ملكية عائلية تأسست في العام (1911م) بالولايات المتحدة الأمريكية، ويتجاوز حجم مبيعاتها السنوية (33) مليار دولار أمريكي، ويعمل لدى الشركة ما يزيد على (72) ألف موظف في أكثر من (365) موقعاً في ما يزيد عن (74) دولة حول العالم.
ودخلت شركة "مارس" سوق "المملكة" منذ أكثر من (30) عاماً عبر علاماتها التجارية"MARS®"، و"SNICKERS®"، و"BOUNTY®"، و"TWIX®"، علماً أنَّ "مارس السعودية" سجلت مبيعات قياسية مع نهاية العام (2012م)، إذ بلغت ملياري ريال سعودي.
وضخّت "مارس السعودية" في هذا المشروع استثماراً أولياً بقيمة (60) مليون دولار أمريكي، كما تسعى إلى ضخ (150) مليون دولار أمريكي إضافية أثناء السنوات العشر المقبلة، ويُلبِّي مصنع الشركة متطلبات ومعايير شهادة الريادة في الطاقة والتصميم البيئي للبناء الأخضر LEED" "، ويُقدِّم نموذجاً للمصانع الملتزمة بتحسين كفاءة استهلاكها للموارد، وقد وصل عدد موظفي المصنع إلى حوالي (400) موظف بمجرد دخوله حيز التشغيل الكامل. وتهدف شركة "مارس" من خلال استثماراتها في "المملكة" بشكل خاص إلى توفير المزيد من فرص العمل للمواطنين السعوديين ودعم البرامج المجتمعية التي تصب في صالح أبناء "المملكة"، وذلك تماشياً مع فلسفتها المؤسسية التي تُركز على المساهمة في دفع عجلة نمو الاقتصادات التي تعمل فيها، كما تسعى الشركة إلى أن تصبح جهة العمل المفضلة للمرأة السعودية الراغبة بالانضمام إلى كادرها الوظيفي وبناء قدراتها المهنية. وتدرس شركة "مارس" حالياً إمكانية الدخول في مجموعة من الشراكات مع مؤسسات تعليمية محلية بهدف توفير فرص التدريب الداخلي في مختلف الأدوار الوظيفية للطلاب الطموحين ممن يتطلعون لدخول سوق العمل بكفاءة واقتدار، وفي إطار التزامها ببناء قدرات المواطنين السعوديين، تعتزم "مارس السعودية" توفير برامج تدريب دورية تهدف إلى تزويد الموظفين بالمهارات اللازمة لاعتلاء العديد من المناصب الإدارية في المستقبل.
وترتكز «مارس» على خمسة مبادئ أساسية في ممارسة أعمالها، وتشمل: الجودة، المسؤولية، التفاهم المتبادل، الكفاءة، والحرية، وتتجسد هذه المبادئ في أنشطة الشركة وخططها وتطلعاتها، كما لدى «مارس» قناعة راسخة بأن مشاركة النجاح تساعد في استمراره.
شركة الأنسجة العالمية
وتمَّ الانتقال بعد ذلك إلى مصنع "شركة الأنسجة العالمية"، وهو عبارة عن تحالف سعودي أمريكي، ويُشكِّل المصنع نقلة نوعية في قطاع الصناعات المتخصصة، ويأتي استجابة لحاجة الأسواق العالمية لهذا المنتج المتخصص، ويُنتج المصنع (100) ألف طن بعد انتهاء مراحله الأربع، ويطمح القائمين عليه للوصول بالإنتاج إلى سقف مرتفع في الحصة السوقية، على أن يمد الأسواق العالمية بما يزيد عن (10%) من احتياجات السوق العالمية، وقد بدأ فعلاً التصدير لبعض الدول الأوروبية، ويفتح المصنع المجال أمام (1300) موظف.
مصنع "بترا"
ومن المصانع التي بدأت العمل والإنتاج بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية مصنع "بترا"، وهو الأول لشركة "بيترا" للصناعات الهندسية في "المملكة"، كما أنَّه مختص في تصنيع أجهزة التكييف عالية الجودة التي تتناسب مع جميع التطبيقات التجارية والصناعية والسكنية، وللشركة حضور فاعل في أكثر من (20) سوق في جميع أنحاء العالم، وأهمها سوق الولايات المتحدة الأمريكية.
صناعات دوائية
وتواصل المصانع والشركات الأخرى في وتيرة متسارعة أعمال البناء، حيث قاربت على المراحل النهائية، إذ تمَّ التوقيع مع (65) شركة بشكل رسمي، ويمكن للمستثمرين في الوادي الصناعي الاختيار بين نظامي التملك الحر أو التأجير حسب متطلباتهم الخاصة، وتسعى "مدينة الملك عبدالله الاقتصادية" عبر الوادي الصناعي إلى تأسيس قاعدة جديدة للصناعات الدوائية في المنطقة من خلال استقطاب أكبر شركات الأدوية والمنتجات الصيدلانية في العالم والمنطقة، مثل ''فايزر'' و''سانوفي'' و''جلفار''، إلى جانب عدد من الشركات الوطنية، ومن بينها شركة "تمر" وشركة "جمجوم"، الأمر الذي يجعلها تشكِّل بداية لأكبر تجمع للصناعات الدوائية في المنطقة.
كوادر وطنية تعمل في خط إنتاج (مارس)
أكاديمية العالم
ومن أهم المعالم القائمة في المدينة حالياً "أكاديمية العالم"، وهي واحدة من أفضل المدارس في "المملكة" من حيث المستوى التعليمي الذي يضاهي أشهر الصروح التعليمية الدولية، كما أنَّها تدل على الدقة في التنفيذ والحرص على تطبيق أعلى المعايير العالمية، ووقع الاختيار لتشغيلها على مؤسسة (GEMS) التعليمية التي تُقدِّم خدمات التعليم المتميزة لآلاف الأطفال حول العالم، ولديها شبكة عالمية من المدارس النموذجية الحائزة على جوائز وتقديرات مرموقة.
وتعمل مؤسسة (GEMS) على تقديم تعليم شمولي عالي الجودة لأكثر من (100) ألف طالب وطالبة في (143) دولة في العالم، ويعمل لديها أكثر من (10) آلاف موظف متخصص ومحترف في مجال التعليم، يدعمهم فريق عالمي من الإداريين ممن تجتمع لديهم الخبرات التربوية والتجارية من مختلف أنحاء العالم. وتستقبل ''أكاديمية العالم'' الطلاب والطالبات من مرحلة الرعاية النهارية -ما قبل الروضة-حتى المرحلة الثانوية في مبان تتضمن مرافق متنوعة تلبي كافة احتياجاتهم التعليمية والاجتماعية، وتعتمد مناهجها الدراسية اللغة "الإنجليزية"، وتشمل مقررات باللغة "العربية" وأخرى خاصة بالدراسات "الإسلامية"، كما تتضمن بناء شخصيات الطلاب والطالبات وتحفيزهم على تشرُّب الصفات القيادية والعمل على تحسين مهاراتهم الحياتية على تنوعها عبر برامج خاصة لا منهجية.
وتم الانتهاء من تشييد "أكاديمية العالم" في المدينة على مساحة (10) آلاف متر مربع بطاقة استيعابية إجمالية تبلغ (2250) طالبًا وطالبة، وتمَّ افتتاح المدرسة رسمياً في العام (2012م).
الزملاء د. أحمد الجميعة، سالم مريشيد، وليد العمير، علي الرويلي يستمعون إلى شرح من مسؤولي المدرسة العالمية في المدينة
مناهج شاملة
وتأكيداً على تميز "أكاديمية العالم" قرَّر "د. محمد صالح أحمد" الانتقال إلى "مدينة الملك عبدالله الاقتصادية"؛ لتلتحق ابنته الوحيدة بهذا الصرح التعليمي، وفي ذلك يقول :"ابنتي الوحيدة مريم هي الأصغر بين أشقائها الثلاثة، وأشقاؤها أنهوا دراستهم وهم يعملون في الوقت الحاضر، وقد حرصت على منحها الفرصة لتتلقى تعليماً متميزاً، فقرَّرت أن تلتحق بمدرسة أكاديمية العالم بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية؛ وذلك لاعتمادهم مناهج تعليمية شاملة يُقدِّمها أساتذة ذوي خبرة تعليمية واسعة".
وأضاف أنَّ لدى المدرسة كل المتطلبات اللازمة في هذا الجانب، مشيراً إلى وجود فصول دراسية متميزة وملاعب داخلية وخارجية ومختبرات ومكتبة، موضحاً أنَّ أقصى ما يبحث عنه لابنته هو بيئة ترفيهية واجتماعية وعملية، مبيِّناً أنَّه اختار هذه الأكاديمية؛ لكونها تحمل أهدافاً طموحة يعمل على تحقيقها المسؤولون والعاملون والأساتذة، لافتاً إلى أنَّهم يحملون ثقافة عالية.
وبيَّن أنَّ الأكاديمية تعتمد مناهج واضحة، كما أنَّها ملتزمة بتنفيذ أهدافها للوصول إلى التميز والارتقاء العلمي، مضيفاً أنَّ التعليم مزيج بين الفهم والتطبيق وليس في ما هو موجود في المناهج فقط، موضحاً أنَّه عبارة عن دمج المناهج والمدرسة والمعلمين وأولياء الأمور، مشيراً إلى أنَّ لدى المعلمين في الأكاديمية رسائل سامية ويبذلون قصارى جهدهم من أجل تحقيق الأهداف التربوية التي تتبناها الأكاديمية، لافتاً إلى أنَّ ما يجعله يشعر بالفخر هو أنه تمَّ اختيار أفراد هيئة التدريس والإدارة وفق مؤهلاتهم، كما أنَّهم خليط بين أبناء الوطن وعدد من أبناء بعض الدول الأخرى، ومنها أمريكا وكندا واستراليا وانجلترا ونيوزيلندا.
الخطوط الجوية السعودية
ومن بين المشروعات التي تبعث على الفخر في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية مبنى "الخطوط الجوية السعودية" الذي شارف على الانتهاء مجاوراً لمبنى شركة "إعمار" المطور الرئيس للمدينة ولهيئة المدن المدن الاقتصادية، وسيتم انتقال مجمع الخطوط السعودية للتقنية الذكية إلى مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، ويشغل المشروع مساحة تُقدَّر ب (21) ألف متر مربع، ومن شأنه استقطاب (1000) موظف، وسيشمل إنشاء مركز الإبداع والابتكار الخاص ببرمجيات المعلومات والطيران، إذ تسعى "السعودية" إلى استثمار تحالفاتها الإستراتيجية في تقنية المعلومات، إلى جانب بناء مركز تدريب عملي لجذب الشباب والشابات في مجال تقنية المعلومات.
بدء العمل في ميناء الملك عبدالله في شهر يناير الماضي
وحظيت المدينة بدعم حكومي تمثَّل في إنشاء واحدة من محطات "قطار الحرمين"، ويُتوقع الانتهاء من العمل فيها خلال هذا العام، وهو ما سيُسهِّل ربط المدينة الاقتصادية بثلاث مدن رئيسة، هي "مكة المكرمة" و"المدينة المنورة" و"جدة"، وسيجعل "قطار الحرمين" من المدينة وجهة للسياحة والاستجمام على ساحل البحر الأحمر، في ظل قربها الجغرافي من "الحرمين الشريفين"، الأمر الذي سيزيد من استقطاب الحجاج والمعتمرين والزوار على حدٍ سواء. وسيختصر "قطار الحرمين" المدة الزمنية للوصول إلى المدن المجاورة للمدينة الاقتصادية، إذ إنَّها تبعد (24) دقيقة عن محطة "مطار الملك عبد العزيز" في "جدة"، و(54) دقيقة عن محطة "مكة المكرمة"، و(54) دقيقة عن محطة "المدينة المنورة".
فندق البيلسان
وما أن تُشيح بناظريك عن مبنى "الخطوط السعودية" إلاَّ وتجد فندق "البيلسان"، الذي يُعدُّ وجهة رجال الأعمال الباحثين عن موقع يجمع بين فخامة الضيافة والتجهيزات الملائمة، وبالتالي فهو المكان المثالي لاستضافة اجتماعات العمل، ويتكون الفندق من (195) غرفة وجناح بواقع (189) غرفة "ديلوكس" بمساحة واسعة تصل إلى (33) مترًا مربعًا، كما يضم ستة أجنحة فاخرة بواقع (71) مترًا مربعًا، وهو يُقدِّم أعلى مستويات الضيافة الفندقية.
وحظي الفندق بإقبال كبير من الشركات العالمية والوطنية، إذ أُقيمت فيه منذ افتتاحه عدد من المناشط المتصلة بقطاع الأعمال، مثل اجتماعات أعضاء مجالس إدارات شركات "سابك" و"أرامكو" و"سيدكو" و"كاوست"، إلى جانب اجتماعات عدد من الشركات الأخرى.
وفيما يخص القطاع السكني بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، فقد تمَّ البدء في بناء خمسة آلاف وحدة سكنية، كما تقف "أبراج الشاطئ" و"المارينا" شواهد على نوعية الحياة المختلفة في المدينة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.