منذ أن تبوأ الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - قمة القيادة في المملكة وهمه الأول يتمحور في صناعة التنمية الشاملة على كل الصعد وعلى امتداد جغرافيا الوطن من الماء إلى الماء. والمتتبع للإنجازات على الصعيد المحلي في مختلف المجالات التنموية يجد أن إنسان هذه البلاد هو محور عملية البناء وهو هدفها ووسيلتها ليكون مشاركاً فاعلاً في صياغة مستقبلات الوطن الاقتصادية والحياتية والإنمائية على أسس منهجية علمية تواكب رؤيته حفظه الله لما ينبغي أن تكون عليه المملكة من مكانة في منظومة دول العالم، واكتسابها لأدوات التقدم الحقيقي الذي يلامس حياة المواطن في أمنه واستقراره وتوفير حياة كريمة له. والقضاء على كل معوقات النمو والتنمية التي أنبتت التخلف في أكثر الوطن العربي، وحاصرت إنسانه بكل أشكال الجهل والأوجاع والداءات الحياتية والمعيشية، وحولته إلى كائن هامشي ليس لديه القدرة والمقدرة على إنتاج ما يحقق لمسيرته نوعاً من المكانة بين دول العالم. لقد كان ولا يزال هاجس الملك عبدالله خلال تسع سنوات من اعتلائه هرم القيادة في المملكة وقبل ذلك عندما كان ولياً للعهد ومشاركاً في صناعة القرار السياسي والتنموي، دعم جهود السلام والتنمية وإنصاف المظلوم ونصرة الحق ومحاربة الإرهاب والتطرف الذي ضرب في أكثر دول العالم، وعانت منه المملكة، كما أنه حفظه الله يدرك أن الاضطرابات والنزاعات المذهبية والطائفية في منطقتنا تقضي على كل الآمال والطموحات والعيش الكريم. ولهذا عمل بكل الطاقات على أن تكون المملكة محصّنة بسياساتها المتوازنة، واهتمامها بقضايا المواطن الحياتية والمعيشية والاقتصادية، ما جعلها في منأى عن هذه العواصف التي تهب في أكثر من موقع خاصةً في الوطن العربي من مغربه الى مشرقه. تعلمنا في مدرسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز السياسية أننا ننتمي الى دولة لا تخضع للإملاء او الابتزاز لأن هذا الوطن بامتداده الجغرافي والبشري لم يقم ككيان سياسي وجغرافي وبشري برغبة أو قوة دول أجنبية إقليمية كانت أو دولية، ولم يتأسس بتحالفات ومساعدات فرضت عليه توجهاته السياسية، فقد صاغ الرجل العظيم عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود أول وحدة في التاريخ العربي المعاصر، وأقام وطناً قدمناه للعالم كوطن حر مستقل في نهجه وقراراته صنعه أبناء هذا الكيان حيث مهبط الوحي وقبلة المسلمين وأرض الحرمين، وأكمل المسيرة بهذه المفاهيم والقناعات كل الملوك من أبناء عبدالعزيز الذين تعاقبوا على قيادة المملكة وصولا الى عهد ملك الاصلاح والتنمية البشرية الملك عبدالله حفظه الله. ونحن نعيش الذكرى التاسعة للبيعة المباركة نأمل من الله أن يديم على هذا الوطن نعمة الأمن والأمان والاستقرار وتحقيق المزيد من الانجازات المهمة على الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز. * سفير خادم الحرمين لدى المملكة المتحدة