التاريخ يخلد أصحاب المبادرات الطيبة، ومزنة العمير البكري -رحمها الله- خلدت في ذاكرة أهالي مدينة البكيرية تلك المبادرة، فقلد أسست مدرسة بسيطة في إمكانياتها قامة في مخرجاتها، أسست لجيل متعلم من الفتيات في بدايات نشأة هذه الدولة المباركة في زمن لم تستطع أخريات الحصول على تلك الفرصة، وذلك لحبها وإصرارها على الفكرة والثقة المكتسبة من أهل المدينة. وأشكر لأهالي وأعيان مدينة البكيرية هذا التكريم والتقدير لها، ومما جعلني أكتب هذه الكلمات لطرح ما يخفى على غالبية من عرفها، فكانت رحمة الله عليها مدرسة لأبنائها (نورة السبيل وعلي بن محمد بن نحيت –رحمهما الله– وعائشة بنت محمد بن نحيت)، فكنت لهم عوناً في طلب العلم والتربية، وكان والدي -رحمة الله عليه –يحدثنا عما تفعله في حثه على طلب العلم على أيدي المشايخ وطلبة العلم آنذاك، وكيف كانت تحبب اليه العلم واهله حتى أكمل دراسته الجامعية وحفظ القرآن وكتب الحديث في وقت لا يتعدى عدد المتعلمين المئات. وبعد مرور الزمن لم يحرم والدي إخواني ممن كبروني سناً بالاستفادة من هذه المدرسة فمنهم من عاش عندها ومنهم من عاش معها، ليستمدوا من علمها، ولا أنسى يوماً في رمضان مساعداً لها في مراجعة حفظها للقران الكريم وهي في السبعين من عمرها وتردد تلك الآيات بكل سهولة وقوة ذاكرة، فلهم منا خالص الدعاء وان يرحم الله امواتنا وموتى المسلمين. * سكرتير أول في سفارة المملكة العربية السعودية لدى مملكة بلجيكا